في قائمة "فورتشن" لأقوي 50 سيدة أعمال خارج الولاياتالمتحدة هذا العام ظواهر تستحق أن نتوقف أمامها - فهذه القائمة التي تصدر للمرة الرابعة تضم سيدات أعمال من مختلف القارات وتأتي علي رأسها هذا العام الفرنسية انية لوفيرجيون التي تدير شركة أريفا للطاقة النووية.. وكانت مارجوري سكاردينو مدير عام شركة بيرسون قد اعتادت أن تتصدر هذه القائمة منذ صدورها لأول مرة عام 2001 ولكن لوفيرجيون تقدمت من المركز الثالث عام 2003 لتحتل المركز الأول بدلا منها هذا العام ربما لأنها تقود أكبر شركة للطاقة النووية في العالم ولأنها أيضا حققت أكبر نسبة زيادة في الارباح (62%) في العام الماضي الذي تستخدم بياناته في القياس والمعايرة. وفي حين تراجعت السيدة سكاردينو - 57 عاما - إلي المركز الثالث فإن الصينية اكس كيهوا - 61 عاما - رئيسة مجلس إدارة مجموعة صناعة الصلب باوستيل في شنغهاي تقدمت من المركز السادس عشر لتحتل المركز الثاني وتعد كيهوا السيدة الوحيدة التي ترأس شركة ضمن مجموعة شركات فورتشن 500 العالمية خارج الولاياتالمتحدة.. والأهم من ذلك أن السيدات الثلاث حققن نجاحات في صناعات كانت قياداتها في الماضي مقصورة علي الرجال أضف إلي ذلك أن كلاً من لوفيرجيون وكيهوا تسعي إلي خصخصة الشركة التي تقودها. وفي قائمة هذا العام أيضا توجد 12 وافدة جديدة لم تكن مسجلة في القوائم السابقة ومن بينهن اثنتان صينيتان ليصبح إجمالي عدد الصينيات 4 سيدات وهذا دليل علي نمو أهمية الصين في الاقتصاد العالمي والمكانة التي تحظي بها بها المرأة الصينية في بلادها ومن الوافدات الجديدات أيضا جولير سابانكي (رقم 20 في القائمة) وهي رئيس ومدير عام شركة سابانكي هولدينج ثاني أكبر شركة عائلية متعددة الأنشطة في تركيا أما من جنوب أفريقيا فجاءت ماريا راموس الرئيس التنفيذي لشركة ترانزنت للمواصلات. وتتضمن قائمة هذا العام 26 سيدة يشغلن إما منصب رئيس مجلس الادارة أو منصب الرئيس، أو منصب المدير العام لكل واحدة في شركتها بزيادة سيدتين عن العام الماضي في هذه المناصب الكبري وقد خرجت من القائمة هذا العام سيدات كن مرموقات في قائمة العام الماضي، وفي مقدمتهن الكندية بيليندا استروناتش التي كانت تحتل المركز الثاني في قائمة عام 2003 وذلك بعد أن تخلت عن منصبها كرئيس تنفيذي لشركة ماجنا انترناشيونال لصنع مكونات السيارات لكي تدخل الحياة السياسية الكندية.. وقد خرجت من قائمة "فورتشن" لأقوي 50 سيدة أعمال ولأول مرة سيدات كن يعملن في شركات أمريكية كرؤساء لعمليات هذه الشركات خارج الولاياتالمتحدة مثل ماري مينيك رئيسة عمليات كوكا كولا في الخارج وكلير بابرويسكي رئيس عمليات مكدونالدز في الخارج أيضا. ومن الظواهر المثيرة في قائمة هذا العام تزايد عدد السيدات الأمريكية اللائي يرأسن شركات غير أمريكية أو يعملون في إدارتها العليا فهناك 4 سيدات من الخمس عشرة سيدة الأوائل في القائمة يحملن الجنسية الأمريكية ومنهن السيدة مارجوري سكاردينو السابق الاشارة إليها وكذلك نانسي مكينستري التي تحتل المركز الرابع وتدير شركة وولترز كلبوير وهي شركة نشر هولندية وكذلك روز ماري برافو الرئيس التنفيذي لشركة الازياء البريطانية بوربيري. وتقول مجلة "فورتشن" إن هناك أسبابا متنوعة لزحف النساء الأمريكيات علي قائمة "فورتشن" لأقوي 50 سيدة أعمال خارج الولاياتالمتحدة منها الذكاء والتعليم الأفضل والخبرة الأعمق والطموح الأقوي ولكن الأهم من ذلك هو أن السيدات الأمريكيات في العادة قد صعدن سلم الوظائف من أوله حتي مستوي الادارة العليا ولم يهبطن بالباراشوت علي مواقع القيادة.. وهذا واضح حتي في مجتمع الأعمال الأمريكي داخل الولاياتالمتحدة.. فسيدات الأعمال الأمريكيات يشغلن 6.13% من عدد أعضاء مجالس إدارات الشركات مقابل 2.8% في استراليا ونحو 8% فقط في ألمانيا وأقل من 5% في فرنسا وفي أعلي سلم الادارة العليا تعد النساء الأمريكيات متقدمات عن نساء أي بلد آخر.. أضف إلي ذلك أن عدد النساء الأمريكيات المتدربات علي إدارة أعمال الشركات أكبر من عددهن في أي بلد آخر وذلك لأسباب ثقافية واقتصادية في آن واحد.. فالمرأة الأوروبية التي تتزوج من رجل عامل يحظي هو واسرته بالتأمين الصحي والمعاش المضمون والتعليم المجاني أو شبه المجاني لا تحتاج إلي أن تعمل لكي تساعد في اعالة الاسرة وذلك علي عكس ما يحدث في الولاياتالمتحدة حيث لا تشمل هذه الضمانات الاجتماعية سوي عدد محدود من الأسر الأمريكية.