يعتبر لقب عميد المترجمين العرب الذى أطلقه المترجمون والمثقفون على المترجم الكبير أبوبكر يوسف لقبا مستحقا بجدارة، إذ يرجع له الفضل فى إصدار أول ترجمة عربية عن اللغة الروسية بشكل مباشر بعد أن كانت تنقل عن اللغة الإنجليزية والفرنسية. ولد أبوبكر يوسف بمحافظة الفيوم 1940، وفور انتهائه من دراسة البكالوريا - الثانوية العامة آنذاك تم اختياره وآخرين ليكونوا الدفعة الأولى التى يتم إرسالها إلى الاتحاد السوفيتى لدراسة اللغة الروسية فى الستينيات، وبعد حصوله على المؤهل الجامعى استقر فى موسكو، وبدأ عمله كمترجم فى دار التقدم، وكللت مسيرته بالحصول على وسام بوشكين، وهو أرفع وسام فى روسيا فى مجال الثقافة تقديرًا لجهوده فى تحقيق الحفاظ على الثقافة الروسية والترويج لها، وتحقيق التقارب بين الثقافتين العربية والروسية فى عام 2012. وفى عام 2000 منحه اتحاد أدباء روسيا العضوية الشرفية تقديرا لإسهاماته القيمة فى مجال الترجمة وهو أول مصرى وعربى يحصل على هذه العضوية. وأولى المترجم الراحل اهتماما كبيرا بأعمال الكاتب الروسى أنطون تشيخوف، فأصدر ترجمات عربية لمؤلفاته كاملة فى أربعة أجزاء صدرت عن دار التقدم، وأعادت دار الشروق نشرها بعد ذلك، وإلى جانب ترجمته لأعمال تشيخوف ترجم أيضًا المعطف نيقولاى غوغول، إلكسندر بوشكين، ومكسيم جورجي، ويورى كوليسنيكوف، وإلكسندر بلوك. وفى أثناء تكريمه، أعربت الخارجية الروسية عن تقديرها لجهود المترجم العربى فى توطيد العلاقة بين روسيا والعالم العربي. وفى كلمته قال أبوبكر حينها إن سعادته بالتكريم ليس فقط لتقدير عمله وجهوده، إنما أيضًا لمكانة الشاعر الروسى الأكبر «بوشكين» لديه، فهو يعتبر مؤسسا للثقافة واللغة الروسية الحديثة، ولذا فقيمة التقدير والتكريم مضاعفة. وفى الرابع من مارس عام 2019، رحل المترجم الكبير عن عمر ناهز ال79 عاما. ويقيم المركز القومى للترجمة احتفالية تأبين للمترجم الراحل غدا الأربعاء بحضور عدد من أصدقاء وتلاميذ المترجم الراحل، يشارك فى الاحتفالية كل من الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومى للترجمة، شريف جاد، رئيس الاتحاد العربى لخريجى الجامعات السوفيتية والروسية، والسفير الروسى سيرجى كيربيتشنكو، الدكتور إيمان يحيي، الدكتور نبيل رشوان، الباحث فى العلاقات المصرية الروسية،المهندس إسماعيل السيد يوسف، والدكتور محمد نصر الجبالى، رئيس قسم اللغة الروسية بكلية الألسن جامعة عين شمس.