كم سجل عيار 21 الآن؟ أسعار الذهب اليوم في بداية تعاملات الاثنين 18 أغسطس 2025    بكم العدس والفاصوليا؟.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025    وظائف شاغرة ب«الكهرباء».. التخصصات المطلوبة وآخر موعد للتقديم    القافلة 17 ل«زاد العزة».. تحرك شاحنات المساعدات لمعبر كرم أبو سالم تمهيدا لدخولها غزة    ترامب: لا يمكن استعادة القرم.. وأوكرانيا لن تكون جزءا من الناتو    بينهم 22 من طالبي المساعدات.. شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على قطاع غزة    يسرا عن رحيل «تيمور تيمور»: صعب تلاقي حد بالصفات دي في حياتك    حكيم يشعل أجواء الساحل الشمالي الجمعة المقبلة بأجمل أغانيه    منها الشاي والقهوة.. مشروبات شائعة تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة    عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم في مصر الإثنين 18-8-2025 بعد هبوطه عالميًا    نيكو ويليامز.. شوكة في قلب إشبيلية    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الجولة.. بسيوني يقود قمة المصري وبيراميدز    كل ما تريد معرفته عن مسابقة توظيف بريد الجزائر 2025.. الموعد والشروط وطريقة التسجيل    قرارات صارمة من وزارة التربية والتعليم استعدادًا للعام الدراسي الجديد 20262025 (تعرف عليها)    دعه ينفذ دعه يمر فالمنصب لحظة سوف تمر    مصرع سيدة في حادث سير ب شمال سيناء    أرتفاع الحديد.. أسعار مواد البناء اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025    ترامب يهاجم وسائل الإعلام الكاذبة بشأن اختيار مكان انعقاد قمته مع بوتين    إساءات للذات الإلهية.. جامعة الأزهر فرع أسيوط ترد على شكوى أستاذة عن توقف راتبها    تامر عبدالمنعم: «سينما الشعب» تتيح الفن للجميع وتدعم مواجهة التطرف    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 18 أغسطس    "أي حكم يغلط يتحاسب".. خبير تحكيمي يعلق على طرد محمد هاني بمباراة الأهلي وفاركو    وصفة مغذية وسهلة التحضير، طريقة عمل كبد الفراخ    أسفار الحج 13.. من أضاء المسجد النبوى "مصرى"    قد يكون مؤشر على مشكلة صحية.. أبرز أسباب تورم القدمين    أحمد شوبير يكشف موعد عودة إمام عاشور للمشاركة في المباريات مع الأهلي    رئيس "حماية المستهلك": وفرة السلع في الأسواق الضامن لتنظيم الأسعار تلقائيًا    وزارة التربية والتعليم تصدر 24 توجيهًا قبل بدء العام الدراسي الجديد.. تشديدات بشأن الحضور والضرب في المدراس    مصرع طفل أسفل عجلات القطار في أسيوط    التحقيق في مقتل لاعبة جودو برصاص زوجها داخل شقتهما بالإسكندرية    إيران تؤكد احترام سيادة لبنان وتعلن دعمها في مواجهة إسرائيل    احتجاجات غاضبة أمام مقر نتنياهو تتحول إلى مواجهات عنيفة    الأمم المتحدة: نصف مليون فلسطيني في غزة مهددون بالمجاعة    سامح حسين يعلن وفاة الطفل حمزة ابن شقيقه عن عمر يناهز ال 4 سنوات    هاجر الشرنوبي تدعو ل أنغام: «ربنا يعفي عنها»    أبرز تصريحات رئيس الوزراء خلال لقائه نظيره الفلسطيني الدكتور محمد مصطفى    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025 في القاهرة والمحافظات    سامح حسين يعلن وفاة نجل شقيقه عن عمر 4 سنوات    أوسيم تضيء بذكراه، الكنيسة تحيي ذكرى نياحة القديس مويسيس