قال الباحث مدحت صفوت مؤلف كتاب "فصل المقال"، الصادر حديثا عن سلسلة التراث الحضاري التابعة للهيئة العامة للكتاب؛ إن الفيلسوف ابن رشد واحدا ممن مارسوا الكهنوت الفكري كما مارسه أبو حامد الغزالي معربا عن استغرابه من جعله تنويريا من قبل مفكرين كبار مثل مراد وهبة وعابد الجابري الذي يقول إن ابن رشد هو أول من دعا إلى فصل الدين عن الدولة وهذه مغالطة تاريخية حسب قوله. وتابع أن هذه المغالطات سببها عدم وجود نسخ عربية لكتب ابن رشد بل هناك نسخ في اللغة العبرية والتي نقل عنها وترجمها عابد الجابري. وارجع صفوت استدعاء ابن رشد في القرن العشرين والواحد والعشرين إلى أن مشروع الفلسفة العربية كان أيضا سلطويا كما كان ابن رشد بحكم موقعه كقاضي القضاة، مضيفا أن المشروع التنويري العربي أيضا من أهم أسباب استدعائه لابن رشد هو أن المتصدرين لهذا المشروع كانوا جبناء حيث يخشون أن ينسبوا هذا المشروع وهذه الرؤي لأنفسهم فيستدعون شخصيات أخرى من التراث عملا بمقولة هذه بضاعتكم ردت إليكم. وأشار إلى أن ابن رشد كان يقول إن الحقيقة لها وجه واحد وهذه مغالطة فكرية ومنطقية، مضيفا أن ابن رشد كان فقيها اطلع على كتب الفلاسفة كما كان يقول الدكتور حسن حنفي. جاء ذلك خلال ندوة هل كان ابن رشد تنويريا المنعقدة بمركز دال لمناقشة كتاب فصل المقال بحضور كريم الصياد أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة والروائية سلوى بكر.