أقامت جمعية نقاد السينما المصريين جلستها السنوية لاختيار أحسن فيلم مصري عرض خلال عام 2009 وأحسن فيلم أجنبي عرض عرضا تجاريا في مصر. ولأن الجمعية تتبع الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية «الغيرسي» لذا فإنها تنتهج في اختيارها لوائح المنظمة الدولية لكي تكتسب الجائزة التي نمنحها الصفة الدولية والجلسة أشبه باجتماع جمعية عمومية حيث إنه مفتوح لأعضاء الجمعية الذين يمثلون لجنة التحكيم حيث يجري بينهم استفتاء عام وعلني لاختيار أحسن فيلم بعد عدة تصفيات متصلة رأست لجنة التحكيم لهذا العام د. عفاف طبالة وحضرها عشرون عضوا من أعضاء الجمعية من النقاد. التصفية الأولي بدأت الجلسة بالتصفية الأولي لمجمل الأفلام التي عرضت خلال العام وعددها 39 فيلما حيث جري استفتاء عام بين الأعضاء عن الأفلام التي تستحق المنافسة علي الجائزة حيث أسفرت التصفية عن دخول تسعة أفلام فقط لدائرة المسابقة.. وهي: 1- خلطة فوزية إخراج مجدي أحمد علي. 2- واحد/ صفر إخراج كاملة أبوذكري. 3- عين شمس إخراج إبراهيم البطوطي. 4- دكان شحاتة إخراج خالد يوسف. 5- الفرح إخراج سامح عبدالعزيز. 6- شهرزاد إخراج يسري نصرالله. 7- أولاد العم إخراج شريف عرفة. 8- ألف مبروك إخراج أحمد جلال. 9- بالألوان الطبيعية إخراج أسامة فوزي. إجراءت الجلسة بدأت مناقشة الأعضاء الممثلون للجنة التحكيم حول هذه الأفلام وقد تباينت الآراء حول الاختلاف والاتفاق علي تقييم الأفلام كل علي حدة وتحددت أبعادها عن وضعية كل فيلم علي النحو التالي: 1- خلطة فوزية اتفق النقاد علي أن الفيلم يحمل أبعاد فكرة مبتكرة قدمت من خلال سيناريو متسق البناء والسياق إلا أن تصوير الشخصيات فيه لم يكن من الموضوعية بمكان الأمر الذي أفقدها قدرتها علي التصديق وأشار النقاد أن مجدي أحمد علي لم يكن في أحسن حالاته عندما تعامل مع الفيلم بمنطوق مختلف تماما عن نهج ومنطوق كتابة السيناريو الأمر الذي أظهر تباينا واضحا بين صناعه وهو ما أفقد الفيلم قدرته علي التأثير المباشر علي المتلقي. 2- واحد/ صفر من الأفلام التي أثارت جدلا ونقاشا ساخنا بين النقاد حيث ألقيت حوله ثماني مداخلات وهي أعلي نسبة مداخلات حصل عليها فيلم. وقد اتفق النقاد علي أن الفيلم تجربة إبداعية جيدة خاصة لكاتبة السيناريو مريم نعوم باعتبارها تجربة أولي لها إلا أن الفيلم استطاع أن يتجاوز كل أخطاء التجارب الأولي واستطاع أن يحقق رؤية ناضجة لمفهوم الفيلم السياسي حيث إنه تناول تحقيق هذه النوعية الفيلمية بالتفسير الأكثر اتساعا وشمولا وإخراجه من إطاره التقليدي علي أنه ترجمة للعلاقة بين الحاكم والمحكوم بل إنه جعل من النشاط اليومي والحياتي للمواطن هو جوهر العمل السياسي دون صيحات جهورية أو مباشرة في الأداء أو الإسقاطات.. والفيلم يحمل دعوة صريحة لمناقشة قضية الانتماء الوطني علي أي من مستوياتها حتي ولو كانت الالتفاف حول مبارة لكرة القدم. كما تناولت المناقشة الكيفية التي صيغ بها الفيلم حيث ذلك التجانس الواضح بين صناعه خاصة وأن معظمهم من النساء وهو ما أكسب الفيلم تلك اللمسات الحانية التي كان لها أبعادها التأثيرية علي المتلقي. 