قالوا في الأساطير أنه لا يوجد إله أخذ كبير الآلهة بالانتخاب (كله يا بالمؤامرة يا بالاتفاق) ، لكن الانتخاب كان مستحيلا ، لأن (من الآخر مفيش إله هيوافق عليه الآلهة الأصغر منه، لأ وكمان يرضى عنه البشر) !! زيوس مثله مثل أي إله، صعد إلى عرش كبير الآلهة بمعركة خاضها بصفته ممثل العهد الجديد ضد من يمثل العهد القديم وأطلق عليهم لقب "الجبابرة". القصة تحكي أن "كرونوس" وهو والد "زيوس" كان يبتلع أبناءه خوفا من أن يأتي منهم من ينتزع منه عرش الحكم والتحكم في مقادير العالم ، وكانت " ريا " – الست أم زيوس – كلما تنجب ولدًا يقوم "كرونوس" بابتلاعه ( قالب على بلاعة )، حتى جاء ميلاد "زيوس" فقامت "ريا" باختيار جزيرة "كريت" لتكون مهد ولادته، وأعطته للكهنة لكي يتولوا تربيته. ومع الوقت كبُر "زيوس" وفي حركة بارعة عن طريق الآلهة الآخرين أسقط أباه "كرونوس" عن عرش الآلهة وأجبره على إخراج كل أخوته الذين ابتلعهم "كرونوس" بدواعي تهديد عرشه، وكان من طبيعي أن يحاول هؤلاء الأهل والعشيرة الانتقام من "كرونوس" بعد أن أخرجهم "زيوس" بفرمان إلهي منه. وقامت المعركة بين " زيوس " وأهله من جهة، يدفعهم جموع الآلهة الجديدة من أجل التخلص من العهد القديم الذي كان يقوده الجبابرة برعاية "كرونوس" ومن على شاكلته من الآلهة القديمة. وكان الكل يعتقد أن المعركة ستكون شريفة وأن الجميع سيشارك فيها خاصة هؤلاء البشر الذين كانوا يعتقدون أنهم سيوقعون بإله ظالم ك "كرونوس" ليأتوا بإله عادل ك "زيوس" ( يا فرحة ما تمت خدها الطائر الاسطوري وطار ). لكن الحقيقة كانت غير ذلك، فبعد أن تحقق لزيوس النصر الكامل والساحق برعاية كل الآلهة الصغيرة والشابة وجموع أهله وعشيرته وكل من أخرجه منهم، تحرك من حياة العهد الجديد الذي وعد بتحقيقه من الأمن والأمان والحرية والعدالة وتوزيع العدل بين سائر البشر الضعفاء، كما كان يصفهم ويقول إنهم في قلبه (قلبه كان واسع جدا يجري فيه الخيل 5 أيام ما يجيب اخره .. لإن الخيل مربوط ). وفجأة على غير العادة تحول زيوس من الإله الثوري صاحب العهد الجديد إلى نسخة طبق الأصل من عهد الإله "كرونوس" ، وبدأ بتطبيق نفس سياسته ، فعقد للآلهة مجلسًا موحدًا فوق جبال الأوليمب، وانقطع عن البشر العاديين، وكرم كل من وقف إلى جواره من أهله وأصدقائه الآلهة من الأسرة الإلهية الحاكمة، ووزع عليهم التركة التي ورثها من المعركة التي خاضها ضد الجبابرة وفي الحقيقة لم يخضها بتاتا. فالأسطورة تقول أن "ميتيس" التي كانت إله الحكمة في عهد الإله "كرونوس" هي التي أعطته جرعة ليتقيأ ويخرج عن شعوره ويخرج أخوة "زيوس" !! عامةً تحول "زيوس" ذلك الذي كانت اللحية الكثيفة المهذبة تغطي وجهة ويمتاز بالوقار والهيبة وحب الآلهة والبشر، من حياة الجد والحق التي كان يدعوها ويقول إنه سيسير عليها، إلى حياة الدعة والرفاهية والتمتع بالحياة التي كان يتوق لأن يعيشها (كان في جرة وطلع لبره) فقسّم الحكم الإلهي بين اخواته وعشيرته !! وهو الذي حارب الجبابرة من أجل ذلك ( يا حبيبي ع التناقض ) . وفي شق أخر، كانت هيرا زوجة "زيوس" دائما ما كانت تقول : "أنا أساند زوجي ولن أصعد إلى هضبة جبال الأوليمب" ( كانت راضية بقسمتها ونصيبها البُنية ) تحولت إلى إله تحكم وتتحكم في الحياة البشرية وكثيرا ما عاقبت البشر ورفهت عن نفسها ، وكانت تكيد كل المكايد لكي تحصل على الرفاهية لها ولأبنائها ( أكيد هتشغل ولادها طبعًا آلهة مش سريحة على عربية بطاطا ) .. بينما زيوس اشتهر بعد ذلك هو وأهله بحياة عابثة كلها كلام وأفعال عن الجنس، فيشاهد وهو يداعب لحيته وهو ينظر إلى إحدى جميلات البشر أو الآلهة والتي كان ينتقد تلك الأفعال من قبل (حتى الآلهة بتتحبرش) ، وكيف كان سيخرج عن شعوره حين رأى " تيونا " والتي كان حديث أهله وعشيرته عنها كل يوم عن نهودها واعتنائها بهم كيف تقوم بتنظيفهم وتكبيرهم، وأصبحت نهود " تيونا " هي الشغل الشاغل ل " زيوس " وكل من آلهة زيوس !! وكلما قال له أحد : يا زيوس لا يصلح أن تقوم الآلهة بتلك الأفعال التي طالما انتقدتها من قبل، وكانت تدعو إلى مشروع الآلهة الذي سيجلب الخير والرفاهية لكل البشر، يرد قائلا هو وأهله : "أنا زيوس جئت بإرادة الجميع ممثلا للعهد الجديد ولكم مني الخير ولم يحدث وسيحدث … " (وكلام رغي كثير وما حدش فاهم منهم حاجة) . ومع الأيام أصبح التبرير مثل النوم على السرير، وأصبحت حياة الآلهة لا تخرج عن نطاق الكلام ولا أفعال، واحتكروا البشر، وصعدوا لجبال الأوليمب يتحكمون ولا يراعون أنهم لا يصلحون آلهة بدون هؤلاء البشر و……. للحديث بقية … _____________________________ لا تعيب على الأسطورة أنها تشبه واقعنا، ولكن فلتعيب على النفس البشرية لإنها لا تختلف بين الواقع والأسطورة …