الأسقف الزاهد    بدء اختبارات كشف الهيئة لطلاب مدارس التمريض بالإسكندرية    "لا يصلح"... رضا عبدالعال يوجه انتقادات قوية ليانيك فيريرا    حضريها في المنزل بمكونات اقتصادية، الوافل حلوى لذيذة تباع بأسعار عالية    متحدث الصحة يفجر مفاجأة بشأن خطف الأطفال وسرقة الأعضاء البشرية (فيديو)    السكة الحديد: تشغيل القطار الخامس لتيسير العودة الطوعية للأشقاء السودانيين    أشرف صبحي يجتمع باللجنة الأولمبية لبحث الاستعدادات لأولمبياد لوس أنجلوس    أمسية دينية بلمسة ياسين التهامى فى حفل مهرجان القلعة    وزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية يفتتحان الملتقى القومي الثالث للسمسمية    ننشر أقوال السائق في واقعة مطاردة فتيات طريق الواحات    بداية متواضعة.. ماذا قدم مصطفى محمد في مباراة نانت ضد باريس سان جيرمان؟    رضا عبد العال: فيريرا لا يصلح للزمالك.. وعلامة استفهام حول استبعاد شيكو بانزا    مواجهة مع شخص متعالي.. حظ برج القوس اليوم 18 أغسطس    «الصيف يُلملم أوراقه».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: منخفض جوى قادم    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في واقعة مطاردة طريق الواحات    تنسيق الثانوية العامة 2025 المرحلة الثالثة.. كليات التربية ب أنواعها المتاحة علمي علوم ورياضة وأدبي    حماية المستهلك: نلمس استجابة سريعة من معظم التجار تجاه مبادرة خفض الأسعار    هل يجوز ارتداء الملابس على الموضة؟.. أمين الفتوى يوضح    وزير قطاع الأعمال يشهد حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الدراسات العليا في الإدارة بالأكاديمية العربية    مرصد الأزهر: تعليم المرأة فريضة شرعية.. والجماعات المتطرفة تحرمه بتأويلات باطلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمراض النُفاسية.
نشر في البداية الجديدة يوم 14 - 11 - 2012


الدكتور كمال المويل
أولا: نُفاس الاكتئاب (depression):
نُفاس الاكتئاب هو مرض يتصف بشكل رئيسي بتغير في المزاج فيكون المزاج السائد لدى المريض هو الحزن الذي يتراوح بين الكآبة الخفيفة واليأس الشديد، وهذا التغير المزاجي ثابت طيلة مدة المرض ويؤدي إلى تغير في السلوك والتفكير والكفاءة والوظائف الفسيولوجية. والكآبة الخفيفة قد تكون مرضا مستقلا عن الاكتئاب الكبير وتصنف مع العُصابات أو تكون عرضا في كثير من الأمراض النفسية أو العضوية. وفي الاكتئاب درجة شديدة من الحزن لا تتناسب مع العامل المسبب وتدوم مدة أطول من الحالات الطبيعية من الحزن، فهناك فارق في الكم والنوع.
وأما التظاهرات السريرية للاكتئاب فهي: (1) المظهر والسلوك: في أغلب الأحيان يكون المريض بطيئا في الحركات وتكون مشيته ثقيلة متعبة وله وجه جامد مليء بالحزن والأسى، وفي بعض الأحيان يحدث الاضطراب بدل الإعاقة ويكون المريض قلقا يعصر يديه باستمرار. (2) المزاج: يتفاوت في الشدة بين الحزن الخفيف وبين التعاسة والحزن الشديدين، ونادرا ما يكون المزاج هو العرض الرئيسي عند المريض بالاكتئاب رغم أنه موجود في كل الحالات، والغالب أن تكون قلة الطاقة والآلام الجسدية ونقص الوزن هي الأعراض الرئيسية الظاهرة. (3) نتاج الكلام: يتفاوت بين الصمت المطبق والثرثرة المستمرة. (4) التفكير: يشكو المريض من صعوبة في التفكير وعدم القدرة على