تتبع جماعة الإخوان في ليبيا سياسة الأمر الواقع ضد الشعب الليبي بهدف تيئيسه من التغيير، فعلى الرغم من قرار محكمة العدل بعدم شرعية الحكومة الإخوانية الجديدة برئاسة معيتيق، ورغم خروج المظاهرات الرافضة لهذه الحكومة. إلا أن معيتيق يصر على أنه هو الحكومة رغم أنف كل الليبيين، ويحذر مراقبون من أن تشبث معيتيق برئاسة الحكومة قد يدخل البلاد في حرب أهلية، فإبراهيم الجضران؛ رئيس المكتب السياسي لإقليم برقة هدد مجددًا باحتلال موانئ النفط الليبية، وقال إنه لا يعترف بالحكومة الجديدة التي يرأسها أحمد معيتيق، وأشار إلى أن اتفاقا يهدف لإنهاء حصار الموانئ قد يكون مهددًا. وكان الجضران الذي يريد مزيدًا من الحكم الذاتي للمنطقة الشرقية في إطار نظام اتحادي، قد اتفق مع سلف معيتيق على فتح الموانئ التي يسيطر عليها رجاله تدريجيّا والمساعدة في استئناف الصادرات النفطية، ولم يتحدث بشكل مباشر عن الاتفاق النفطي، لكنه أشار في بيان بثته قناة تليفزيونية تديرها الحركة التي يتزعمها، إلى أن أي اتفاق ربما يكون مهددًا في ظل تولي معيتيق للمنصب من جانبه. ودعا اللواء خليفة حفتر في وقت سابق أمس الإثنين، رئيس الوزراء الجديد، إلى الرحيل، قائلا إنه "لن يستطيع إعادة الاستقرار إلى البلاد"، كما دعا إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في يونيو المقبل. هشام الطيب؛ ناشط سياسي ليبي وخبير استراتيجي، يستبعد تنازل الإخوان عن السلطة، خاصة بعد أن تمكنت قوات دروع الوسطى من دخول طرابلس، وأكد الطيب في تصريحات ل"البوابة نيوز" أن اللواء حفتر لم يستطع الحفاظ على الانتصار الذي حققه، وذلك بسبب عدم امتلاكه لرؤية استراتيجية وسياسية تمكنه من إزاحة الجماعات الإرهابية من المشهد الليبي. علاوة على التفوق النوعي في العتاد والتسليح لقوات الدروع أحد أجنحة الجماعات المتطرفة، علاوة على الدعم المستمر للجماعات الإرهابية من قبل قطروتركيا، فقد شوهدت اليوم الثلاثاء حاويات سلاح قادمة من تركيا وتم نقلها من الميناء إلى قاعدة معيتيقة العسكرية تحت حراسة مشددة بقيادة عبد الحكيم بالحاج، فالإخوان مستمرون ما لم تكن هناك قوة قاهرة بإمكانها إلحاق هزيمة ساحقة بأجنحتها العسكرية المتعددة والمنتشرة في كل الأقاليم الليبية. ويرى أحمد شرتيل ناشط سياسي ليبي أن تمسك الإخوان بالسلطة يزيد من رغبة الشعب الليبي في إزاحتهم، وأشار إلى أن كل القبائل الليبية تدعم عملية الكرامة، وعلى حفتر أن يكون بقدر المسئولية ويتخذ خطوات جادة في محاربة الإرهاب. وفي حديث لصحيفة ( عكاظ السعودية ) أكد اللواء عز السنوسي؛ معاون اللواء خليفة حفتر، أن الشعب الليبي عرف طريق الخروج من الأزمة من خلال الالتفاف حول الجيش الوطني الليبي، مشيرا إلى أنه لن يسمح للإرهابيين المتطرفين بالعودة مرة أخرى لصدارة المشهد الليبي، وأشار إلى أن الشعب الليبي منحاز لحفتر، وخرج إلى الشوارع لدعم عملية كرامة ليبيا، لافتا إلى أن غالبية أفرع القوات المسلحة الليبية مع اللواء حفتر وضد جماعة الإخوان الليبية وضد المتشددين والمتطرفين. ويرى الدكتور عبد العزيز أغنية الباحث الليبي بمركز بلقيس للدراسات الاستراتيجية بلندن، أنه في ظل تمسك ميليشيات مصراتة بالسلطة، وفرض عمر معيتيق رئيسًا للحكومة بالقوة ورغم أنف الدستور والليبيين في الوقت الذي تنحسر فيه عملية الكرامة في الشرق وعدم قدرتها على الحسم رغم التأييد الشعبي، فإن موجات العنف لن تتوقف قد تهدأ قليلا، لكن لن تلبث أن تندلع من جديد، وأوضح أغنية ل"البوابة نيوز" أن معيتيق سيحاول التفاهم مع كل الأطراف من أجل أن يكسب الشرعية لوزارته، ويثبت أركان جماعة الإخوان في ليبيا، فهو سيتواصل مع كل الأطراف، وسيؤمن احتياجات الجميع في الوقت الذي سيعاني فيه حفتر من موجات عنف ارتدادية من الجماعات المتطرفة التي تجتهد في اغتياله، مما يزيد المشهد الليبي تعقيدًا، فالمواطن لا يعترف بحكومة معيتيق، والجميع يعتقد أنها حكومة جاءت من أجل سرقة 58 مليار دينار بشكل شرعي في ظل هذه الفترة الوجيزة، وازدياد اليأس والإحباط بعموم الوطن وأهله في ظل أزمة المعتقلين والمهجرين وزيادة حالات الإجرام والهجرة غير الشرعية كلها أسباب ستؤدي إلى اندلاع الحرب الأهلية في أي لحظة وأي وقت.