أقيمت ندوة لتكريم مدير التصوير سامح سليم ضمن فعاليات الدورة ال41 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، برئاسة الناقد الأمير أباظة، وأدار الندوة مدير التصوير حسين بكر، بحضور الفنانة سلوى محمد علي، ومدير التصوير سمير فرج، والمخرج التونسي رضا الباهي. وتحدث سامح سليم خلال الندوة عن العلاقة بين الصورة والفنان، كاشفا عن اختلاف نظرة النجمات لأنفسهن أمام الكاميرا، قائلا إن الفنانة سعاد حسني كانت تمتلك فهما عميقا للصورة، وكانت ترى أن الجمال الحقيقي لا يكمن في الملامح، بل في التعبير الصادق داخل المشهد. وأضاف سليم أن هذا المفهوم هو الأصح، لأن الصورة لا تقاس بمدى جمال الوجه، وإنما بصدق الإحساس الذي تنقله للمشاهد. وتابع قائلا إن بعض النجمات كن يحرصن على الظهور في أفضل شكل ممكن، مشيرا إلى أن الفنانة فاتن حمامة كانت من أكثر الفنانات اهتماما بالصورة، وكانت تصر على التعاون مع مدير التصوير وحيد فريد في معظم أعمالها الفنية لتظهر بأفضل شكل أمام الكاميرا. وأكد أن مهمة مدير التصوير ليست فقط إظهار الممثل في صورة جميلة، بل توظيف الإضاءة والكادر لخدمة إحساس المشهد، لأن الصورة في النهاية وسيلة للتعبير الفني وليست مجرد شكل جمالي. وتحدث عن تجربته مع الصورة السينمائية، قائلاً: "دخلت المجال دون أن أتوقع مدى نجاحي فيه، لكن الفرصة كانت متاحة لمن يثبت نفسه رغم صعوبتها. بدأت بفيلم شورت وفانلة وكاب، ثم جاءت أعمال مثل مافيا وإبراهيم الأبيض، الذي بنى من أجله حي كامل في استوديو مصر، وحققنا فيه مستوى بصري مميز". وتوقف سليم عند فيلم عمارة يعقوبيان الذي اعتبره من أهم محطاته، موضحا: "كنت حريصا على توظيف الظل والنور لإبراز الجانب الإنساني، خصوصا في مشاهد التعذيب لشخصية طه، التي لامست مشاعر الجمهور بقوة". كما تحدث عن فلسفته في التعامل مع الفنانين أمام الكاميرا، مشيرا إلى أن الصورة ليست مجرد جمال بصري، بل تعبير درامي أيضا: "سعاد حسني كانت تؤمن بأن الجمال ليس هدف الصورة، بل صدقها. بينما كانت فاتن حمامة تهتم بالتفاصيل الدقيقة في الإضاءة وتختار بعناية مدير التصوير الذي يظهرها بأفضل شكل ممكن". وحول عدم رغبته في الاتجاه للإخراج مثل بعض زملائه، قال: "الإخراج يحتاج تركيزا كاملا وخبرة مختلفة. كثير من مديري التصوير الذين خاضوا التجربة لم يحققوا النجاح المنتظر. ربما المونتير هو الأقرب لرؤية المخرج لأنه يتعامل مع الصورة مكتملة". وعن علاقته بالمخرجين، أوضح أن التفاهم النفسي والفني بينه وبين المخرج هو أساس نجاح الصورة: "هناك مخرجون بيني وبينهم كيمياء تجعل الكادر أكثر صدقا، بينما يغيب هذا الانسجام مع آخرين، لكنني في النهاية أترك القرار لرؤية المخرج بعد أن أقدم له نصيحتي الفنية". واستعاد سامح سليم ذكريات بعض المواقف الخطيرة في مواقع التصوير قائلا: "أثناء تصوير تيتو اصطدمت بنا سيارة خلال مشهد مطاردة، وفي أفريكانو واجهنا خطر الأسود الطليقة. نحن كمديري تصوير لا نحظى بتأمين في مصر… وربنا يستر". واختتم مازحا حول ظهوره كممثل في بعض المشاهد: "ليست لدي موهبة تمثيل حقيقية، لكني شاركت في لقطات بسيطة جدًا فقط من باب التجربة".