التركيز وصعوبة في اتخاذ القرارات، وصعوبة التفكير أكثر من بطئه هي الصفة المميزة للمرض الاكتئابي. (5) الإعاقة: يظهر لدى المرضى بطء عام في الحركة، وقد يكون شديدا عند بعض المرضى فيصل إلى حالة من الذهول. (6) الأفكار المؤلمة: المريض المكتئب مهتم بذاته منشغل بها وأفكاره مؤلمة دائما فهي تدور حول المصاعب والعوائق التي يعاني منها فيلوم نفسه على ارتكاب ألخطاء والإهمال ويقلل من شأن نفسه ويُضخم أعماله الثانوية الماضية إلى حد اعتبارها آثاما غير قابلة للمغفرة. (7) الاهتياج: يوجد لدى المريض عادة درجة من القلق الشديد المقترن بالفخر، وهذا يُسمى اهتياجا. (8) فقدان الاهتمام: يوجد لدى المريض عادة درجة كبيرة من فقدان الاهتمام وتشمل العمل والمنزل والعائلة والهوايات السابقة ووسائل الترفيه والنظافة والترفيه والمظهر. (9) تبدد الشخصية وتبدد الواقع: موجودة غالبا ويشكو المريض من تغيير الذات وتغير المحيط. (10) المِراق: الانشغال المِراقي شائع ويتراوح في شدته بين الاهتمام الخفيف بالصحة والأوهام المرضية حول أمراض خطيرة كالسرطان والأمراض التناسلية وقد يوجد أوهام عدمية عن توقف بعض الأعضاء في الجسم عن العمل. (11) الأهلاس نادرة والتخيلات شائعة وكلاهما تلائم المزاج المكتئب. (12) الأرق: اضطراب النوم صفة مميزة للاكتئاب، والقاعدة هي الاستيقاظ المبكر في الصباح بخلاف القلق حيث نجد صعوبة في الذهاب إلى النوم. (13) فقدان الشهية شائع ويرافقه فقدان الوزن. (14) عادة يكون المزاج أسوأ في الصبح، وهذا بخلاف القلق حيث يكون المزاج أسوأ في المساء. (15) الأعراض الجسدية شائعة كالصداع والآلام الهضمية وضيق النفس والدوار والإمساك وتكرار التبول والخفقان وجفاف الفم وتناقص الطاقة الجنسية أو زوالها، وفي النساء نجد اضطراب الوظائف الطمثية وربما زوالها.
يشكل الاكتئاب نسبة (40%) من الأمراض النفسية، وهو أشيع لدى النساء مقارنة مع الرجال بنسبة الضعف، وغالبا ما تكون بداية الاكتئاب بين (50 60) سنة وهذا بخلاف الفصام حيث نجد البداية غالبا بين (20 30) سنة، والاكتئاب أشيع في الطبقات الاجتماعية الدنيا، وحدوث الاكتئاب لدى أقارب المريض من الدرجة الأولى يكون بنسبة (15%)، ومن المحتمل أن يكون الاستعداد للمرض تقرره مورِّثة سائدة على درجة غير كاملة من التسلسل، والاكتئاب نوعان: الاكتئاب الداخلي المنشأ الناجم عن عوامل بنيوية ووراثية وبدايته مستقلة عن الظروف الخارجية، والاكتئاب الخارجي المنشأ ويُسمى الارتكاسي ويكون أقل شدة من السابق ويرتبط بالظروف الخارجية التي يعيشها المريض، وقد تجتمع العوامل الداخلية مع الخارجية في عدد غير محدود من الحالات المرضية.
أما بالنسبة لإنذار الاكتئاب: فإنه يعتمد على الوراثة والبيئة والشكل البيولوجي للمرض، فالأمراض الاكتئابية الشديدة تهمد عادة والحالات الانفعالية الخفيفة تميل إلى الاستمرار بشكل مستقل، ومن علامات حسن الإنذار: البداية المفاجئة، والصفات السريرية النموذجية للاكتئاب الكلاسيكي، والشخصية السائدة صحية وحسنة التكيف، ومن علامات سوئ الإنذار: الأفكار المراقية الجسمية، والتوهمات العدمية، والاختلاطات الفصامية. وفي الأمراض الاكتئابية المحددة والمشخصة جيدا فإنّ الاحتمالات هي: الشفاء في (95%) من الحالات، والانتحار في (1%) من الحالات، وبقية الحالات (4%) تتحول إلى الإزمان.
