يبدو أن الكثير من المناطق الأثرية في بورسعيد، توشك على الاحتضار بسبب الإهمال والنسيان، وهو ما يُعززه عدم معرفة أغلب سكان المحافظة بنصف آثار مدينتهم تقريبًا، رغم وجود 640 عقارًا تقع ضمن التراث الأثري، والتي تم حصرها طبقًا لقرار مجلس الوزراء رقم 1096 لسنة 2011، والذي يقضي بأن تقوم المحافظة بتسجيل المباني الأثرية في سجلاتها، حيث يصبح خاضع لأحكام القانون رقم 144 لسنة 2006 وقرار مجلس الوزراء رقم 192 لسنة 2007. العقارات التراثية في بورسعيد تتميز بمبانيها الرائعة ذات الطراز المعماري المتنوع لدول البحر المتوسط، فقد كانت في أوائل القرن العشرين واحدة من أكبر المدن الكوزموبوليتانية متعددة الجنسيات في العالم؛ فجمعت مبانيها أجمل ما أبدع المعماريون الفرنسيون واليونانيون والإيطاليون من الجاليات التي كانت تعيش في بورسعيد. من أشهر المباني الأثرية بالمدينة "فنار بورسعيد"، وهو تحفة معمارية من أهم المنشآت التي تأثرت بالتقدم التكنولوجي في أوروبا في ذلك الوقت، ويشكل معلمًا بارزا شامخًا في حد ذاته، وهو كذلك علامة فارقة في البناء الحديث وبدوره يحظى بشهرة عالمية ورمزا على غرار برج إيفل في العاصمة الفرنسية باريس. ما زالت بورسعيد أيضًا تتميز بوجود العديد من المباني الأثرية التي تشهد على حقبة زمنية كبيرة ومؤثرة في أذهان الشعب المصري، منها فيلا المهندس فيرديناند ديليسبس، صاحب فكرة قناة السويس، وهي فيلا صغيرة المساحة مبنية على الطراز الفرنسي، وتشبه في بنائها الكنائس الصغيرة من حيث البناء والزخارف والتصاميم، وبها مبنى ملحق مكون من ثلاث أدوار بناه مجموعة من المهندسين لتكون سكناُ للمهندس الشهير، وبعد تأميم القناة أصبحت الفيلا مغلقة وفي طي النسيان. الفيلا التي نالت شهرة واسعة كانت المنافسة مع البيت اليوناني الذي يعتبر الأجمل على الإطلاق، الذي يقع في شارع صفية زغلول، وهو عبارة عن بيت حجري بشبابيك حجرية من الناحية الجنوبية وشرفات خشبية، وبه ترسينات من الناحية الغربية، وله بواكى من أشهر بواكى بورسعيد محفور عليه أوجه الذين قاموا ببناء المنزل. وكان للفن نصيب في مباني بورسعيد على الطراز الإنجليزي واليوناني حيث شهدت المدينة أحد الأماكن القديمة التي اشتهرت بها وهو مبنى سينما "الأولدرادو"، والذي كانت بدايته مسرح يحمل اسم "تياترو الأولدرادو"، وفى يونيو 1896 تم تعديل ديكوراته وافتتح موسمه بمسرحيتي "ترافياتا "وتريفاتور"، ثم أُلحقت بيه سينما ذات إضاءة صاخبة وصالتها بها لوج ورسومات وزخرفة تزين الحوائط، وبها خمسون لوج مقسمة إلى قسمين، أما الصالة تحتوي على 400 كرسي وأوركسترا جميل وآلة للعرض السينمائي على أحدث مستوى، وظلت تعمل حتى إعلان بورسعيد منطقة حرة في الثمانينات.