تم إعلان جوائز لجان تحكيم برامج «نظرة خاصة» و«أسبوع النقاد» و«نصف شهر المخرجين» أمس الأول «السبت»، وجوائز الاتحاد الدولى للصحافة السينمائية المعروفة باسم «فيبريسى» الحروف الأولى من اسمها بالفرنسية، والتى اشترك فى عضوية لجنة تحكيمها الناقد المصرى أمير العمرى، وجوائز المؤسسة الإنجيلية للسينما، ومن المفترض أنه تم إعلان جوائز المسابقة الرسمية أمس «الأحد»، وسنوالى تغطيتها فى رسالة غد «الثلاثاء». فاز الفيلم الأمريكى «أمريكا» إخراج شيرين دعبس، بجائزة «فيبريسى» لأحسن فيلم فى برنامج النقاد وبرنامج المخرجين، وهو أول فيلم روائى طويل لمخرجته الفلسطينية، والذى فاز عن جدارة، حيث أعلن مولد مخرجة موهوبة تضيف إلى السينما الفلسطينية فى المنفى. وكان العرض العالمى الأول للفيلم فى مهرجان «صاندانس» فى يناير، ثم عرض فى «ملتقى الشباب» فى مهرجان برلين فى فبراير، ثم فى «برنامج المخرجين» فى مهرجان كان، ويندر أن يعرض فيلم عرض فى مهرجان برلين. وكما يعبر فيلم إيليا سليمان «الزمن الباقى» عن ثقافة الشعب الفلسطينى العربية، رغم أنه فيلم فرنسى، كذلك يعبر عنها فيلم شيرين دعبس، رغم أنه فيلم أمريكى. والاختلاف كامل بين الفيلمين من حيث الأسلوب والرؤية الفكرية. فاز بجائزة «فيبريسى» لأحسن فيلم فى المسابقة الفيلم الألمانى «الشريط الأبيض» إخراج مايكل هانكى، وهو الفيلم الوحيد المصور بالأبيض والأسود فى المهرجان، ولأحسن فيلم فى «نظرة خاصة» الفيلم الرومانى «بوليس، صفة» إخراج كورنيليو برومبيو. وفاز بجائزة أحسن فيلم فى «نظرة خاصة» التى تقدمها إدارة المهرجان بواسطة لجنة تحكيم خاصة الفيلم اليونانى «أسنان الكلب» إخراج يورجوس لانتيموس، وبجائزة لجنة التحكيم «بوليس، صفة»، واشترك فى جائزة خاصة الفيلم الإيرانى «لا أحد يعرف القطط الفارسية» إخراج باهمان جوبادى، والذى عرضنا له بالتفصيل فى رسالة سابقة، والفيلم الفرنسى «والد أطفالى» إخراج ميا هانسين - لوفى. وفاز بجائزة المؤسسة الإنجيلية الفيلم البريطانى «البحث عن إريك» إخراج كين لوش، وبشهادة تقدير «الشريط الأبيض». ثلاث جوائز للفيلم العراقى تنظم نقابة نقاد السينما فى فرنسا تصويتاً بين النقاد لاختيار أحسن فيلم طويل عرض فى «أسبوع النقاد». وقد فاز فى التصويت الفيلم الفرنسى «وداعاً يا جارى كوبر» إخراج ناسيم أمايوشى. وهناك أربع لجان تمثل مؤسسات تمنح أربع جوائز لأحسن الأفلام الطويلة فى برنامج النقاد الذى يعرض الأفلام الأولى أو الثانية لمخرجيها. وقد فاز الفيلم العراقى «الهمس مع الريح» إخراج شاهرام العيدى بثلاث من هذه الجوائز، وفاز بجائزة واحدة الفيلم البلجيكى «منطقة الضائعين» إخراج كارولين ستريوبى، وكلاهما الفيلم الروائى الطويل الأول لمخرجه. قصيدة من الشعر السينمائى «الهمس مع الريح» الفيلم الوحيد الذى عرض باسم دولة عربية فى مهرجان كان 2009، وأول فيلم عراقى يعرض فى المهرجان طوال تاريخه. والفيلم من إنتاج وزارة الثقافة فى كردستان العراق، ولمخرج كردى من أكراد إيران، وناطق باللغة الكردية. ومن الواضح أن عرضه باسم العراق تأكيد على أن كردستان العراق جزء من العراق، وذلك فى إطار العراق الديمقراطى متعدد الثقافات، الذى تسعى إلى إقامته كل طوائف العراق. واللغة الكردية هى لغة أكثر من أربعين مليون كردى يعيش أغلبهم فى العراق وتركيا وإيران وسوريا، والملايين منهم فى المنافى فى أوروبا وأمريكا وآسيا. فيلم شاهرام العيدى قصيدة من الشعر السينمائى الخالص عن ساعى بريد فى السبعين من عمره، يتنقل بسيارته القديمة بين القرى الجبلية فى كردستان العراق أثناء الحرب العراقية - الإيرانية إبان حكم صدام حسين. وقد تعرض الأكراد إلى حرب إبادة جماعية فى تلك الفترة، وتكتب هذه المعلومات بإيجاز على الشاشة قبل العناوين. وليس فى الفيلم نقطة دم واحدة، وإنما مرثية حزينة، وليس فيه تشفياً ولا انتقاماً من عهد الديكتاتور الدموى، وإنما إدانة للماضى الأسود حتى لا يتكرر مرة أخرى. إنه فيلم يعبر عن ثقافة الأكراد بالمعنى الأشمل والأعمق لكلمة ثقافة، أى المقومات الأساسية التى أهلت وتؤهل أى شعب للبقاء، وتحول دون انقراضه. وهناك خلل فى بعض أوزان هذه القصيدة، ولكننا أمام مولد فنان سينمائى موهوب وأصيل. [email protected]