بدأ التحالف الداعم للإخوان يتصدع مع انسداد أفقه السياسي وسط ضغوط متزايدة تهدد تماسكه بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لعزل مرسي . وقالت مصادر مقربة من "التحالف الوطني لدعم الشرعية " إن الخلافات بين قادة التحالف بدأت تتزايد حول البحث عن مخرج يتيح لبعض رموزه العودة للحياة السياسية . فيما فقد التحالف الكثير من الزخم على المستوى الخارجي بعد القبول الدولي بفوز السيسي في انتخابات الرئاسة ، كما أنه فقد قدرته على الحشد الشعبي مع تطلع الكثير من المصريين إلى الاستقرار، وبعد الحملات الأمنية التي شنتها الدولة على جماعة الإخوان التي تقود التحالف . . وكانت قوات الأمن ألقت القبض على عدد من قيادات التحالف منهم د. نصر عبد السلام القائم بأعمال رئيس حزب البناء والتنمية ومجدي حسين القيادي بالتحالف، كما داهمت منزلي علاء أبو النصر أمين حزب البناء والتنمية وضياء الصاوي، منسق حركة شباب ضد الانقلاب ولكنهما لم يكونا متواجدين ساعتها . وجاءت الاعتقالات والمداهمات على خلفية تفجيرات قصر الاتحادية الاثنين الماضي وبيان الاتحاد بالدعوة لتظاهرات ومحاصرة منازل القضاة ونوادي الجيش في ذكرى عزل مرسي . ويقول طارق الملط القيادي المنسحب من التحالف، إن التحالف "بلا رؤية سياسية"، كما أنه يمضي في توصيف خاطئ للصراع باعتباره صراع هوية ودين وليس صراعا سياسياً . . ويضيف الملط الذي استقال من حزب الوسط، أحد مكونات التحالف، في مارس الماضي، أن عددا من قيادات التحالف، تسعى لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ولا تعرف كيف تروج هذا للشباب المصري. ودعا التحالف إلى "يوم غضب" قبل أمس الخميس في مصر في ذكرى عزل مرسي في محاولة لإثبات الوجود بحسب محللين. إلا أن الاستجابة لهذه الدعوة بدت محدودة رغم خروج تجمعات ضمت عشرات المتظاهرين في شوارع ضيقة تتجنب قوات الأمن دخولها لتعذر حركة السيارات فيها . . ويضم التحالف مجموعة من الأحزاب الموالية للإخوان المسلمين من بينها أحزاب البناء والتنمية، والحرية والعدالة والعمال الجديد والفضيلة والإصلاح والتوحيد العربي والحزب الإسلامي والوطن والوسط والراية والعمل إضافة إلى الجبهة السلفية وبعض قيادي النقابات المهنية واتحاد طلاب جامعة الأزهر. ويصر التحالف على أن أنشطته سلمية ، لكن هناك إشارات على أن بعضا من أعضائه بدأوا في استهداف الشرطة. ويعزز هذا الاتجاه وقوع انفجار الجمعة في مزرعة يملكها مسئول إخواني. وجاء في بيان لوزارة الداخلية ان الشرطة عثرت في المزرعة على 39 قنبلة وعلى اسلاك كهربائية ومواد كيميائية تستخدم في صنع متفجرات. وأكدت الشرطة أن اثنين من القتلى من أعضاء الجماعة مشيرة إلى أن الجثتين الأخريين ممزقتين بشكل يصعب التعرف على صاحبيهما . . وأكد حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، أن القتلى من أنصاره وأوضح أن الانفجار وقع بعد إلقاء قنبلة عليهم متهما الشرطة بذلك. وشهدت القاهرة في الأيام القليلة الماضية عدة تفجيرات باستخدام قنابل وعبوات بدائية الصنع بينها "اثنتان" في محيط قصر الاتحادية الرئاسي في شمال شرق القاهرة يوم الاثنين قتل في انفجارهما ضابطان وأصيب 13 من رجال الشرطة. وعلى صعيد ذي صلة، بدأت خارطة التحالفات بين القوى السياسية تتطور سريعا استعدادا للاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق بعد الاستفتاء على الدستور وانتخاب رئيس الجمهورية. وتأتي الأحزاب المشاركة في "تحالف دعم الشرعية" الموالي للرئيس المعزول محمد مرسي على رأس القوى الإسلامية التي تستعد لمعركة مجلس النواب القادم، حيث أشارت مصادر بالتحالف إلى أن هذه الأحزاب خاضت انتخابات برلمان 2011 ضمن قائمة موحدة وحققت نتيجة جيدة وتنوي تكرار هذه التجربة في الانتخابات القادمة . . ويخوض التحالف معركة البرلمان للمطالبة بما أسمته المصادر "القصاص لشهداء اعتصامي رابعة و النهضة والمحاكمة الفورية لمدبري مجزرة الحرس الجمهوري". والأحزاب التي تخوض الانتخابات تحت راية التحالف هي البناء والتنمية – الذراع السياسية للجماعة الإسلامية – والحزب الإسلامي والوسط والتوحيد العربي والعمل والفضيلة والإصلاح. وتعتمد هذه الأحزاب بشكل أساسي على تمويل سخي تتلقاه من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان لدعم أنشطتها، حسب ما كشفت عنه تقارير أمنية. ومن الأحزاب الإسلامية التي تسعى لبناء جبهة قوية من الحلفاء للسيطرة على مجلس النواب حزب النور – الذراع السياسية للدعوة السلفية – الذي دخل في تحالف مثير للجدل مع ائتلاف "رابطة 38 " القبطية بهدف ضم عدد من رموز الأقباط إلى قوائمه لينفي عنه صفة الحزب الديني الطائفي. وتؤكد مصادر بالدعوة السلفية، أن الحزب شرع بالفعل في التفاوض مع عدد من رموز الحزب الوطني الحاكم في زمن مبارك ممن لم يتورطوا في قضايا فساد أو أقيمت بحقهم دعاوى قضائية للدخول ضمن قوائم النور . وتبرر القوائم هذه الخطوة بأن رموز الحزب الوطني يمتلكون قاعدة شعبية بين القبائل وفي الريف و الصعيد وأن كثيرا من الشرفاء انضموا لهذا الحزب تحت ضغط من الأجهزة الأمنية في السنوات الأخيرة من حكم مبارك . . وتسعى جماعة الإخوان ، بحسب باحثين متخصصين بملف الجماعة، إلى الانضمام لتحالف محتمل بين حزبي مصر القوية بزعامة عبد المنعم أبو الفتوح و الوطن السلفي المنشق عن النور .. ويرصد الباحثون اتجاها عند الإخوان لترشيح شخصيات غير معروفة بتوجهها الإسلامي ولكنها تشارك الجماعة العداء لخارطة الطريق مثل المرشح الرئاسي السابق بانتخابات 2012 السفير عبد الله الأشعل ود. محمد محيي القيادي بحزب غد الثورة الذي يرأسه د. أيمن نور. وفي تطور لافت لخارطة تحالفات القوى الإسلامية، أعلنت بعض الرموز المنشقة عن جماعة الإخوان عزمها خوض انتخابات مجلس النواب في تحالف موسع يسعى لضم "الإسلاميين الوطنيين" على حد تعبير مصادر بالتحالف، أشارت أيضا إلى أن "الإخوان المنشقين" لديهم حتى الآن 109 شخصيات جاهزة لخوض الانتخابات في الصعيد ووسط الدلتا و تحديدا بمحافظات المنيا، أسيوط، الغربية، المنوفية، الدقهلية.