3- عين شمس استطاع الفيلم أن ينال اهتمام النقاد باعتباره تجربة مستقلة عاني صناعها الكثير من المتاعب والصعاب من أجل استكمالها.. ومن منطلق المساندة وتشجيع المواهب الشابة.. وأيضا فتح آفاق جديدة أمام السينما الشابة الجادة فقد استطاع الفيلم من تلك النوافذ أن يثير اهتمام النقاد ولهذا فقد نال الفيلم الكثير من التشجيع ونال أيضا الكثير من المناقشات والمداخلات حيث أوضح النقاد عناصر التميز التي حققها الفيلم وفي المقابل كان من الصعوبة أن يراهن النقاد علي تجربة لم تكتمل أبعادها بعد أن نال من المساندة والتشجيع الكفاية. 4- دكان شحاتة تفردت مناقشة هذا الفيلم بالتباين الحاد بين الآراء التي تعرضت لمناقشته حيث وضعه البعض في مصاف الأعمال السينمائية الجادة التي تمثل إضافة حقيقية للسينما المصرية.. وفي المقابل أعاب عليه البعض بناء السيناريو حين تعددت مصادره وهو الذي أدي إلي أن يفقد الفيلم الكثير من اتساق سياقه الأمر الذي انعكس بالضرورة علي إيقاعه المتذبذب خاصة فيما يتعلق بالنبوءة التي حملتها نهاية الفيلم. 5- الفرح من الأفلام التي حملت العديد من المفاجأت التي فجرها النقاد وكانت محل مناقشاتهم واهتمامهم في البداية حقق النقاد ربطاً موضوعياً بين فيلمي كباريه/ الفرح.. باعتبارهما ثنائية قام علي صناعتها فريق واحد.. والمفاجأة التي حملها هذا الفريق هي عملية التصحيح للمسار الفني والتي تحققت لصناعة هذه الثنائية. وقد اتفق النقاد علي نضج التجربة والتي يمكن أن تكون بداية انطلاقة جادة بعد مشاركة ذات الفريق في الترويج لأفلام الكوميديا الهزلية التي تسيدت السوق السينمائية خلال العقد الماضي وكان لهم فيها نصيب كبير وبصناعتهم لتلك الثنائية فأن الأمر يعتبر متغيرا جذريا تمني النقاد استمراره. وفي مجال تقييمهم التجربة فقد أعابوا عليها ذلك التوجه السلفي وهو الأمر الذي قد يروج لأفكار بعض التيارات المتشددة والبعيدة عن القراءة الصحيحة لموضوعية الواقع وظروفه وهمومه أيضا. 6- احكي يا شهرزاد من الأفلام التي لم تأخذ كثيرا في مناقشة تقييمها حيث اتفق النقاد علي أن وحيد حامد في هذا الفيلم لم يكن في أحسن حالاته وأن ما حققه الفيلم من قبول يرجع بالدرجة الأولي إلي الرؤية الإخراجية التي حققها يسري نصر الله بجانب فريق التمثيل. التصويت النهائي لم يتبق من قائمة الأفلام المختارة إلا ثلاثة أفلام هي ألف مبروك/ أولاد العم/ بالألوان الطبيعية حيث لم يحقق أي منهم دافعا لإثارة النقاش حوله باستثناء فيلم بالألوان الطبيعية الذي أثار بعض التنويهات والتي لم تجد صدي وقبولاً عند النقاد وتم التصويت علي الأفلام لتخرج القائمة الثانية للأفلام التي سوف تنافس علي الجائزة وضمت أفلام خلطة فوزية/ واحد: صفر/ عين شمس وأجريت عملية التصويت الأخيرة لاختيار أحسن فيلم حيث حصل فيلم واحد/ صفر علي أعلي الأصوات. توصيات هذا وقد أوصت اللجنة بضرورة التنويه علي أن هذا الموسم قد ضم عرض العديد من الأفلام المهمة والتي تعتبر إضافة حقيقية إلي السينما المصرية كما أنها تدل أيضا علي أن هناك رؤي جادة لمستقبل السينما المصرية وتنوه بشكل خاص إلي المواهب الشابة الحقيقية التي شاركت وبقوة في صناعة هذه الأفلام. الفيلم الأجنبي هذا وقد أجري التصويت علي قائمة الأفلام الأجنبية التي عرضت خلال العام لتخرج منها القائمة الأولي التي ضمت أفلام المستبدل/ الطريق الوعر/ علاقات غرامية/ أفاتار/ الخارج علي القانون. وتم مناقشة هذه الأفلام ثم أجريت عملية التصويت النهائية لكي يحصل فيلم «الطريق الوعر» علي أعلي الأصوات. هذا وسوف يتم توزيع الجوائز علي الفيلمين في الأسبوع الثالث من أبريل بعد عرضهما.