قال الدكتور محمد البرادعي ، رئيس حزب الدستور ، أن ما يحدث في مصر هو إجراء استثنائي وإضطراري ، ولكنه ليس إنقلاباً عسكريا. قال البرادعي في مقابلة مع سي إن إن ، أن الرئيس المنتخب قد أخفق ، وكان عليه التنحي بعد نزول 20 مليون شخص ضده للتظاهر ، وأن الإجراءات الإستثنائية كان لابد منها لقطع الطريق على نذر الحرب الأهلية. وفي سؤال حول قلق أمريكا من الوضع في مصر ، وإعتبار ألمانيا أن ما حدث بمصر تراجعاً للديمقراطية ، أجاب البرادعي بأن الوضع مقلق ولكنه جاء من أجل استعادة الديمقراطية ، وللحصول على حكومة كفاءات تنقذ الأوضاع الأمنية والإقتصادية المتدهورة. وذكر البرادعي أنه أكد لجون كيري وزير الخارجية الأمريكي ، أن مصر تحتاج للدعم من الجميع وليس دعم واشنطن فقط ، وأكد كذلك أنه رغم حرصه على الدستور والقانون إلا أن الوضع في مصر كان يحتاج إلى إجراءات فوق دستورية لتفادي خطر الحرب الأهلية ، ولإعادة تسوية الأوضاع . وفي سؤال حول كيفية إقناع المؤيدين للرئيس السابق محمد مرسي بأهمية هذه الإجراءات الاستثنائية ، أجاب البرادعي بأن عليهم أن يعتبروها إعادة انتخابات ، وذكر أن لها أمثلة في الديمقراطية الأمريكية ، حيث أعيد انتخاب حاكم مينيسوتا العام الماضي ، وبإن بإمكان مرسي إعادة الترشح مرة أخرى ، مشيراً إلى أنه من المستبعد أن يترشح ثانية بالفعل ، وأوضح البرادعي أن إجراء الإستفتاء كان ممكناً ، ولكن مصر لم تكن تمتلك سعة في الوقت انتظاراً لنتائجه. وأكد البرادعي أن مصر الآن تبحث عن حكومة تصلح الوضع الأمني والإقتصادي وتعمل على تحقيق جزء من العدالة الإجتماعية على النحو الذي يطمئن المصريين ، وأكد عدم استبعاد الإخوان والتيار الإسلامي كافة من هذه الحكومة ، وأن الأمر سيتوقف على الكفاءة ، وأن مصر تحتاج لجهود الجميع ، وتحتاج مجتمعاً متوافقاً ومتماسكاً. وحول دور البرادعي في المرحلة المقبلة ، قال بأنه لا يرغب هو وأسرته في الترشح للرئاسة ، وأنه يرغب في لعب دور الرجل الحكيم الذي يعمل على توافق جميع الأطراف والتصالح الوطني ، وأن يوجه النظر لأولويات ماتحتاجه مصر من مكافحة الفقر وزيادة جودة الخدمات التعليمية والصحية ، وكذلك سيعمل على حسم الإتفاق مع صندوق النقد الدولي ، حيث أن هذا الإتفاق يمثل طوق نجاة ، وسيمكن مصر من تفعيل الإستثمارات. وقال أن مصر ستحتاج ما يقارب من 35 مليار دولار ، لكي ترفع العبأ الذي سيقع على الطبقة الفقيرة من المصريين بعد التوصل لإتفاق مع البنك الدولي ، لما يستلزمه هذا الإتفاف من إجراءات تقشف ، وقال أيضا أن دول الخليج وأمريكا ودول أوربية أبدت استعدادها لتقديم المساعدات الإقتصادية. وحول تأييد قطر والسعودية للتغيير الحادث بمصر ، أجاب البرادعي بأن هذا كان متوقعاً ، وأوضح أن لا أحد يمكنه المخاطرة بفشل الدولة المصرية ، وأن الدعم لن يتوقف من جانب الدول الخليجية والأوربية وأمريكا. و ابدى البرادعي تخوفه من أن يشعر الإخوان أنه تم إقصائهم وكذلك عن تخوفه من البطء في إنجاز الأولويات التي تشعر المواطن المصري بالتحسن ، وأضاف "أذكر أصدقائنا في كل مكان ، بأن يقدموا الدعم المالي الذي نحتاجه ، لأننا يجب أن نذكر الناس بأننا نركز على حاجاتهم الأساسية ".