ارتفاع كبير فى أسعار اللحوم الحمراء وصل إلى 75 جنيهاً فى المناطق الشعبية، وتعدى 90 جنيهاً فى المناطق الراقية، استدعى الحاجة عليا عيسوى، ربة منزل، إلى تذكر موقف الرئيس الراحل أنور السادات، عندما ارتفعت أسعار اللحوم فى عهده، فأصدر قراراً بوقف ذبح الماشية لإجبار التجار على خفض الأسعار والتهديد بإغلاق أى محل جزارة يبيع بأسعار مرتفعة، ضربت «عليا» كفاً بكف وهى تتذكر الجزار الذى كان بجانب منزلها فى دار السلام: «لقيت الجزار اللى بشترى منه بيقولى شوفى المنشور، اللحمة مش هتغلى تانى، اللى هيغلى اللحمة هيتقفل محله، روحت بعدها اشتريت بعد ما كنت مقاطعة». الزمن يعيد نفسه، ولكن من جانب واحد، فأسعار اللحوم ارتفعت ووصلت إلى حد يصعب معه دخول «اللحمة» بيوت البسطاء ومحدودى الدخل، دون رد فعل من جانب الحكومة، وهو ما دفع حملة «كلنا جعانين»، إلى مطالبة المواطنين بمقاطعة اللحوم لمدة أسبوع لمواجهة الارتفاع الكبير فى أسعارها، ولحث الحكومة على التدخل. وطالب ياسر التركى، مدير مركز الحياة لحقوق الإنسان ومنسق حملة «كلنا جعانين»، ربات البيوت بتربية الدواجن والأرانب للضغط على الجزارين الجشعين الذين رفعوا سعر كيلو اللحم إلى 75 جنيهاً فى ظل غياب الرقابة الحكومية. وأكد «التركى» أن قرار مقاطعة اللحوم سبق أن اتخذه الرئيس السادات عام 1980 فى إطار خطة تستهدف مواجهة الارتفاع الجشع فى أسعار اللحوم ودعا الرئيس الشعب إلى عدم الاندفاع إلى شراء الدواجن والأسماك للمساعدة فى إنجاح الخطة. «أنا عارف إن اللحمة غليت 10 و15 جنيه، لكن ده مش بإيد الجزارين والله»، قالها أحمد ماهر الزينى، جزار، مؤكداً أن ارتفاع أسعار اللحمة سببه الفلاحين وتجار المواشى بسبب ارتفاع أسعار العلف، وقرار منع ذبح اللحم البتلو، وأغلب الجزارين يعتمدون على اللحم البتلو: «ياريت اللحمة ترخص عشان نبيع، كنت ببيع 3 عجول فى اليوم، دلوقت ببيع عجل واحد، الجزارين نفسهم اللحمة تبقى ب10 جنيه كمان عشان البيع يزيد». «المقاطعة ليست حلاً، والناس كده كده مقاطعة طبيعى»، قالها محمود العسقلانى، مؤسس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، مؤكداً أنه يجب أن تعيد الحكومة النظر فى هذه المشكلة، لأن السبب الرئيسى فى ندرة اللحوم وارتفاع أسعارها هو وقف استيراد اللحوم من أستراليا والسودان وإثيوبيا، منذ عهد الإخوان بسبب سياسة حكومتهم الخاطئة فى ذلك الوقت.