يقول "هوميروس" في كتاباته عن "زيوس" أنه أب للآلهة والبشر الفانيين ، وإنه محقق لهم الأمن والأمان والعدل والكرامة الإنسانية، وإنه لحبه في خدمة البشر قد اقترب منهم جدا فاتخذ قصرًا اتحاديًا فخمًا يليق بالآلهة فوق قمة جبال " الأوليمب" لا لكي ينعزل بعيدًا عن الناس، بل لكي يراقب أفعالهم ويستمع إلى شكواهم، فكم كان باب قصره مستجابا لدعاء العامة من البشر الفانيين والذين في غير جماعته. والأكثر من ذلك أنه احترم الآلهة التي ساعدته وجعل لها نصيبا في الحكم ولم يقتصره على أفراد عائلته وجماعته قط .. فعلى سبيل المثال وليس الحصر : تولى "بوزيدون" حكم ملكوت البحر والسقاية لشغفه الدائم بالنباتات، وتولى " هيديس " حكم العالم السفلي لعشقه بما يسمى تكوين الميليشيات السفلية .. ( الاتنين ما اتدخلوش خالص في حكم الأرض .. مجرد تدخلات بسيطة بكوارث عظيمة ). ومنذ تولي " زيوس" المنصب وهو يسعى جاهدًا لإحقاق الأمن والأمان، ولم ينكل بمن يعارضه أبدا، ولا يزال يعتبرهم في قلبه. فبعيدًا عن دنيا العامة والبشر وفي قصره الاتحادي فوق جبال الأوليمب، دارت بينه وبين معارضيه مناقشات عديدة ولكي نعرفها فلنرى نصها : زيوس : أخبار البشر إيه يا آلهة ؟ هيرا : كلهم يسبحون بحمدك يا سي زيوس ، انت الخير والبركة ، ده من غيرك كان زمان الجبابرة بتحكم ، سواء كنت انت او اهلك واخوانك .. زيوس وهو يداعب لحيته : اصيلة من يومك يا هيرا ، وحبك لرعاياكي هو اللي مجرأهم علينا .. هيرا : بس يا سي زيوس فاكر " ميتيس " اللي ساعدتك عشان توصل للحكم وانت قلت هتكافئها ، هتقلب عليك المعارضة وهتقول ان كمان 4 سنين تنجب واحد ياخد عرش الأوليمب .. زيوس يحك ذقنه : " ميتيس " اله الحكمة ، خلاص يا هيرا اعتبري الأمر منتهي .. وصدر الفرمان من "زيوس " بأن "ميتيس" التي كانت من الثوار على الجبابرة، خرجت على حكم الآلهة، وأنها كفرت بآلهة الأوليمب وحق عليها القتل والابتلاع ( هاااار مدوحس "زيوس" قلب بلاعة زي "كورونس" ) هيفاستيس ( اله النار والحدادة ) : طب مين هيروج فكرة ان " ميتيس " كافرة وخرجت على الأوليمب يا زيوس يا اخويا ؟؟ ده انت بنفسك ورجالتك واهلك وعشيرتك كنت بتأيدها ؟ زيوس بمكر : هو فيه غير الكهنة بتوعنا يا هيفاستيس ، الناس دي بتحبنا طول ما احنا ف السلطة وطالقين سلطاتهم على الناس، وانهم واخدين التوكيل بتاعنا مين يحكم يدخل الجنة ومين يدخل النار .. اجعلهم يستبيحون كافة المعابد ويقولون إن "ميتيس" خرجت على الأوليمب .. وبالفعل خرج الكهنة يروجون فكرة عدم عبادة "ميتيس" مرة أخرى، وابتلعها "زيوس" ( اه لو عارضتني هبلعك اذا كان عجبك كده يا خويا ) ومرت الأيام والبشر ينتظرون من "زيوس" تحقيق وعوده بالأمن والأمان وباقي الوعود التي قطعها على نفسه أثناء حربه ضد الجبابرة. وحين لم يجدوا منه استماع لهم،خرجوا يطوفون شوارع أثينا يطالبون "زيوس" بأن يحقق لهم وعوده وأن يدمر كافة الجبابرة، خصوصا من يحكموا في الاوليمب، والذين رفعهم لمصاف الآلهة وكانوا مسئولين عن مذابح في حق الجنس البشري أيام " كورونس ". وفوق قمة الأوليمب وفي قصره الاتحادي .. جاء هيرميس يجري بقوة وهلع يقول : زيوس الحقنا يا كبير الآلهة ، البشر قرروا أن يخرجوا على عبادتك ، لأنك لم تحقق لهم مطالبهم .. زمجر زيوس وقال : الحمقى المندسون يريدون ترك عبادتي، انت عارف يا هيرميس اني ما بخافش من الفانيين ابتسم هيرميس مجاملة فهو يعلم أن زيوس لا يخاف إلا من" هيرا وبوزيدون وهيديس " (بحكم إنهم اللي ماسكين الجماعة يعني ) عاد زيوس يجلس على عرشه وقال : اطلب من مارس أن يطلق عليهم حروبه وإن لم تجدي فلتجرب معهم الغازات وان لم تجدي فبيدهم بالطوفان. هيرميس : طب وهتقول ايه في مجلس الآلهة ؟ زيوس : اهلي وعشيرتي إن هؤلاء البشر مخربين وطغوا وخرجوا على الاله ، فيحق عليهم الموت .. هيرميس : وتفتكر إن ( اسكلبيوس و بروميثيوس ) هيسكتوا ؟؟ زيوس يحك لحيته بقوة : اسكلبيوس بتاع الطب والعلاج والصحة اللي بيخاف على البشر وبروميثيوس بتاع المعرفة والعلوم اللي بيحب البشر .. بسبب الاتنين دول هيتجرأ البشر علينا كآلهة وحكام … وأخذ يفكر زيوس بعد أن تخلص وارتاح من ثورة البشر عليه كيف يتخلص من اسكليبوس و… للحديث بقية .. ________________________________ من الواضح إن سياسة البشر ممتدة من سياسات الآلهة الأسطورية .. فلا تلوم إلا على النفوس