خبراء يردون على الشائعات: لا تحالف بين النور والإخوان.. والحزب السلفي: لانسير على خطى الجماعة حسمت أغلب الأحزاب الإسلامية موقفها من انتخابات مجلس النواب القادم، التي ستجرى على مرحلتين في أكتوبر ونوفمبر المقبل، باتخاذها قرارًا بمقاطعتها، استنادًا إلى كونها تمثل الاستحقاق الثالث في "خارطة الطريق"، التي أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي وقت أن كان وزيرًا للدفاع في 3يوليو 2013، والتي ترفض كل ما بني عليها من الإطاحة ب "رئيس شرعي"، انطلاقًا من أن "ما بني على باطل فهو باطل". يأتي في مقدمة تلك الأحزاب، "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي ل "الإخوان المسلمين"، و"البناء والتنمية"، الذراع السياسي ل "الجماعة الإسلامية"، و"الأصالة" و"الفضيلة" و"الوسط" و"الوطن" و"مصر القوية" و"الحزب الإسلامي"، وغيرها من الأحزاب المعارضة ل "خارطة الطريق". مع ذلك، لم تتوقف الحملة الضارية ضد هذه الأحزاب، والمطالبة بحلها، باعتبارها مخالفة للدستور الذي يحظر إقامة أحزاب على خلفية دينية، بما فيها حزب "النور" السلفي، المؤيد ل "خارطة الطريق"، والذي يتعرض لحملة هجوم واسع في مسعى لإخلاء الساحة السياسية أمام حزب "المصريين الأحرار"، الذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس. واستغلت الأحزاب المدنية، إعلانًا صادرًا عن حزب "النور" عن توزيع الحزب لعقار "السوفالدي" بالإسكندرية لاتهامه بأنه "يتاجر بالآم المواطنين وأمراضهم كما كان الإخوان يتاجرون بفقرهم، عبر توزيع السكر والزيت"، فضلاً عن اتهامه بالاستعانة بأصدقائه من الدبلوماسيين الغربيين في القاهرة لتقديم نفسه كوريث لجماعة "الإخوان". لكن هذه الاتهامات واجهت تفنيدًا من جانب الدكتور شعبان عبدالعليم، عضو المجلس الرئاسي لحزب "النور"، بالقول: "لا نستغل معاناة المواطنين ولا إمراضهم ولا نتاجر بآلامهم كما تتهمنا فضائية محمد أبو العينيين رجل الأعمال المقرب من النظام الأسبق". وأضاف: "الاتهامات الموجهة لنا محض افتراء، لاسيما أن الحزب وقياداته وأعضاءه جزء من الشعب ومنخرطون في صفوفهم". وتابع: "نواجه اتهامات متناقضة؛ فإذا أعلنا أننا سنخوض انتخابات النواب على جميع المقاعد والقوائم، فهذا يعكس لديهم رغبة في الهيمنة على المشهد، وإذا أعلنا أننا لن نخوض المعركة إلا على 50%من المقاعد فنحن نخلي الدوائر وننسق لرموز الحزب الوطني المنحل". واستطرد: "الحزب لا يعبأ بهذه الاتهامات ويرى أن سببها الوحيد انتشارنا في أوساط الجماهير، والتأييد الشعبي الضخم الذي نحظى به، وهو ما يقدم ذريعة لهذه الحملات المتصاعدة ضد الحزب المتوقع استمرارها، ومن بينها التواصل مع دبلوماسيين أجانب فهو رغم عدم حدوثه إلا أنه ليس عيبًا بل تفعله جميع الأحزاب". فيما طالت الشائعات جماعة "الإخوان" عبر بيانات صادرة عن حركة "إخوان منشقون" وحركة "إخوان بلا عنف" تتحدث عن تقديم الجماعة لما يقرب من 200مرشح الصفوف الثالثة والرابعة في الجماعة على قوائم عدد من الأحزاب من بينها