وجود المرأة المصرية في ميدان التحرير وكل ميدان مشابه لميدان التحرير بالمحافظات سواء بشكل مباشر من خلال الفتيات اللائي تواجدن وشاركن الشباب أو بشكل غير مباشر من خلال دعم كل أم لأبنائها بالوجود في الميدان بل ووجودهن حاملات صور أبنائهن الشهداء( في ثورة25 يناير) وما أعقبها من نتائج قد تكون أثلجت قلوب الأمهات وقد تكون قد أرضت الفتيات أو أصابت المرأة المصرية بقلق حول المكتسبات اللائي قد تحققت قبل الثورة من تشريعات ووجود بشكل كبير في المجالس النيابية من خلال الكوتة ويبقي السؤال: إلي أين تتجه المرأة بعد ثورة25 يناير؟! أمينة شفيق: المرأة الآن تجاوزت مرحلة التمكين السياسي والاجتماعي التي سعي لها النظام السابق أكدت أمينة شفيق, عضوة حزب التجمع, أن ثورة25 يناير استطاعت تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا وأنها أثبتت أن المرأة المصرية تجاوزت مرحلة التمكين التي كان يسعي لتحقيقها النظام السابق. وقالت شفيق إن المرحلة المقبلة ستشهد مشاركة كاملة للمرأة في الحياة السياسية والاقتصادية بالإضافة إلي أن الحراك السياسي لها سيصل إلي أقصي درجة سواء في الرغبة في المشاركة في الحياة النيابية أو الحزبية. وأضافت أن الأحزاب الجديدة التي يتم تشكيلها سيكون للمرأة دور كبير في إعداد برامجها وأنها تستطيع منافسة الرجل في تشغيل الهيئات العليا لها. مشيرة إلي أنها ستلعب دورا أيضا في الانتخابات النقابية ومجالسها. وعن موقفها من مدي استمرار نظام الكوتة قالت إنها ستحدد وفقا لرؤية صانعي الدستور الجديد. عزة سليمان: نحتاج لتغيير قانون الأحوال الشخصية تري المحامية عزة سليمان رئيسة مركز قضايا المرأة أنه من المنتظر خروج قانون لمباشرة الحقوق السياسية, ومن خلاله يتم ربط الدوائر بالرقم القومي وتنقية القوائم لضمان نزاهة الانتخابات, ويجب أن يتضمن قانون الجنسية أبناء المصرية المتزوجة من فلسطيني وعراقي وسوداني, لأن القانون شيء, والتطبيق شيء آخر, تغيير قانون الأحوال الشخصية كاملا لأن القانون الحالي عقيم نعمل به منذ عام1929, كذلك يجب أن تنعكس تلك التغيرات علي المؤسسات التعليمية والدينية, ويجب أن يكون المجلس القومي للمرأة لكل النساء ولكل المجتمع المدني. د. أحمد رضوان: مبيت المرأة في ميدان التحرير منحها شرعية الوجود في الحياة العامة قال الدكتور أحمد رضوان أستاذ السلوك التنظيمي بالجامعة الأمريكية: إن وجود المرأة ومبيتها في ميدان التحرير أعطي المرأة الشرعية في الوجود المجتمعي, وأكد أن وجود النساء والفتيات بالميدان بنسبة قد تصل إلي أكثر من40% أن الرهان الذي راهن عليه النظام السابق بأن النساء في مصر غير فاعلات في المجتمع خاطئ, بدليل مشاركة السيدات من كل الفئات مذيعات, ومضيفات, والبنات, والأمهات, والمدرسات, ومن القطاع المجتمعي( اللائي يطلق عليهن حقوقيات), ولأول مرة تحس المرأة وهي تشارك بأنها تخدم أجندة وطنية سياسية واجتماعية, وكذلك من جميع طبقات الشعب وليس مقصورا علي طبقة معينة, لذلك فعلي المرأة في المرحلة المقبلة عبء تصحيح المسار. فالدور المنتظر هو إصلاح الحياة الاجتماعية والمرأة أكثر قدرة من غيرها علي الإصلاح من خلال التوجيه والعمل, فالفساد الذي يعاني منه الشعب المصري ليس فسادا ماليا أو وزاريا فقط, لكن هناك إفساد تم بشكل متعمد للحياة الاجتماعية ويجب إصلاحه. وأشار رضوان إلي أنه يجب إشراك المرأة بشكل جيد في الحياة السياسية من خلال الأحزاب الجديدة, وفي هذه الحالة لن يكون هناك وجود للكوتة لأن النساء حينما يتم تمثيلهن بشكل صحيح من خلال القوائم النسبية سيصل عددهن في المجالس النيابية أكثر من العدد القديم كثيرا, والشعب بثورته قد أرسي مبدأ أن ما يفرض من القمة لا توجد له قاعدة, والقاعدة الصحيحة بالمشورة والانتخاب الحر ستوصل إلي القمة. انتصار النمر: المرحلة المقبلة تحتاج لمشاركة سيدات الأعمال في بناء المجتمع قالت انتصار النمر رئيسة جمعية الحب والحياة المصرية: إن وجود شهيدة أنثي من الشهداء الذين قامت علي دمائهم الثورة, هو مبرر قوي لوجود المرأة بشكل مؤثر في المرحلة