اقرأ الحلقة الأولى و الثانية والثالثة من هنا فوق قمة جبلين شاهقين من جبال القوقاز، وجدت سلاسل تكبل معصمي وقدمي "بروميثيوس" على القمة، كان متقد العينين، ينظر إلى الأفق منتظرًا "إيثون" ذلك الطائر الأسطوري، كي يأتي إليه لينفذ فيه العقاب الأبدي، ألا وهو أكل كبده الطازج الذي ينبته له "زيوس" كل مساء لكي يكون وجبة الأسطوري كل صباح .. ( ولا محل الشرقاوي للكبده والمخ ) .. قبل أن تعتقد أن "بروميثيوس" أجرم في حق كبير الآلهة المختل عقليا "زيوس"، عليك أن تعلم الأمر كيف وصل إلى هذا الحد ؟؟.. ( آلهة مجنونة بتحكم ما هي عباسية الأوليمب ). البداية كانت عندما استفرد "زيوس" وأهله وعشيرته بحكم الأرض، وتقاسمها مع أهله بحجة إنهم من عانوا من الجبابرة، وإنهم ابتلعهم كورونس وكلام رغي كتير ( أكيد عارفينه ولا هنقعد نعيد ونزيد ؟ ). المهم بعد ما "زيوس" قتل الأمل في الصحة والعلاج بقتل "اسكليبيوس"، جاء الدور على "بروميثيوس" محب البشر الذي طالما عارض سياسة الآلهة في جعل البشر متساويين مع الآلهة في الشكل وأيضا نصيب القرابين ( اه فلا خير على بشريّ ولا عشيرتيّ بدون واسطة ) .. كان " زيوس " منعزلا في قصره الإتحادي الأوليمبي الكبير، الذي حدثت على مشارفه مجازر بشرية عديدة، لاتصاله بأحد المعابد التي سحق فيها "آريس" معظم البشر الذين طالبوا بحقهم في الحياة، وتحقيق وعود زيوس ( شوية بلطجية زي الفراخ كده يتدبحوا ). عامةً خرج " زيوس " من شرفة قصره يتنفس الهواء الملوث بدماء البشر عندما دخل عليه "هيرميس" : التحية لكبير الآلهة وأقوى إله في الأوليمب .. ابتسامة ساخرة ويرد : ازيك يا هيرميس ، عامل إيه ؟ طلعت بكام مصلحة من مجالستك مع البشر ؟ ابتسامة دهاء على وجه هيرميس : ليس أكثر مما خرج به " بوزيدون " و " هيديس " و " هيرا " يا زعيم ، لكن فيه حاجة عايز أكلمك فيها بسرعة ، " بروميثيوس " استطاع أن يجعل القرابين للأهل والعشيرة من العظم وخد اللحمة كلها للبشر وقالنا المولد انفض والبشر خدوا اللحمة ومجلسكم الأوليمبي اترفض .. زيوس ملتفتا في غضب : اللعنة على "بروميثيوس" ابن سلالة الخراب ده عايز إيه ؟ عايز يوقف عجلة الآلهة التي تدور من أجل نهضة البشر الفانين ؟ ألا يعلم إنه بهذا سيجرؤ البشر على المطالبة بحقوقهم ؟ في تلك اللحظة دخلت " هيرا " وهي تصرخ : زيوس ، زيوس ، الحقني يا اخويا .. الواد ابنك " هيفاستس" شغال شتايم في البشر والبشر عايزين يطلعوا عينه بسبب طولة لسانه دي ما تلم الواد يا زيوس بدل ما هو مشردنا في محافل البشر كده .. زيوس ملوحا بيده : سيبك من الواد ده دلوقتي وخلينا مع "بروميثيوس" أنا ما صدقت خلصت من "اسكليبوس" بعد ما نصحني بوزيدون وهيديس بالتخلص منه .. دلوقتي " بروميثيوس " اعمل فيه إيه ؟ هيرا بعينين ناعستين : هو عمل ايه يا أخويا ، ده يادوب كان عايز يدي فرصة للبشر دول إنهم يفهموا خصوصا إنه بيحب العلوم والمعرفة وأنت قلت إنك هتعدل العلوم والمعرفة بعد ما قضيت على " كورونس " ( كلام الليل المدهون بزبدة يا هيرا يطلع عليه الصبح يسيح يا أختي) في تلك اللحظات يدخل " بوزيدون " ، و " هيديس " القصر الاتحادي فيقف لهم " زيوس "و" هيرا " و " هيرميس " احترامًا فيقول بوزيدون : هو أه وعد يا هيرا بس مش معناه ينفذ ، لو العلوم اتعدلت والبشر عرفوا العلوم والمعرفة، يبقى احنا في طريقنا للضياع، لازم يفضلوا جهلاء، منعدمين الرؤية عشان نعرف نسيطر عليهم كآلهة ولا أنتِ عايزة مصيرنا يبقى زي مصير " كورونس " ؟ شحب وجه هيرا وقالت : لا يا منير دربنا بعلومك أنت أكيد تعرف الصواب ، بس هنعمل إيه ما " بروميثيوس " طالب العلم للبشر ؟ هيديس وبحاجبين معقودين : البشر لازم يفضلوا جهلاء ، لازم نغير التاريخ إنه يكون في صالحنا ولازم خطة التعليم والعلوم بتاعة " كورونس " تستمر ، مش هنقدر نغير العلوم والمعارف ووقتها تضعف شوكتنا كآلهة والبشر يعرفوا إننا آلهة أفاقة لا علم لنا ولا قوة ، إنهم مرعوبون من سطوتنا وقوتنا كآلهة تعلم كل شئ … زيوس ببلاهة : يعني نغير العلوم لصالحنا ونستمر في حالة تجهيل البشر يا جماعة ولا نعدل العلوم ونطورها ؟ بوزيدون صارخا : العلوم لازم تبقى من الأهل اوالعشيرة يا غبي ، لازم تفضل نفس السياسة مستمرة لكن في صالحنا ، العلوم الصحيحة للآلهة والأهل والعشيرة ، العلوم الفاسدة للبشر .. في تلك اللحظات والكل منشغل بالكلام عن العلوم والمعرفة وأن البشر لا يستحقوها .. استطاع "بروميثيوس" أن يسرق شعلة المعرفة من قمة جبال الأوليمب وأن يعطيها للبشر كي ينيروا كهوف الظلام وينشروا المعرفة .. وعلم " زيوس " وحكم على "بروميثيوس" بالسجن الأبدي فوق جبال القوقاز .. كان هذا مصيره المحتوم .. لكن كانت هناك فرصة أخرى ليست لإله .. ولا لكبير الآلهة .. إنها لمَنْ هم أقوى من هذا بكثير .. الأمر مرتبط بالحوار الذي دار بين " بروميثيوس " و " زيوس " .. و .. للحديث بقية ****************** ممكن تكون الأسطورة دلوقتي واقعك ، إنك عايشه ، حاول تغيره لإنها أسطورة وواقع مش قدر ..