قبل مشاهدة فيلم ريدلى سكوت الجديد "Prometheus" عليك الرجوع إلى الأسطورة اليونانية القديمة التى تدور حول أحد «ميثولوجيا إغريقية» الميثولوجيا الإغريقية، حيث إن البشر الأوائل وجدوا أنفسهم على هذه الأرض محاطين بكم كبير من الظواهر الطبيعية الغامضة والمخيفة في كثير من الأحيان ، ونظرا لعجزهم عن فهم أو تفسير الكثير من هذه الظواهر قاموا بنسبة كل ما جهلوه إلى القوى فوق الطبيعية، أو الآلهة . ونظرا لعنف الطبيعة وعشوائيتها ضدهم ، فقد ولد هذا نوعا من الحدة أو العداء والخوف من تلك الآلهة التي ترسل الموت والمصائب كثيرا ، وترسل أحيانا الخير والبركة ، فسعوا إلى إرضاء تلك الآلهة المتجبرة بشتى الوسائل من العبادة والقرابين ...وتجسد قصة بروميثيوس «Promethe» من الميثولوجيا اليونانية هذه العلاقة بين البشر وآلهتهم على أفضل ما يكون فأعتقد اليونانيون قديما بوجود عائلتين من الآلهة هما عائلة الآلهة الأوليمبية التي كان كبيرها هو زيوس وكلف «زيوس» زيوس بروميثيوس وأخوه «ابيمثيوس (الصفحة غير موجودة)» ابيمثيوس بخلق البشر وتزويدهم وجميع حيوانات الأرض بمتطلبات الحياة التي تمكنهم من البقاء ...وقام ابيميثيوس بناءعلى هذا بتزويد الحيوانات بالقوة والشجاعة والسرعة والتحمل ، ولكن عندما وصل إلى خلق الإنسان تنبه إلى أنه و بسبب تهوره قد استنفد جميع موارده ولم يعد لديه ما يمكن أن يقدمه ... ومن هنا جاء اسمه الذي يعني : «الفكرة التالية» . فاضطر ابيميثيوس إلى طلب المساعدة من أخيه برميثيوس «الفكرة المقدمة» الذي أخذ على عاتقه خلق الإنسان..والذي حصل أن بروميثيوس قد بالغ جدا في الإنعام على الإنسان وتكريمه ، فأعطاه القدرة على المشي منتصبا على رجلين كالآلهة ... وهو ما لم يحصل عليه حيوان آخر من قبل ...ثم قام بروميثيوس بعمل في منتهى الجرأة ، حيث قام بسرقة النار ، التي تعني النور والمعرفة والدفء ، فقام بسرقتها من الآلهة وإعطائها للبشر. وفي أحدث أفلام ريدلي سكوت يحاول الوصول الى أصل الانسان بالعودة إلى بدايته من 30 سنة فى عالم الخيال العلمي عندما أخرج فى عام 1979 «Alien» وعام 1982 «Blade Runner» عن شوق السايبورج للروح البشرية، و(السايبورج ) سلسلة ال «شوتارو إيشينوموري (الصفحة غير موجودة)» شوتارو إيشينوموري، ونشرت في العديد من المجلات و ترجمت «إنجليزية» للإنجليزية ...وفى الحقيقة أن ريدلي سكوت بدأ فكرته منذ فيلم Alien ... ونحن فى الفيلم امام سفينة فضائية مبحرة فى الظلام الفضائي بقيادة تلك المرأة القوية ، لاحضار ماتبقى من أحياء فى بعثة سابقة. ولكن ينضم للعائدين وحش كاسر يزرع جيناته في أشخاص آخرين لإنجاب وحوش صغيرة والفيلم يقدم فضائيا، يوضع شيء فى فمه فيتحلل ويسقط فى الماء وتتحلل جيناته. و هو نفسه برومثيوس سارق النار من الآلهة ليساوي البشر بهم وتتصاعد الاحداث من خلال مجموعتين فى السفينة الاولى تمثل المؤسسة العلمية والثانية العلماء (لوجن مارشال) وصديقته (نومي راباس). الى جانب الروبوت (مايكل فاسبيندر). وهذا هو «الوحش الفضائي» ذو الملامح الجامدة والنظرة الثلجية والطريف ان الوحش يشاهد فيلم «لورنس العرب» ويصبغ شعره مقلدا لورنس العرب. وتهبط المركبة على كوكب مهجور، ويتجه العلماء لاكتشافه. ويجدون جبلا يسيرون فيه بينما الوحش موجود فى السفينة متخذا أشكالاً متعددة فيكون سببا فى حمل العالمة وعندما تعلم أن الجنين وحشا وضعه الوحش في صدينها، أما قائدة السفينة تشارلز ثيرون فيقدمها الفيلم كشخصية لا قلب لها تمارس الجنس لإثبات أنها انثى، وهى لا تعرف سوى المال ولم تجىء إلى الكوكب إلا للتأكد من أن الأب سيموت وترث وهى ايضا قاتلة زوج العالمة لإصابته بفيروس خطير وهى ابنة لرجل أعمال يظهر في النهاية جاء للسفينة للقاء «ربه» كما يدعى ليبعد عنه الموت او يؤجله. أما الكوكب الذى وصلوا إليه فهو قاعدة عسكرية لتخزين أسلحة بيولوجية كانت ذاهبة لإبادة الأرض و البشرية ...ان سكوت فى هذا العمل يمزج بين فكرة الخيال العلمى والمعتقدات الاسطورية والرعب وخاصة فى مشهد اجهاض العالمة لنفسها بعد معرفتها أنها حامل فى وحش ثم تحركها فى السفينة ركضا بينما جسمها ملطخ بالدماء.