تسود حالة من الغضب بين أهالي محافظة بورسعيد، بسبب إهمال المسئولين المناطق والأبنية الأثرية بالمحافظة، وذلك على خلفية نشوب النيران بأحد المنازل الأثرية بالمحافظة دون معرفة الأسباب، لنجد المناطق الأثرية في محافظة بورسعيد تعاني حالة من الإهمال والنسيان، وبات أغلب سكان المحافظة لا يعرفون شيئًا عن آثار مدينتهم، والتي تشمل العديد من الأبنية ذات الطراز المعماري الفرنسي والإيطالي واليوناني والإنجليزي، لكثرة عدد الجاليات الأجنبية التي كانت تعيش على أرضها" . حيث نشب حريق هائل مساء الأحد، داخل منزل مصنف كمبنى أثري من الدرجة الأولى بمعرفة لجنة الحفاظ على التراث، يقع في تقاطع شارع الجيش وصفية زغلول بدائرة حي الشرق، وعلى الفور انتقلت قوات الحماية المدنية وسيارات الإطفاء وتمكنت من إخماد النيران . ويعتبر هذا المنزل الأجمل على الإطلاق بين البيوت الأثرية بالمحافظة، ويسمى " البيت اليوناني"، وهو عبارة عن بيت حجري على الطراز الفرنسي بشرفات حجرية من الناحية الجنوبية، وشرفات خشبية – ترسينات – من الناحية الغربية، وله "بواكي" من أشهر "بواكي" بورسعيد عليها تماثيل بوجوه من قاموا ببنائه، ويقع في شارع صفية زغلول . وقال "سعيد العربي" من أهالي بورسعيد، إن هناك أيدي خفية هي السبب وراء هذا الحريق، تعمل لصالح مافيا الأراضي لكي يتم هدمها وبناء أبراج سكنية بالمنطقة بعد أن وصل سعر متر الأرض بها لمئات الآلاف من الجنيهات . وتساءلت "هند مصطفي" طالبة بجماعة بورسعيد، لماذا يوجد استهتار وإهمال ملحوظ بالأبنية الأثرية والمناطق العريقة بالمحافظة، لصالح من يتم كل هذا؟؟؟ فنصف سكان المحافظة لا يعرفون شيئًا عن آثار مدينتهم، والنصف الآخر لم يفكر قط في زيارتها . بينما صرح "محمد محمود" أحد أعضاء لجنة حماية التراث ببورسعيد، أن الواقعة تعد إحدى حلقات مسلسل مستمر لحريق العقارات ذات الطابع الأثري المميز، كي يتم هدمها وبناء أبراج سكنية، حيث تتركز المباني ذات الطابع الأثري في أماكن مميزة، وصل سعر متر الأرض بها لمئات الآلاف من الجنيهات . ويذكر أن بورسعيد تمتلك العديد من المباني والآثار المنتشرة بجميع أحياء المحافظة، من أهمها "المتحف الحربي" الذي أنشئ عام 1964 لتخليد ذكرى العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، والشاهد على بطولة الشعب البورسعيدي في الدفاع عن أرض الوطن، بجانب الكنائس القديمة ومبنى الكاتدرائية . بالإضافة إلى فيلا "فيرديناند ديليسبس"، وهى فيلا صغيرة المساحة مبنية على الطراز الفرنسي، وتشبه في بنائها الكنائس الصغيرة من حيث البناء والزخارف والتصاميم، ويلحق بها مبنى فرنسي التصميم مكون من ثلاث طوابق بناه مجموعة من الفرنسيين لتكون سكناُ لدليسبس، وبعد تأميم القناة أصبحت الفيلا مغلقة مهجورة "في طي النسيان" . كذلك توجد ببورسعيد العشرات من الأبنية الأثرية ذات الطراز المعماري الفرنسي والإيطالي واليوناني والإنجليزي، لكثرة عدد الجاليات الأجنبية التي كانت تعيش على أرضها"، بالإضافة إلى "فنار" بورسعيد الذي أنشئ عام 1869، ويعتبر أول منارة بنيت بالخرسانة المسلحة في العالم، وقد أشرف على بنائه المهندس الفرنسي الشهير "فرنسوا كونييه"، وكسيت أضلع المثمن الخارجية من ناحية الشمال باللون الأبيض والأسود بشكل تبادلي لأغراض الإرشاد النهاري . وما زالت معظم هذه المباني تلقى إهمالًا كبيرًا من قبل وزارة الآثار والمسئولين بالمحافظة، فمنها ما يسقط دون أدني اهتمام، ومنها ما يتم هدمه في غفلة من المحافظة، لصالح مافيا الآثار، فلابد من إلقاء الضوء على هذه المناطق والاهتمام من جديد بالأبنية، وإعادة تثقيف لأبنائنا، للتعرف على آثار مدينتهم .