شهدت الأيام القليلة الماضية تحركات لكبري الشركات الفرنسية سواء علي مستوي الحكومة أو مجتمع البيزنس المصري، وبصفة خاصة علي ما يتعلق بقطاع الخدمات في محاولة للتوسع في الاستثمارات الفرنسية الحالية في بعض القطاعات أو التوصل إلي مشروعات وشراكات جديدة بين رأس المال المصري والفرنسي. "الأسبوعي" رصد تحركات الشركات الفرنسية، وحاول استطلاع رأي عدد من مسئوليها وممثليها حول اتجاه الشركات الفرنسية برعاية رابطة الشركات الفرنسية الدولية الي السوق المصري، وخاصة نحو قطاع الخدمات الذي يتميز الاستثمار فيه بأنه طويل الأجل ويصب في المصلحة المصرية سواء من حيث التدفقات الاستثمارية أو فرص العمالة ومستويات التدريب التي يقدمها، وكانت هذه هي الحصيلة. من جانبه يلفت "باتريك لوكا" رئيس لجنة مصر في رابطة الشركات الفرنسية الدولية "MEDEF" ومدير عام شركة "جراسفوا" إلي أن الرابطة تضم 750 الف شركة وتعمل مع جمعية رجال الأعمال المصرية وجمعية رجال الأعمال المصرية الفرنسية مؤكدا ان المناخ السياسي والديمقراطي وخطوات الإصلاح التي تخطوها مصر من شأنها جذب المستثمرين الفرنسيين اليها، مشيرا الي ان الشركات الراغبة في الاستثمار بمصر تصل الي 125 شركة تغطي قطاعات متنوعة مثل السياحة والبيئة والمياه والصحة والصناعة والتوزيع، ويوضح في ذلك الاطار وجود 12 شركة فرنسية تستثمر أموالها في مصر وهي شركات قوية ولها رؤوس أموال كبيرة ويأتي علي رأسها شركتا الكتيل ويافاج، وتهدف زيادة الوفد الفرنسي إلي الترويج للشركات الفرنسية ووضع مصر علي قائمة أولويات الاستثمار الفرنسي. وفيما أثني لوكا علي الحكومة المصرية الجديدة أوضح أنها تعمل علي تشجيع الاستثمارات الخارجية التي تفيد مصلحة البلاد خاصة مع حاجة مصر الي جذب المستثمرين في قطاع الخدمات والحاجة إلي نقل التكنولوجيا ويدعم من تلك الجهود أنها سوق يضم 72 مليون نسمة والبيئة الاستثمارية الذاتية بالاضافة الي وجود الكثير من الخبرات المصرية في العمالة وهو ما يوفر عنصر الجذب للشركات الفرنسية وهو الأمر الذي يميز مصر عن بقية دول المنطق ة. الخدمات.. مجال واعد أما "نيكولاس بارادايس" رئيس شركة "فيوليا" للبيئة ورئيس مجموعة الهواء السائل بمصر فيوضح أن الشركة تقوم بتقديم الخدمات الصحية والطبية وخاصة في مجال انتاج الاكسجين كما أنها تمتلك اكبر المصانع لانتاج الكربون في منطقة الشرق الأوسط كما تعمل في مجال البيئة ولنا أربعة اتجاهات في هذا المجال هي المياه والمواد الصلبة والنقل العام والطاقة، حيث نركز علي الطاقة الثانوية التي نحصل عليها من أية محطة تكرير للبترول وتوظيفها في العديد من الاستخدامات. أما في مجال النظافة فشركة "أونيكس" علي سبيل المثال تعني بموضوع النظافة في مدينة الاسكندرية، ولقد عملنا في ذلك علي مدي 3 سنوات وأنفقنا 45 مليون يورو وقامت الشركة بتدريب الكوادر المصرية وتخطط الشركة الآن في عمل منظومة متكاملة للتخلص من النفايات الطبية وفضلات المستشفيات باعتبارها أكبر ملوث للبيئة، كما نعني أيضا بمسألة المياه وتنقيتها وكذلك تنفيذ وصيانة خطوط ومرشحات المياه للمنازل، وأكد أنه بالتعاون مع الحكومة المصرية سوف يتم الوصول الي نتائج فعالة في هذا القطاع. وفيما يتعلق بشركة "ديجريمونت" يوضح نيكولاس بارادايس يقول ترجع نشاطات شركات فرنسية مثل شركتنا الي عام 1948 حيث قامت بانشاء محطات تنقية المياه مثل العبور ، 6 أكتبور ودمياط و15 مايو، وتقوم بانتاج 75% من المياه في القاهرة بحجم يبلغ 3 ملايين متر مكعب من المياه وقد انتهينا من إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف بالجبل الأصفر التي تعد الأكبر في العالم، وتستثمر نحو 4 مليارات يورو لإدارة المياه الصالحة للشرب بحيث تصل الي المستهلك بأقل تكلفة ممكنة كما تم في مجال إدارة المخلفات تشغيل 4 آلاف من المصريين يعملون معنا بخلاف انشاء معهد للتدريب في هذا المجال.