العلاجات: (1) الرعاية الصحية في الحالات الخفيفة من الاكتئاب، وأما في الحالات الشديدة وخاصة التي تخالطها الأفكار الانتحارية فتحتاج إلى العلاج في المشفى. (2) المهدئات النفسية الشديدة كمركبات الكلوربرومازين والرزربين والهالوبيريدول والكلور ديازبوكسيد والبنزوديازيبين في الحالات الاكتئابية الخفيفة أو الحالات الاكتئابية التي تقتصر على وقت واحد من النهار. (3) مضادات الاكتئاب وهي ثلاثة أنواع: مثبطات المونوأمينوأكسيداز، ومضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقة، ومضادات الاكتئاب الرباعية الحلقة. (4) العلاج بالصدمات الكهربائية خاصة في الاكتئاب الشديد. (5) وهناك وسائل أخرى كالتخدير المستمر أو العلاج بالأنسولين أو العلاج الجراحي بقطع الألياف البيض من مقدمة الفص الجبهي.
ثانيا: نُفاس الهوس (mania):
إنّ المظاهر الرئيسية للهوس هي عكس المظاهر التي رأيناها في الاكتئاب، وفي الهوس تغير ثابت في المزاج حيث يكون مليئا بالابتهاج والاهتياج والتفاؤل المفرط، وفيه شعور عام بالسعادة مع شعور بالخفة الملحوظة، فالمريض يكاد يطير من الفرح، فعادة يكون الكلام عند مريض الهوس كثيرا ومستمرا وكذلك الحركة الجسمية لأنّ الكلام والعمل هما تعبيران عن ضغط الأفكار عند المريض.
التظاهرات المرضية: (1) عند مريض الهوس تطاير في الأفكار حيث ينتقل من فكرة إلى أخرى ومن موضوع إلى آخر مع دخول في التفاصيل المملة لكنه يصل إلى غايته من حيث النتيجة بخلاف مريض الفصام. (2) وكذلك عند مريض الهوس تلاعب دائم بالألفاظ المعتمدة على الأصوات والخواطر. (3) والمبدأ في هذا المرض هو النشاط الذي لا ينقطع لكنه يتغير بسهولة فينتقل المريض من نشاط إلى آخر قبل الانتهاء من النشاط السابق. (4) والابتهاج والسعادة عند مريض الهوس تكاد تكون معدية. (5) لا يوجد حاجز بين المريض وبين من يتعامل معه بل هناك سهولة في التفاهم والانسجام، وهذا بعكس الفصام والاكتئاب حيث يوجد حاجز زجاجي بين المريض ومن يحيط به. (6) الثقة الزائدة بالنفس والافتقار إلى التحفظ والشعور بالقدرة على التغلب على العقبات مهما كانت النتائج. (7) اليقظة الدائمة وشدة الملاحظة واضحتين عند مريض الهوس. (8) مريض الهوس صريح ودود يحب التدخل في شؤون الآخرين وإدارة أعمالهم وهذا ما يسبب إزعاجا للآخرين. (9) يصرف مريض الهوس مقدارا كبيرا من النقود ويشتري أشياء غير ضرورية ويدخل في اتفاقات قانونية طائشة في مجال الأعمال وبالتالي يوقع شيكات ليس لها رصيد (شيكات مطاطية كما يسميها الأمريكان لأنها تقفز عائدة إليه). (10) غالبا ما يشرب مريض الهوس بإفراط وينغمس في نشاط جنسي طائش مما يؤدي به إلى الوقوع في المشاكل المالية والتناسلية. (11) عندا يُعارض مريض الهوس فإنه يميل إلى الغضب ومنه إلى العنف وبالتالي إيذاء الآخرين وهذا أخطر ما في هذه الحالة. (12) جنون العظمة من سمات حالة الهوس حيث تتخذ ميول العظمة أوهام في القوة والشجاعة الفكرية والجسدية وأحيانا أوهام العظمة تكون في الممتلكات والمولد والجمال الشخصي.
العلاجات: (1) المهدئات الرئيسية الشديدة كمركبات الكلوربرومازين والرزربين والهالوبيريدول أعطت نتائج جيدة في علاج الهوس وأفضلها الهالوبيريدول. (2) قد تفيد المعالجة بأملاح الليثيوم. (3) والمعالجة بالصدمة الكهربائية فعالة وضرورية في بعض حالات الهوس. (4) يمكن القول: إنّ المهدئ الرئيسي الأكثر فعالية في الهوس هو الهالوبيريدول وقد أعطى نتائج جيدة في معظم الحالات ولكن يجب أن يُعطى معه دواء مضاد للأعراض الخارج هرمية التي تظهر كتأثير جانبي للهالوبيريدول.
