حسام الحارونى وأمنية بكر وأحمد عبدالخالق وأحمد أبوالقاسم ورامى القناوى شعبة الجزارين: الدولة هى المسئول الأول عن الأزمة ونستورد الأعلاف بأسعار عالية ونقيب الجزارين: الحل فى زيادة الثروة الحيوانية.. و«سلامة»: كبار التجار الموزعين يقومون بإخفاء الماشية وعدم ضخها بالسوق بغرض رفع السعر على الجزارين شهدت السوق المحلية لبيع رءوس الماشية الحية ارتفاعًا كبيرًا خلال اليومين الماضيين، حيث سجلت زيادة تصل إلى 4 آلاف جنيه فى سعر الرأس الواحدة، وهو ما دعا الجزارين إلى مقاطعة التجار وإعلان العصيان وإغلاق المحال والدعوة لمقاطعة اللحوم حتى خفض أسعارها، مرة أخرى، فيما رفعت عدة محال فى القاهرة والجيرة لافتات «مغلق لحين استقرار الأسعار». القاهرة شهدت محافظة القاهرة لأول مرة مقاطعة من الجزارين لشراء العجول، وعدم ذبحها وبيعها، نظرا لارتفاع أسعارها من قبل التجار بعد عيد الأضحى، رغم أنه من الطبيعى انخفاض الأسعار بعد موسم الأضاحى، حيث سجل سعر رأس الماشية الواحد زيادة تصل إلى 4 آلاف جنيه، ما يعنى زيادة سعر كيلو اللحوم بمقدار 20 جنيها، ليتراوح بين 120 و130 جنيها فى بعض المناطق. وتفاعل بعض الجزارين من محافظة القاهرة كأول داعمين لشيخ الجزارين فى الجيزة، وكان أولهم المعلم مرزوق الجزار من حلوان الذى علق لافتات بإغلاق المحل ومقاطعة تجار المواشى لارتفاع سعرها، وهو ما اعتبره مرزوق استغلالا كبيرا من التجار ولا يصب فى مصلحة المواطن البسيط. وقال «مرزوق»، إنه أول من دعا إلى مقاطعة تجار الماشية فى محافظة القاهرة وأغلق المحل وعلق لافتات تدعو المواطنون إلى مقاطعة اللحوم الحمراء، كرد فعل على زيادة سعرها، وهو ما سيسبب زيادة سعر كيلو اللحمة عن سعرها الطبيعى والمتداول بين المواطنين ويؤثر على محدودى الدخل. من جانبه، قال محمد شرف، رئيس شعبة الجزارين بغرفة القاهرة التجارية، إن المقاطعة من الجزارين أنفسهم تعتبر من الأحداث غير المسبوقة، مرجعًا السبب لموجة الغلاء التى ضربت جميع أنحاء القاهرةوالجيزة، وأن تجار المواشى يرفعون الأسعار دون رقابة، وأن الجزارين يضطرون إلى رفع السعر لتعويض فارق الزيادة. وطالب «شرف» أعضاء الشعبة ومسئولى وزارتى الزراعة والتموين بضبط الأسواق بعقد اجتماع شهرى ثابت لإنهاء الأزمة بوضع آليات ثابتة لتحديد السعر العادل لكيلو اللحوم الحمراء البلدية، وقطع الطريق على مافيا زيادة الأسعار. وأوضح رئيس الشعبة أن زيادة سعر الأعلاف دفع مصر إلى استيراد أكثر من 75٪ من احتياجات السوق المحلية من الأعلاف، إضافة إلى زيادة تكلفة تربية الرءوس الحية البلدية التى تتضمن تكلفة النقل والعمالة، ما يصل بسعر الرأس الواحدة إلى 20 ألف جنيه. وأكد أن حملات المقاطعة لن تجدى فى شأن تحجيم ارتفاع الأسعار دون أن تنشئ الحكومة مصانع للعلف وإحياء مشروع البتلو وعدم ذبح الإناث، إضافة إلى خروج أكثر من ثلث الجزارين عن سيطرة الغرفة التجارية والسجلات الرسمية للدولة، ما يجعل السوق فى قبضة قلة تستغل انفلات أسعار مدخلات الإنتاج نفسها. أما يوسف الباسومى، نقيب الجزارين، فأكد أن هناك