زخم منحته ثورة 25 يناير للساحة السياسية، فتعددت الأحزاب وبات الهم واحد، ظهر الكثير منها بنوايا نفعية، لم ترم حجرا واحدا، تحرك به مياه راكدة، وأخرى كان لها دور فاعل، ظهرت فيه كبطل لفيلم قصير، عزف الشباب عن المشاركة في بعضها، وتلاحم جزء منهم مع أخرى، كانوا واجهتها، إيمانا من أصحابها، بضرورة ضخ دماء جديدة في هيكلها، تمحو بها صورة وجوه قديمة، وتعلّى من أسهمها في أي انتخابات قادمة. ووصل عدد الأحزاب بعد الثورة ل 94 حزب في رقم تاريخى، في مسرح سياسة الدولة المصرية، لم يتفاعل منها مع الشارع إلا قليل، وكان لثقافة التوعية دور فاعل، في توجيه الكثير من الناخبين الشباب للميل نحو حزب معين، تخطو بهذه المعلوماتية مرحلة التغفيل السياسي. استضاف ملتقى الشباب مجموعة من الثوريين الذين كانت لهم مشاركات فاعلة، في الحياة الحزبية، بالطبع كانت في هذه المرة، عن قناعة بعد ثورة 25 يناير، في ندوة بعنوان "التعددية الحزبية والثقافية بين التنوع والمرونة" أدارت الندوة الدكتورة سهير المصادفة، وكان ضيوفها: مشهور عبد الناصر، وفتحى داوود، والدكتور أسامة العلكى، أصغر برلمانى في مصر. بدأت الندوة بتأكيد الدكتورة سهير المصادفة على دور الشباب الحيوى في الحياة الحزبية، وآليأت الإنصاف بمنحهم مغنما بسيطا، مما طالبوا به، هتافا في ثورتهم المجيدة، وأشارت إلى ضرورة تفعيل دورهم، طبقا لبيان ثورة 30 يونيو، حتى يشاركوا في الحياة السياسية بتناغم جوار الكبار، يستسقوا منهم الخبرة، فينطلق منهم كوادر وعت الدرس جيدا حتى تكون مصر شابة طول الزمن. لم يختلف رأى المشاركون عن رأى الدكتورة سهير المصادفة بضرورة مزاحمة الشباب لكل المناصب وأضافوا أن مصر مرت بمنعطفات سياسية مهمة، كان أبرزها ثورة 25 يناير المجيدة التي رسخت لحرية كان من ثمارها تعددية حزبية، خلقت حالة من الزخم المحمود، وقضت بشكل كامل على ما يسمى بسياسة الحزب الواحد. وهو ما أصل له نظام عقيم على يد قائد ديكتاتور هو مبارك، حين استأثر والذين معه بسياسية الحزب الواحد وهو الحزب الوطنى الديموقراطى حينها، ودعموا بعض الأحزاب بجوارهم، ليقوموا وببراعة بدور كومبارس صامت، أو متحدث ومسبح باسم الحزب الوطنى، ما أدى إلى إفساد وتدمير الحياة السياسية، بشكل كامل. تناسوا أن شعب مصر حين عزف عن مساندة الأحزاب، كان ذلك منه قمة الوعى السياسي، لأنه علم أن العملية برمتها لا تعدوا أن تكون مسرحية يديرها مبارك والذين معه. اختلف الوضع بعد الثورة، فظهرت أحزاب بأهداف واضحة، ورؤى متعددة لتحقيقها، ساهمت الحالة الثورية في خلق قبلة واحدة، لمصلحة وطن واحد، فبات على كل حزب أراد أن يخطب ود الشعب أن يكون ذلك نابعا من خطب ود الوطن نفسه. فانتشرت الأحزاب، ولكن هناك رجل شارع واع، يميز الجيد من الردئ بها بعين فاحصة، أكسبه خبرتها تاريخ طويل، من الكر والفر السياسي. وعن دور الثقافة اتفقوا على أنه رغم كثرة عدد الأحزاب وقلة فاعليتها في الحياة السياسية، إلا أن ذلك اعتبره البعض حراك محمود يؤسس لتعددية مطلوبة، حتى تفرز جيلا من سياسين، قادرين على مواجهة متغيرات، تتطلب ثقافات بعينها، تصلح لمجارة الوضع الراهن. وتعدد الثقافات ليس معناه "اختلاف"، بل حالة التعايش الفكرى مع الآخر، في ظل منظومة تحكم الطرفين، بما لا يؤثر أحدهم على الآخر بشكل مقيت ولا يوقفه في واجهة تصادم، يدفع ثمنه الجميع، وعلى كل الجهات المعنية، أن تُعنى بتسويق فكرة الاختلاف، والاتفاق عليها، بما يكون اتفاقا أبدى. وأشاروا إلى ضرورة خلق قنوات تواصل، بين جميع الأحزاب، تمهد لتعارف سياسي، للاعبيها على بساط واحد، يكون حَكمها الشعب، وهدفهم الأسمى إعلاء مصلحة الوطن، ومزج مصالحهم كجزء أصيل من نسيج وطنى فاعل، لا كونهم فئة نخبة. ذلك يشعر كل حزب تشعر بما يعانيه بنى وطنهم، وأكدوا على أن تسويق ثقافة كل حزب لدى آخر، لا يكون هناك تعارض، حيث الغاية واحدة ولكل طريقة في الوصول، وأيضا بما يسهل إنشاء التكتلات السياسية بشكل توافقى، ناتج عن خلفية معرفية أتاحت لكل حزب تفحص الآخر ككيان سياسي يصلح أو لا يصلح للاندماج معه، أو تكوين تحالف سياسي من مجموعة من الأحزاب. وكان لأصغر برلمانى في مصر الدكتور أسامة العلكى، رأى في موضوع الانتخابات الرئاسية وقال: طالبنا بالانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية ونتمنى وجود رئيس قبل الانتخابات، يعرف ارادة الشعب ويعمل على التوجه نحوها، ويكون عالما بأنه يمثل مصر في أصعب مرحلة الشعب المصرى يسطر التاريخ ونتمنى أن يكون المشير عبد الفتاح السيسى ونتمنى أن يكون الرئيس القادم ممثلا لكل أطياف الشعب، من خلال مشاركة فاعلة، ولن يغفل دور المرأة هي المجتمع، وجدها في البرلمان أو الوزارة يثقله كذلك نزول السن ل 25 عام، لكن نتمنى مشاركة حقيقية فاعلة له، ومهم تشجيع الشباب والمرأة، ونتمنى أن نكمل المحليات بوجود الشباب والمرأة.