أظهرت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ أكثرَ من نصف الأشخاص، الذين يُعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، يُعانون من الاكتئاب أيضًا. راجع باحِثون نتائج 57 دراسة اشتملت جميعها على أكثر من 6600 شخصٍ مدني وعسكري، عانوا من اضطراب ما بعد الصدمة؛ ووجدوا أنَّ 52 في المائة من هؤلاء الأشخاص كان لديهم أعراضُ الاكتئاب أيضًا. اضطرابُ ما بعد الصدمة هو اضطرابُ القلق الذي ينجم عادةً عن حدث يُسبِّبُ الصدمة؛ وتشتمل أعراضُه على سلوك الاجتِناب والارتجاع إلى الذكريات السيِّئة. في الاضطرابات الاكتئابيَّة، يشعر الناسُ بالخمول وبالحُزن الغامر واليأس. ويُمكن لأعراض الاكتئاب أن تتراوحَ ما بين الشعور بالحُزن إلى الأفكار المتعلِّقة بالانتحار. أشارت تقديراتٌ سابقة إلى أنَّ مرضى اضطراب ما بعد الصدمة يُعانون أيضًا من الاكتئاب في نسبةٍ تتراوح بين 20 إلى 80 في المائة. أظهر هذا التحليلُ الحديث أيضًا أنَّ مُعدَّلات الاكتئاب كانت مُتشابهةً بين الرجال والنساء الذين لديهم اضطراب ما بعد الصدمة، وفقًا لما قاله الباحِثون من قسم العلوم النفسيَّة في جامعة كيس ويسترن ريزرف. قال مُعدُّو الدراسة إنَّ النتائجَ تُظهِرُ الحاجةَ إلى تقييم حالات المرضى بشكلٍ روتينيٍّ من ناحية الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة معًا. قالت الباحثةُ الرئيسيَّة نينا ريتوينسكي: "إذا لم يحصل الأشخاصُ على تقييم شاملٍ لما يُسبِّبُ لهم الضِّيق، يُمكن أن يغفلَ الأطباءُ عن تحديد سبب أو آخر للحالة". تُظهرُ النتائجُ أيضًا الحاجةَ إلى تحسين الطريقة التي يُعالَجُ فيها الرجال، حيث يميل الأطبَّاءُ إلى التعرُّف إلى الاكتئاب بشكلٍ أكثر عند النساء، بينما يُمكن لأعراضه عند الرجال أن تُعزى بشكلٍ خاطئ إلى اضطراب ما بعد الصدمة. قالت ريتوينسكي: "إنَّ التحيُّزَ ضد الرجال، الذين لديهم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، يضعهم في مواجهة خطر تشخيص خاطئ ومُعالجة غير ملائمة لاضطراب اكتئابي رئيسي".