رجال الأعمال أعلنوا ترحيبهم بها:

"المجالس الجغرافية".. هل تنجح فيما فشلت فيه المجالس التاريخية؟

أعلن المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة الخارجية والصناعة عن اعتزام الحكومة إنشاء مجالس "جغرافية" تهدف إلي تنشيط الصادرات إلي الأسواق العربية والأوروبية والأمريكية والآسيوية والإفريقية موضحاً أن هذه المجالس ستكون امتداداً للمجالس السلعية وتضم الكفاءات التي لها خبرات واسعة مع الأسواق المستهدفة.
رجال الأعمال رحبوا بإنشاء المجالس الجغرافية وأي كيانات جديدة يكون هدفها دعم التصدير إلا أنهم في نفس الوقت طالبوا بأن يكون لهذه المجالس دور جديد ومهام محددة حتي لا تكون تكراراً لمجالس وكيانات أخري ومن ثم لا يتحقق الهدف المنوط بها.
وفي السطور التالية يعرض عدد من رجال الأعمال لفكرة المجالس الجغرافية باعتبارها إحدي الآليات التي تسعي الحكومة من خلالها إلي تعظيم الصادرات ويقومون باستعراض الفكرة وإبراز جوانبها الإيجابية وكذلك أوجه القصور حتي يمكن تلافيها.
ويؤكد رجال الأعمال أن المجالس الجغرافية لن تكون ذات جدوي إلا إذا ضمت الخبرات والكفاءات والعناصر التي نجحت عن طريق خططها وبرامجها الإنتاجية والتسويقية في غزو الأسواق والنفاذ بمنتجاتها إلي العالم موضحين أن عدم وجود دور محدود للمجالس الجديدة سيؤدي إلي إضعاف الاستفادة منها.
ويطرح رجال الأعمال عدداً من الأفكار بشأن امكانية تطوير المجالس السلعية خاصة أنها تهدف إلي زيادة صادراتنا في عدد من القطاعات الإنتاجية الواعدة وكذلك رؤاهم وان يكون مجموعة من رجال الأعمال والمصدرين مؤهلين للتعامل مع سوق كبير مثل إفريقيا أو دول الاتحاد الأوروبي.
ويري رجال الأعمال أن استغراق المجالس الجغرافية في المشكلات الداخلية سيحد من فعالياتها في فتح الأسواق وتنميتها مطالبين في نفس الوقت بازالة معوقات الإنتاج وحل جميع مشكلاته لدعم التصدير باعتبار أن الإنتاج الجيد بسعر منافس هو الخطوة الأساسية للتصدير والتي لا يمكن الاستغناء عنها مهما تطورت قدراتنا الإنتاجية والتسويقية.
مد الجسور
في البداية يقول المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة الخارجية والصناعة إن المجالس الجغرافية تعد امتداداً للمجالس السلعية حيث تعني الأخيرة بدراسة مشكلات التصدير ووضع الخطط والأهداف التصديرية للقطاعات السلعية الواعدة فيما تركز المجالس الجغرافية علي مد جسور التعاون التجاري والاقتصادي مع الأسواق المختلفة في جميع مناطق العالم.،
ويوضح أن المجالس الجغرافية تشمل الدول العربية وأمريكا وآسيا وإفريقيا وأوروبا وتضم في عضويتها العناصر الفاعلة التي لها علاقات واتصالات وعمل حقيقي مع أسواق هذه المناطق وبما يكفل تحقيق أقصي استفادة من عمل هذه المجالس مشيراً إلي ضرورة أن تختلف المجالس الجغرافية عن غيرها من منظمات الأعمال مثل الغرف المشتركة ومجالس الأعمال خاصة أن هذه الكيانات قد تضم في عضويتها أعضاء ليسوا من المتعاملين مع أسواق هذه الدول ومن ثم فإن وجودهم في المجالس الجغرافية يكون غير مجد.
قنوات الاتصال
ويشير المهندس رشيد محمد رشيد إلي أن دور المجالس الجغرافية الأساسي سيكون التعامل مع مجتمعات الأعمال في الأسواق المستهدفة وبالتالي فإن نشاطها الأساسي هو دعم العلاقات المباشرة مع المستوردين في الخارج والعمل علي تذليل المشكلات التي تعوق دون نفاذ منتجاتنا للأسواق الخارجية وتعميق العلاقات وايجاد قنوات الاتصال مع رجال الأعمال في هذه الدول واقناعهم بجودة منتجاتنا وقدرتها علي تلبية احتياجات هذه الأسواق موضحاً أهمية اختيار عناصر تضم جميع التخصصات الإنتاجية عند تشكيل المجالس الجغرافية وأن يكون لها رؤاها وبرامجها التي يمكن ترجمتها إلي أهداف تصديرية.
ويوضح وزير التجارة الخارجية والصناعة أنه في إطار تشكيل المجالس الجغرافية سيتم تطوير مجلس الأعمال المصري الأمريكي بحيث يمثل الشركات والقطاعات المهتمة بالسوق الأمريكي والقطاعات والشركات المصدرة ولها علاقات مع المؤسسات الأمريكية الفاعلة وبما يضمن تنشيط للعلاقات الاقتصادية والتجارية مع السوق الأمريكي خاصة بعد توقيع اتفاق التجارة الحرة بين مصر والولايات المتحدة حيث نسعي حالياً إلي بدء مفاوضات التجارة الحرة مع الجانب الأمريكي مشيراً إلي أن المجالس الجغرافية لابد وأن تشكل إضافة حقيقية كما أن عملها يختلف عن الكيانات الأخري ومنظمات الأعمال مثل اتحاد الغرف التجارية والصناعات المصرية وجمعيات المستثمرين بالمدن الجديدة وغيرها من منظمات الأعمال.