المقبلة, وكذلك وقوف أم خالد سعيد وراء هذه الثورة ومشاركتها في هذه المرحلة يجعل كل مرأة تقف ثابتة لا يفرق فيها عمر, ولا جنس, ولا سند, فلولا تلك الأم لكانت دماء خالد سعيد قد ذهبت سدي, ولا ينكر أحد أن حادثة خالد سعيد كانت الشرارة التي انطلق منها الشباب, وكانت تزكيها أمه, فمن ضعفها بفقده استمدت قوة جعلت من كل شباب مصر خالد سعيد. وأكدت النمر أن المجتمع ينتظر الكثير من المرأة لبناء هذا المجتمع من جديد, فالخسارة كبيرة ولن يتحمل تلك الخسارة سوي المرأة, فهي بطبعها حمولة وصبورة استطاعت أن تعيل أولادها وهي أرملة, واستطاعت أن تقوم بدور الرجل والمرأة في غياب الأب, سواء كان بالسفر أو غيره, واستطاعت أن تتحمل زوجها المريض وتعمل وترعاه, وبقي أن تتحمل الفترة المقبلة لأنها ستواجه ظروفا اقتصادية صعبة مثلما واجهتها في الأيام الماضية, ومطلوب من سيدات الأعمال أن يقمن بدورهن في المجتمع الجديد ببناء الاقتصاد المصري والالتفاف حول هدف واحد هو بناء مصر حتي تستعيد المرأة والمجتمع كله كرامته وثقته بنفسه في مواجهة الغرب. عاطف النجمي: تعديل قوانين المرأة ضرورة في المرحلة المقبلة قال عاطف النجمي رئيس جمعية الدفاع العربي: إنه من غير المناسب التحدث عن المرأة في بداية عهد جديد وفي القرن ال21 إلا باعتبارها مواطنة مثلها مثل الرجل, مؤكدا أن المواطنة دستوريا لا تذكر ولا تؤنث, فالحقوق تطبق علي الجميع, وهي وحدة القياس للبحث عن الحقوق بغض النظر عن الجنس والنوع والدين, وأكد أن هناك بعض الأمور التي يجب معالجتها مثل منح المرأة الحق في النفقة من طليقها, في حين تتقاعس الدولة عن توفير العمل الملائم لهذا الرجل حتي يعطي زوجته وأولاده ما يلزمهم بحكم القانون, لذلك يجب تمويل صندوق من دفعة الزواج يؤخذ عند كل حالة زواج, ينفق منه علي الأولاد أو الزوجة عند حدوث الطلاق. وأشار النجمي إلي ضرورة تعديل بعض قوانين الأحوال الشخصية بحيث لا يري الأب ابنه كضيف عليه, ولقد أثبت الملايين الذين تلاقوا في ميدان التحرير أنهم ليسوا ضيوفا علي الميدان بل اعتبروه بيتهم, ومنهم من كان في حماية أبيه, وإن كان منفصلا عن والدته, ومنهم من كان في حماية ابنه, وإن كان غريبا عنه فعلينا النظر إلي قوانين إنسانية اجتماعية. د. دينا شحاتة: يجب إلغاء الكوتة واستبدالها بنسبة داخل القوائم النسبية أكدت الدكتورة دينا شحاتة, الخبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية, أن الحياة السياسية في الفترة المقبلة ستشجع المرأة علي المشاركة السياسية. وأضافت أن أفضل الطرق لدمج المرأة في المجتمع هي تحديد نسبة للمرأة داخل القائمة النسبية لتحقيق المنافسة الشريفة مع الرجل وإلغاء نظام الكوتة. وقالت إن المجالس القومية التي شكلها النظام السابق فشلت في تحقيق أهدافها بالنسبة للمرأة باعتبارها كانت تعتمد علي مبادرات فوقية ولم تمثل القطاع الأكبر من مجتمع المرأة. وأضافت دكتورة دينا أن المرحلة المقبلة ستشهد مشاركة كبيرة من الفتيات في الحياة الاجتماعية والسياسية وذلك من خلال الإنترنت أو من خلال المشاركة علي أرض الواقع. وقالت إن يوميات ثورة25 يناير أكدت ارتقاء الوعي السياسي لدي المرأة وإحداث نوع من الثقافة السياسية الجديدة عند الطبقة الوسطي والعليا التي شاركت بشكل غير مسبوق في أحداث الثورة. ابتسام حبيب: الثورة أذابت الفروق بين الرجل والمرأة وأكدت مفهوم المواطنة أكدت ابتسام حبيب عضوة مجلس الشعب السابقة أن الثورة أذابت الفروق بين الرجل والمرأة, والمسيحي والمسلم, واشتركوا جميعا في أنهم مواطنون يجمعهم علم مصر, وجميعنا نعيش حالة القلق نفسه, وكلنا نترقب أن تئول الأمور إلي الأفضل لتحقيق مكتسبات جديدة سوف تعود بالطبع علي المرأة بكل خير, لذلك أري أنه لا يوجد ما يسمي قضايا مرأة في ذلك الوقت, لكن هناك قضايا بلد تحتاج كل مجهود لتعويض الخسائر. وعن الكوتة فمن الممكن تفعيلها بشكل مناسب وفاعل من خلال قوائم حزبية سليمة, ولا يجب البحث عن مكتسبات شخصية لأن أهم ما أفرزته الثورة هو أننا نحب بلدنا, والمرأة شريك في هذا المجتمع ولا يمكن أن يتم تجنيبها.