ثالثا: الفصام (schizophrenia):
لحسم الخلافات بين الأطباء النفسانيين حول تعريف الفصام لابد لنا من التمييز بين الفصام الحاد والفصام المزمن، فالفصام الحاد يتصف بالصفات السريرية التالية: هذيانات اضطهادية غالبا، وأهلاس سمعية غالبا، واضطراب في التفكير، وهذه العلامات تُسمى العلامات الإيجابية للفصام، والصفات الأساسية للفصام المزمن هي: فقد الدافع، والانسحاب الاجتماعي، والبطء، وعدم الاكتراث، وهذه العلامات تُسمى العلامات السلبية للفصام. إنّ أول من وصف هذه المتلازمة هو كريبيليم (kraepelim) عام (1896م) وسماها العته الباسر، وتبعه بلويلير (bleuler) فأطلق اسم الفصام على هذه المتلازمة وأظهر أنها تستند إلى آلية تلاشي نفسي يظهر كتجزؤ في الشخصية. يُصيب الفصام كافة الأعمار ويتظاهر باضطرابات أساسية في الشخصية والتفكير والحياة العاطفية والسلوك والعلاقة مع الناس، ويظهر فيه تحطيم الوظائف العقلية الذي هو عادة جزيئي ومختلف عن الانفصال الكتلوي الذي يشاهد عند المصابين بالهستريا وتعدد الشخصيات.
والتظاهرات السريرية للفصام هي: (1) الانسحاب: وهو عدم الاهتمام بالمحيط والبيئة ونقص الاستجابة للمؤثرات الخارجية، وضعف فعاليات المريض الخارجية والإحباط العام، والعلامة المميزة للانسحاب هي خمول المريض وخبله ونقص القدرة على التفكير والعمل. (2) اضطراب التفكير: والذي يتجلى بعدم ترابط الأفكار، وانسداد أو ضياع الأفكار (سحب الأفكار)، ونضوب في الأفكار، وإقحام الأفكار (زرع الأفكار)، والصلابة والتحجر في التفكير، وأحيانا الحرفية في فهم الأفكار. (3) تبدل المزاج: حيث يميل شعور المريض إلى أن يكون سطحيا (تسطح المزاج) وانعكاس ذلك بتبدل عام في مظهر المريض، ويعتبر الاضطراب والتعارض في الأحاسيس والعواطف من أهم مميزات الفصام فهناك عدم انسجام بين الأقوال والأفعال. (4) اضطراب السلوك والوظيفة الحركية: يسلك المصاب بالفصام سلوكا غير ملائم وخال من اللباقة والاحترام، وقد يحصل انقطاع السلوك عن المظاهر الأخرى للحياة العقلية، وقد يتصرف المريض عكس ما يُطلب منه. (5) الهذيان والأوهام: الهذيان عبارة عن اعتقاد خاطئ لا يذعن للإقناع ولا ينسجم مع بنية المريض الثقافية والعقلية، والأوهام من الصفات المميزة للفصام وتميل إلى أن تكون أوهام من الاضطهاد (زورية) أو أوهام من العظمة أو أوهام مرضية (مراقية). (6) الأهلاسات: وهي علامة مميزة للفصام وخاصة الأهلاسات السمعية، وقد تشاهد الأهلاسات البصرية أو الجسدية (اللمسية) أو الشمية، والأصوات التي يسمعها المريض تتحدث عنه (هو) ولا تتحدث معه كما في الاكتئاب والهوس (أنت)، وأما مصدر الأصوات فقد يكون من داخل جسم المريض أو من خارجه، وقد يسمع المرضى أصوات الأفكار التي يفكرون بها وهذه علامة واسمة للفصام.
والأشكال السريرية للفصام عديدة ومن أهمها: الفصام البسيط، والفصام الشبابي، والفصام الجمودي (حيث يتخذ المريض وضعيات صعبة وشاذة ويحافظ عليها مدة طويلة)، والفصام الاضطهادي (الذي تغلب فيه أوهام الاضطهاد والعظمة)، والفصام الوجداني (حيث يترافق الفصام بالاكتئاب أو بالهوس)، والفصام العُصابي الكاذب (حيث يترافق الفصام بأعراض عُصابية كالقلق أو الرُهاب أو الهستريا أو الوسواس)، والفصام الجمودي المتقطع(ويقال أنه يترافق باحتباس الآزوت) والفصام الهذياني المتأخر(ويصيب كبار السن غالبا).