ارتفاعا كبيرا فى سعر اللحوم البلدية بنسبة 5 جنيهات كحد معتدل قبل أن تصل الزيادة خلال الأسبوع المقبل إلى 20 جنيها، بعد ارتفاع سعر رأس الماشية، أى ما سيزيد من هم المواطن، لأن الجزار عليه أن يرفع سعر كيلو اللحمة بما يتواكب مع ارتفاع سعر الماشية. الجيزة وسط الغلاء الذى تشهده اللحوم فى الفترة الماضية واستمرار ارتفاع الأسعار بشكل كبير، ومحاولات القوات المسلحة ووزارة التموين والتجارة الداخلية والمحافظة لمواجهة غلاء الأسعار وتوفير اللحوم للمواطن البسيط بأسعار مخفضة، قام عدد كبير من الجزارين على مستوى محافظتى القاهرةوالجيزة بإعلان العصيان على ارتفاع أسعار اللحوم المستمرة تحت شعارات «مش إحنا اللى بنزودها» و«مقاطعة للتجار لحين نزول الأسعار»، مؤكدين أن الاتهامات عادة ما تلاحق الجزارين بأنهم السبب الرئيسى فى رفع أسعار اللحوم، وذلك رغم أن الجزار ضحية مثل المواطن البسيط. وأكد الجزارون، أن الداعمين لمقاطعة شراء اللحوم من التجار موجودون بمناطق عديدة، لافتين إلى أن إطلاق الحملة بدأ من جزارى منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، وانضم إليهم العديد من الجزارين بالقاهرة وبولاق الدكرور بالجيزة، إلى أن وصل عدد المقاطعين لشراء اللحوم حتى الآن إلى 1000 جزار. وأوضح الجزارون، أنه عادة يتم شراء العجول من التجار بعد عيد الأضحى بأسعار أقل من المعتاد، إلا أنهم فوجئوا بزيادة الأسعار من 3 آلاف جنيه وحتى 4 الآف، لتصبح قيمة الرأس الواحدة بعد أن كان ب17 ألف جنيه إلى 21 ألف جنيه. وطالب الجزارون المنضمون إلى الحملة بإغلاق المجازر الرسمية لمدة شهرين، وعمل إضراب شامل، ومنع شراء رءوس الماشية حتى يتم بيعها بسعرها الطبيعى، ليتمكن الجزار من البيع بالسعر الطبيعى الذى يصل إلى يد المواطن بأقل التكاليف. وأوضح الجزار محمد شاكر، أن جزارى منطقة فيصل يسعون لهذه المبادرة منذ عامين، إلا أنه دائمًا ما نجد هجوما من قبل المواطن، لأنه يعتقد أن الجزار هو المسئول الأول الأخير عن ارتفاع الأسعار. من جانبه، أكد طارق سلامة، شيخ الجزارين بمحافظة الجيزة، وصاحب أول محل جزارة بفيصل يقاطع بيع اللحوم، أن قرار اتخاذ خطوة الإضراب عن البيع نظرًا لعملية احتكار اللحوم واستغلال الموزعين وجشعهم، موضحًا أن كبار التجار الموزعين يقومون بإخفاء الماشية وعدم ضخها بالسوق بغرض رفع السعر على الجزارين. فيما قال أبوإسلام أحد أصحاب محلات الجزارة بفيصل المشاركة فى حملة المقاطعة ، أن أسعار اللحوم فى الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعًا كبيرًا، ووصل سعر الكيلو إلى 110 جنيهات بمحال الجزارة، و130 جنيها بالمراكز التجارية الكبرى، لافتًا إلى أن ذلك الارتفاع كان دافعًا أساسيا لهذه الخطوة، وطالب الحكومة بتشديد الرقابة على الأسواق، مشيرًا إلى وجود حلول كثيرة لدى الجزارين تهدف إلى إنهاء الأزمة. ولقت أن بهذه السياسة سيتم غلاء الأسعار بشكل أكبر، وأيضًا سيصل كيلو اللحمة إلى 200 جنيه، وهو ما سيسبب أزمة للمواطن والجزار أيضًا. كفر الشيخ حالة من التباين انتابت بعض