حزب "النور" مقابل تقديم "الإخوان" دعمًا ماليًا لهذه الأحزاب وتعهدات بدعم القاعدة الإخوانية لهم. وطرحت حركة "إخوان منشقون" عبر بيانين لها 16اسمًا لمن وصفتهم بمرشحي جماعة الإخوان السريين لخوض انتخابات مجلس النواب منهم عبر حملة "امسك إخواني" التي دشنتها الحركة وهم علاء الدين عبداللطيف، وأحمد حامد عبدالعال، وعبدالمنعم محمد عبدالعليم، ومحمد محروس أحمد، وقدرية حافظ يوسف، وإيمان على على، إبراهيم غالي، ومجدي غالي وسعاد غالي. وتضم القائمة بحسب البيان كلا من حنان سعد حليم أحمد إبراهيم، ونادية عباس رشاد، ودعاء عبد العاطى محمد، وولاء على محمد، ومنال عصام عزت، وآمال رمضان عبدالحميد، والدكتور محمد الفقي مرشحًا في دارة طنطا خلفًا للقيادي البارز في الجماعة الشيخ سيد عبدالمقصود عسكر نائب الدائرة السابق. وزعمت الحركة وجود صفقة بين جماعة الإخوان وياسر برهامي الرجل القوي داخل "الدعوة السلفية" لترشيح عدد من الشخصيات الإخوانية على قوائم حزبه للاستفادة من قدرة الإخوان على الحشد لتعزيز وجود حزبها في المعركة الانتخابية ومواجهة الحملات الشرسة التي يعاني منها الحزب. غير أن الحديث عن صفقة بين جماعة الإخوان وحزب النور لخوض مرشحين سريين للإخوان لمعركة النواب على قوائمه قوبل بحالة من التحفظ من قبل باحثين في شئون الحركة الإسلامية. وقال الباحث سامح عيد، إن "الخلافات بين جماعة الإخوان وحزب النور تقف عقبة أمام أي إمكانية لإبرام تحالف انتخابي بين الطرفين بل على العكس تمامًا، فالإخوان لن تترك الانتخابات تمر دون تسوية حساباتها مع حزب النور والعمل على إسقاط مرشحيه". وتابع: "حزب النور يواجه حملة شديدة الشراسة من قبل القوى المدنية والقوى الإسلامية من جهة، واتهامات متتالية قد تصب في النهاية في صالح الحزب وتجعله يكتسب تعاطفًا جماهيريًا لم يكن ليكتسبه لولا تصاعد الهجوم حوله". وأشار إلى أن "حزب النور سيعمل على تسويق نفسه في صفوف الجماهير على أنه الحزب الوحيد الذي يدافع عن الهوية الإسلامية ويتصدى بقوة لحملات النيل من العقيدة والمنافس الوحيد للأحزاب العلمانية الرافض لدور للإسلام في تسيير أحوال الدولة وهو خطاب قد يجد صدى لدى الرأي العام". يأتي هذا فيما أكد خالد الزعفراني، القيادي الإخواني المنشق، أن "فرص حزب النور خلال انتخابات النواب تبدو جيدة لإحراز عدد لا بأس به من المقاعد، غير أنه لن يقترب من النسبة التي حققها خلال الانتخابات الماضية، لكنه سيتفوق على عدد من الأحزاب المدنية". واستبعد الزعفراني إبرام أي تحالف انتخابي بين "الإخوان" وبين حزب "النور"، لأن "الخلافات بين الطرفين تحول دون أي دعم إخواني أو ضم قوائم النور لأي مرشحين إخوان، فالنور لا يمكن أن يقدم على خطوة تجلب له عداء أجهزة الدولة، ولا قيادات الإخوان قادرة على تسويق خوض الانتخابات باعتبارها إعلانًا عن التنازل عن الثوابت التي رفعتها الجماعة طوال العامين الماضيين وأريقت بسبب آلاف الدماء وكانت سببًا في الزج ب 40ألفًا خلف القضبان بحسب أرقام الجماعة بدون ثمن".