في هذه المرحلة الانتقالية التي تعيشها مصر، وفي ظل انتظار رئيس جديد يدير البلاد بما يحقق طموحات الثائرين، وأيضا في ظل ثورة قامت بدون قائد أو زعيم، رأي البعض أن كلا من الدكتور محمد البرادعي والدكتور أحمد زويل وحتي عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي، رغم ما يتمتعون به من قبول لدي شرائح واسعة بالمجتمع، قد أصبحوا "وجوها قديمة ومعروفة" بل و"حرقت" بالنسبة للشعب المصري، وتساءل البعض الآخر عمن هو الأصلح للترشح لرئاسة مصر في سبتمبر المقبل، وما هي أولويات عمله كرئيس في مرحلة القادمة، وهي الأسئلة التي طرحناها علي عدد من الكتّاب والمثقفين في هذا التحقيق فأجابوا: في انزعاج شديد يرد الروائي يوسف القعيد قائلا: "أنا ضد فكرة التحدث عن رئيس مصر القادم، في ظل انهيار الأمن اليوم، أيضا بقاء الحكومة قد أثار جدلا وتخوفات عند البعض، بل وردود أفعال عنيفة عند الكثيرين، فنحن نعيش في وطن مشتعل الآن". وتابع: أري أنه من الأنسب التركيز علي مطلبين الآن، الأول عودة الأمن والأمان والذي لا أحد يعرف عنه شيئا الآن، كذلك تسيير شئون الشعب بما يضمن البقاء لهذا البلد وإعادة بنائه، لنكون بالفعل في مرحلة جديدة نقية، فالبلد الآن في يقف عند مشكلة تحديد الأولويات. ومن جانبها أكدت الكاتبة الصحفية صافي ناز كاظم قائلة: مبدأ أنه لا كوادر بمصر هذا كلام غير صحيح، فالمذكورة أسماؤهم سواء كان البرادعي أو زويل أو غيرهما، أعتبرهم فقاعات لأنهم مدّعون للوطنية، فمثلا زويل تم تصعيده بشكل لا يستحقه، مصر مليئة بالكوادر الحقيقية ويمكن التصدير منها للخارج، منهم القاضي الخضيري والمستشار البشري..لكنني لا أدعوهم للترشح إنما هؤلاء مفكرون حقيقيون وقوي حقيقية تم تهميشهم والإحجام عنهم عن عمد. وأضافت: القمقم انفتح أخيرا وخرج المارد منه، وظهرت مجموعة من الشباب الواعي يتحدثون بصيغ لغوية لبقة ناضجة وذكية وخفيفة الظل، أهم شيء أن يكون لدينا دولة مدنية بالمعني الحقيقي، أي ديمقراطية لا يستبعد منها البعد الديني، فهذا الشعب بحماسه وابتهاله لله مسلمين ومسيحيين طلبا للحرية والانتصار، لا بد أن يؤخذ في الاعتبار فيجب أن يظل الإسلام واللغة العربية هما المصدر الأساسي والتشريعي، لأن الإسلام حامي الأديان الأخري لأنه ألزم باحترام كل الأديان. في الحقيقة هناك أولويات عديدة خاصة بالبنية الأساسية للدولة، وفي المقام الأول يجب أن تكون الحاشية المحيطة بالرئيس من المخلصين، ولديهم أمانة نحو مصر وشعبها وألا يخلوا بقسم احترام الوطن. وفي حماس أكد الناقد الدكتور عبد المنعم تليمة قائلا: لا يوجد أمة في الأمم لديها ما يوازي الكوادر المصرية، فليس هناك مجتمع نسبة الشباب فيه من 15 مليوناً إلي 30 مليوناً كالمجتمع المصري، وعن الكوادر المؤهلة فنحن الأوائل بلانزاع. بالنسبة للداخل لدينا 70 ألف أستاذ جامعي، ألا يوجد منهم واحد يصلح لرئاسة مصر؟! وأنا هنا أتحدث بشكل "مؤسسي" وهو ما يتطلبه الوضع الحالي، فيجب ضبط معايير الترشح علي أن يكون من حق الجميع التقدم للترشيح للمنصب، وأن تكون المعايير عصرية والتي تتطلب شرطي التعددية والمؤسسية، فحذاري أن نتحدث بمنطق الأسماء إنما "مؤسسة الرئاسة"، وحرام أن نشكك في عدم وجود كوادر صالحة للمنصب، فلدينا من 7 إلي 8 ملايين بالنقابات المهنية. بالنسبة للأولويات لا يوجد.. فيجب أن تكون صلاحياته محددة ومحدودة ليست مطلقة، فالحكومة المنتخبة بحزب الأغلبية ومجلسي الشعب والشوري هما الأساس. أما الروائية هالة البدري فتقول: لا أعتقد أن الأسماء المطروحة للرئاسة "اتحرقت" لماذا؟ لأنه ممكن يكون لفترة أو فترتين، وإن كنت أتمني أن يكون لفترة استثنائية حتي تظهر أحزابا سياسية حقيقية علي شرط أن يكون منفصلا تماما عن الأحزاب، في هذه الحالة سيخرج كوادر سياسية نستطيع الخيار ما بينها خاصة أننا لم نكن نعيش مناخا صحيا سياسيا من قبل، علي سبيل المثال الدكتور محمد غنيم للأسف هو طاعن في السن، لكنه قدم الكثير للمجتمع ربما من أبرز علاماته "مركز الكلي بالمنصورة"، فأنا أري أن الأنسب موسي أو غنيم، وكلاهما بمثابة الحكيم.. لكن علينا ألا نستبق الأحداث، فبالتأكيد سيكون هناك مستقلون أيضا سيطرحون أنفسهم، كما أن هذه الثورة تعلمنا منها أنه ليس بالضرورة أن يكون رئيس الحزب هو الأهم. فمصر ولادة ولاداعي للعبة الكراسي الموسيقية، فأرجو أن ننتظر، قد يظهر شاب بأفكار ليبرالية يقبل التعامل مع الجميع ويقيم حكومة "ائتلافية" وهو ما أحبذه حفاظا ودعما للوحدة الوطنية. أول أولوية هي التعليم، فبالنظر للأمام علي المدي الطويل أي تقدم أو نهضة تبدأ من التعليم، فلو أن المجتمع تعلم جيدا سيكون لديه من الوعي السياسي والثقافي ما يؤهله للنهوض ببلاده. ثم الثقافة والإعلام، فيجب أن يدرك المجتمع قيمة العمل والأهم قيمة الوقت أيضا، أحب أن أذكر أنني في اليوم الأول والثاني من الثورة نزلت الميدان كصحفية لأري ماذا يحدث، لكن بمجرد أن بدأ ضرب النار أعلنت تضامني بمنتهي الصراحة مع الثورة، فالمرحلة القادمة تحتاج لرئيس قادر علي تكوين حكومة شجاعة، تستطيع التعامل مع الحالة المجتمعية الآن التي تعلو أصواتها بالمطالبات والتظلمات والشكاوي، فنحن الآن في وضع حرج جدا ويجب أن تستقر الأحوال سريعا لتكوين مناخ صحي يشجع الاستثمار والسياحة مرة أخري لتدور عجلة الحياة من جديد.