العوامل المؤهبة للفصام: (1) العامل الوراثي: حيث أظهرت الدراسات أن هناك استعدادا وراثيا للإصابة بالفصام وتزداد النسبة بازدياد قرابة الدم من المصاب، ويُعتقد أنّ الوراثة في الفصام هي من النمط المقهور، وتبلغ نسبة الإصابة بالفصام (1%) من السكان بينما ترتفع هذه النسبة إلى (4%) في حال وجود العامل الوراثي. (2) البنية الفيزيائية للجسم: حيث يشاهد الفصام لدى النحيلين والضعيفي البنية الفيزيائية بينما يشاهد الاكتئاب والهوس لدى البدينين والممتلئين، وقيل إنّ هذه المشاهدة مفسرة بأنّ الفصام غالبا ما يصيب الأعمار (20 30) سنة بينما الاكتئاب والهوس يصيب الأعمار (50 60) سنة أو أنّ صفة البدانة مرتبطة بالمورثة المسؤولة عن الاكتئاب والهوس بينما صفة النحافة مرتبطة بالمورثة المسؤولة عن الفصام. (3) تأثير الغدد الصم والاستقلاب: حيث اكتشف العلماء علاقة بين الفصام الجمودي المتقطع وبين ارتفاع نسبة الآزوت في الدم، كما وُجد أن وضع المصابين بالفصام الجمودي المتقطع على حمية قليلة البروتين مع إعطائهم خلاصة الدرق يؤدي إلى زوال الأعراض. (4) الحرمان الوالدي: وهي نظرية فرويد حيث يرى أنّ الحرمان الوالدي مشاهد لدى الفصاميين أكثر مما هو لدى عامة الناس. (5) الطبقة الاجتماعية: وهناك (45%) من الفصاميين يصنفون من المرتبة الاجتماعية الخامسة فما دون, وقيل أن الطبقة الاجتماعية هي نتيجة للمرض وليست سببا له. (6) العوامل الخارجية: حيث إن بعض العوامل الخارجية تعزز حدوث الفصام لدى الأشخاص المستعدين للإصابة به, ومن هذه العوامل: الأمراض الفيزيائية العضوية, ورضوض الرأس, والولادة الشاقة, والشدات النفسية الاجتماعية, والكحولية.
أما بالنسبة إلى الإنذار في مرض الفصام: فإن علامات حسن الإنذار هي: البدء الحاد للمرض, الحالات التي تنجم عن عوامل بيئية أو أمراض فيزيائية, المحاكمة الجيدة واستقرار الشخصية قبل الإصابة بالمرض, وجود عامل خارجي وجداني مؤثر على المرض, البنية الفيزيائية الغير مميزة, وجود قصة سابقة لهجمة فصام حادة مع شفاء المريض منها. وإن علامات سوء الإنذار هي: إزمان المرض أكثر من سنتين, البدء التدريجي, المحاكمة السيئة مع شخصية غير مستقرة قبل الإصابة بالمرض, بدء المرض بسن مبكرة, غياب عامل مسبب واضح, بنية فيزيائية مميزة. وقد أظهرت الدراسات أن ربع المرضى تبقى حالتهم سيئة جدا, والربع الثاني يبقى لديهم اضطراب واضح في الشخصية, والربع الثالث يبقى لديهم اضطراب خفيف في الشخصية, والربع الأخير يتم شفاؤهم بشكل كامل دون أي أعراض.
معالجة الفصام: (1) المعالجة النفسية والاجتماعية لها أهمية كبيرة ويدخل في إطارها تأهيل المرضى للعمل ومزاولة المهنة. (2) المعالجة الفيزيائية بالصدمة الكهربائية تفيد في التخفيف من الأعراض المرافقة للفصام كالاكتئاب أو الهوس.(3) المعالجة الكيميائية بالأدوية هي الأهم, وأهم الأدوية المستخدمة في الفصام هي مركبات الكلوربرومازين في الهجمات الحادة والشديدة, وكذلك الرزربين ومشتقات الفينوتيازين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.