أدركوا أن صوتهم غير مسموع فلم يأتمنوا عليه صندوق من صنع طاغية، اعتزلوا الإنتخابات أيام مبارك، فوصفهم نخبة المنتفعين بالسلبية، لكن عزوف شباب مصر عن الانتخابات حينها، كان قمة الوعى السياسى، فكانوا جذوة ثورتيها 25 يناير ومصححة مسارها 30 يونيو، اتجه أغلبهم للتكتلات الثورية وانضم بعضهم لأحزاب شعارها هموم الوطن. لكن تغير الحال بعد افتضاح أمر الكثير من الأحزاب، التي اتخذت الثورة غطاء لمصالح خاصة، ليس لها أي علاقة بمصر، الا أن الجميع مازالوا يعولون عليهم في اصلاح سياسى يبدأ من الأحزاب الواعية، التى تمنحهم حرية القيادة، والتفتيش بداخلها عن كفاءات مدربة، يمكن أن تمنح البلاد قبلة حياة سياسية فاعلة والتى هى أحد المحاور المهمة للنهضة فى جميع المجالات. عن دور الشباب في اصلاح وتطوير الأحزاب ومشاركتها آمال وطموح الجماهير، دارت ندوة في ملتقى الشباب بمعرض الكتاب في دورته ال45، قدمتها الدكتورة سهير المصادفة، كان ضيوفها حسام الدين على أمين عام حزب المؤتمر، وعادل حسين نائب رئيس حزب الغد. استهل حسام على، أمين عام حزب المؤتمر، حديثه بالتأكيد على دور الشباب التاريخى فى الحياة السياسية، قبل فكرة انضمامهم لحزب معين، فلا يمكن أن ينس أحد الزعيم مصطفى كامل وجمال عبد الناصر الذى تولى الحكم وهو بعمر 34 عام، وأشار أنه قضى أغلب عمره فى حكم الطاغية مبارك، الذى كرث هو ونظامه لفكرة السلبية لدى الشباب، بعزوفهم عن الانتخابات، متناسيا هو والذين معه، أن جموع الشعب كانت فى قمة الوعى السياسى، حين رفضت أن تلعب دور الكومبارس، فى مسرحياته الهزلية بنسب موافقتها الخيالية على بقاءه فى الحكم. وقال إن عهد مبارك كان محاط بمناخ سياسي محبط، ومنفر للشباب، بداية من عدم الزج بهم في العملية السياسية من الأساس، مرورا باتهامهم بالسلبية، نهاية بالقضاء عليهم في كل خططه الخمسية، وإهمالهم بل وحرمانهم من أي برامج، من شأنها تطوير مهاراتهم، بما يمكنهم من خوض الحياة الحزبية بشكل فاعل، حيث أن ذلك يتناقض وبشكل رئيس مع مصلحته، وحتى حين فعلها أيمن نور في الترشح أمامه في انتخابات الرئاسة عام 2005 كتجربة تحسب له رغم تحفظنا على انحراف مسار أيمن الثوري، زج به مبارك في السجن، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يلعب دور يزاحمه ولو ككومبارس على مسرح الحكم. وأضاف حسام علي "يعاني الشباب حاليا من التجاهل والتخوين والابعاد والاستعباد ولكن بعض المشكلات جزء منها فى يد من يصنع القرار بالتشكيك فى قدراته، على الرغم أن الشباب بدأ حراكا سياسيا مجتمعيا لا يصلح أن نطلق عليه وليد 25 يناير فقط، بل قبلها، بدءاً من حركة كفاية وشباب ضدد التوريث، وحركة مايحكمش التى حاربت فكرة توريث جمال مبارك الحكم خلفا لوالده". وتابع القيادي في حزب المؤتمر "كل التنظيمات الطليعية كانت شبابية، ففي الفترة من 2003 حتى 2008 ومع استخدام الحداثة كالفيس بوك والحسابات الشخصية ، كان أول جروب لاسراء عبد الفتاح، وحصد 70 الف مشارك في رقم قياسى وقتها، وكان ذلك بمثابة رسالة سياسية على ادارة البلاد فهمها، ولم يحدث ذلك، وفى انتخابات 2005 وجود أيمن نور كشاب بغض النظر عن انطباعنا عنه كمرشح، جاء وسيطا فى رسالة للشباب ، 2008 حصل إضراب 6 ابريل وظهورالجبهة الديموقراطية، ككيان ليبرالى واستطاع ان ينشأ مجموعة كوادر دون صدام مع الدولة". واستطرد علي "تغيرت وجوه الثورة ولم يحكم أحد منهم حتى الآن. قبل 25 تنحى مبارك فكان الاستفاء حتى فترة حكم مرسي، اصبح الاخوان في جانب، وباقى التكتلات في جانب آخر، ثم جاءت ثورة 30 يونيو فتخلصنا من ميراث التجاهل للشباب"، حسب قوله. وأشار حسام علي أن الثورة لن تنجح إلا بالديموقراطيين، وعلى الدولة مراعاة ذلك، وكان يجب عزل مرسي لتجاوزاته فى حق الشعب وعلى منظمات الدولة ان تحمى الديموقراطية وتحتمى بها، والشباب حاليا محبط، ويفكر في النزول للميدان من جديد، ويجب علينا عدم تصدير رجال النظام السابق، الخطابة مع الشباب لا تجدى حاليا، البيان فى 30 يونيو اكد على مشاركة الشباب فى الحكم بشكل فاعل وعلى كل هيئة تقديم كوادرها من الشباب". من جهته قال عادل حسين، نائب حزب الغد، إلى أن الشباب في مصر يمثلون 60% من تعداد السكان، ولكن تحديد الفئة العمرية للشباب صار مشكلة، حيث نص دستور 2014 حتى سن 18 يعد طفلا على الرغم انها أول مراحل الشباب، وعن دور الشباب في تحديث الاحزاب قال إن ذلك يبدأ بالتوعية السياسة لهم أولا بمفهوم شامل عن طبيعة المشاركة الفاعلة في العمل الحزبي أو السياسي بمفهومه الأوسع.