جزارى كفر الشيخ، الذين أدلوا بدلوهم فى قرار الجزارين بالقاهرة الكبرى فى مقاطعة تجار وكبار مربى الماشية، بسبب الارتفاع الجنونى فى أسعار رءوس الماشية. وقال محمد مهران، جزار، أعمل فى المهنة أبًا عن جد، ولكن لم أشهد حالة من الغلاء فى أسعار رءوس الماشية كما يحدث الآن، حيث إن مواسم الغلاء معروفة لنا وهو فى الأعياد والمناسبات الدينية الكبيرة وفترة الصيف التى تكثر فيها الأفراح، وكانت الزيادة بنسب صغيرة، ولكن الآن أصبحت الزيادات مبالغا فيها، وإذا أردت أن تشترى «بهيمة» سليمة وخالية من العيوب وصغيرة السن، فمن الممكن أن يقف ثمن كيلو اللحم المذبوح فيها بالإضافة لثمن الجلد والسقط والكبدة والرأس ل90 جنيها، فكيف وبكم ستبيعها للمواطن بعد ذلك، ولذا فأنا أؤيد مقاطعة مربى وتجار الماشية الذين يغالون فى الأسعار حتى وصل سعر الرأس ما بين 18 و25 ألف جنيه. ويضيف على أغا «جزار»: «إحنا حاليًا بنبيع اللحمة ب95 جنيها، وفيه ناس بتبيع ب100 جنيه، ولكن اقتصر الذبح على 2 رأس ماشية فى الأسبوع بعدما كنا نذبح 5 رءوس أسبوعيا، ولنا زبائن دائمًا». وتابع: «قللنا الكميات بسبب تقليل الزبائن للكميات التى يشترونها، فبعدما كان ناس بتاخد ب4 و5 كيلو لحمة اقتصروا على 2 كيلو، بسبب غلاء الأسعار»، مضيفًا: «بس أنا برده مقدرش أقاطع التجار علشان ماخسرش زباينى حتى لو اضطررت أن يكون هامش الربح محدودا للغاية ويلم مصاريف الذبيحة ورواتب الصبيان اللى معى لغاية مانشوف الوضع هيرسى عليه». الدقهلية فى الدقهلية، وصلت أزمة ارتفاع أسعار العجول الحية إلى محافظة الدقهلية، ما انعكس لدى البعض إلى رفع أسعار اللحوم، فيما اكتفى آخرون بالتوقف عن شراء العجول ومقاطعة البيع، حيث إن رفع الأسعار لن يجدى فى مقابل منافذ بيع اللحوم المخفضة التى انتشرت فى عدد كبير من مراكز المحافظة بسعر 55 جنيها للكيلو، مطالبين بحل قاطع لارتفاع أسعار العجول الحية. ومن ناحيته، أكد عبدالحميد الكور، جزار فى مدينة نبروة، أنهم يعانون أشد المعاناة من ارتفاع أسعار العجول الحية، ما يتسبب بخسارة كبيرة لهم واتهام المواطنين بأنهم وراء ذلك الارتفاع. وأشار الكور إلى أن أسعار اللحوم أصبحت مثل الدولار بالسوق السوداء تزيد يوما عن التالى، ولا نستطيع وقف نزيف ارتفاع الأسعار، نظرا لأن أصحاب المواشى والمزارع يقومون بزيادتها يوما تلو الآخر بدعوى ارتفاع سعر العلف. وطالب الكور بضرورة تدخل الدولة والمساهمة بشكل فعال فى وقف تلك المهزلة، خاصة أنهم جزارون يقومون بالشراء بأسعار مرتفعة، مما يضطرهم إلى البيع بأسعار تلائم ما قاموا بشرائه خصوصا أنهم يتكبدون خسائر كبيرة ومضطرون لزيادة السعر. وأضاف السيد محمود، جزار من مركز المنصورة، أنهم اضطروا إلى التوقف عن الذبح لحين إيجاد حل، حيث إنهم لو اشتروا العجول بأسعار عالية وقاموا بالذبح سيضطرون إلى بيعها بسعر مرتفع، مما سيؤدى إلى عزوف المواطنين عن الشراء، وتكبدهم خسائر فادحه، حيث إن هناك بدائل حالية لدى المواطنين، وهى منافذ بيع اللحوم المخفضة، مطالبا الدولة بدعمهم أيضا، لأن هذه مهنتهم الوحيدة.