أكد بنك جولدمان ساكس في دراسة أعدها مؤخرا، أنه ليس منطقياً أن تشوب المستثمرون في أسواق الأوراق المالية حالة من الفزع، بسبب أزمة الديون في منطقة اليورو، ولاسيما في اليونان، وبرر البنك ذلك، لأن هناك بلداناً أخري تعد محركة للنمو الاقتصادي، موضحاً أنه من المؤكد أن توفر بلدان الأسواق الناشئة مثل الصين وليس دول أوروبية عوامل النمو الاقتصادي الرئيسية خلال الأعوام المقبلة. وأشارت الدراسة التي أعدها البنك إلي أن حجم الصين أكبر من حجم اليونان 14 مرة، فضلاً عن أن الصين مازالت تسير علي طريق النمو الثابت والمستدام في الفترة الراهنة، وفقاً لما نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، والتي انتقدت التفاؤل الشديد من قبل جولد مان ساكس، وذلك بسبب التراجع الذي شهدته سوق الأسهم الصينية بنسبة تقدر بنحو 20% خلال الشهر الماضي، بسبب الجهود التي قامت بها الحكومة الصينية لتهدئة السوق العقارية، وكذا تراجع الطلب الأوروبي علي صادراتها نتيجة للأحداث التي تشهدها منطقة اليورو. يقول كريم عبدالعزيز مدير صناديق الأسهم بشركة الأهلي لإدارة صناديق الاستثمار إن أداء الأسواق الناشئة يفوق علي مثيله في الأسواق المتقدمة منذ بداية الأزمة العالمية، لأن الأسواق المتقدمة شهدت وقوع الأزمة فيها، وهي التي عايشتها، مما كان له أبلغ الأثر عليها، كما أن الصين وهي أكبر الأسواق الناشئة من المتوقع أن تحرص بشدة علي بقاء النمو الاقتصادي أعلي من 8%، وكذلك الهند ثاني أكبر الأسواق الناشئة، متوقع أيضا أن تشهد معدلات نمو اقتصادي مرتفعة خلال العام الجاري، وأيضا البرازيل ثالث أكبر الأسواق الناشئة يمكن أن تقود أسواق أمريكا اللاتينية لتحقيق معدلات نمو مرتفعة. ويري الدكتور أحمد جلال خبير أسواق المال أن الأسواق الناشئة تتمتع بالمرونة في الأداء كما أثبتت ذلك الأزمة المالية العالمية الأخيرة، مضيفاً أن هذه المرونة قد تدفع حكومات الدول الناشئة إلي تغيير سياساتها الاقتصادية بشكل أكثر دقة، خاصة في ظل قوة الطلب المحلي وتعافي القطاع المالي، بالإضافة إلي أن الأسواق الناشئة لم تعد تحتاج إلي إنفاق حكومي كبير مثلما كان يحدث من قبل لدعم الاقتصاد، وإن كانت توجد حكومات كثيرة لا تزال في مراحل طلب الإنفاق الحكومي الكبير، كما يحسب للبلدان الناشئة دورها الكبير في مساعدة الاقتصاد العالمي لتخطي مرحلة كبري علي طريق النمو المستدام، من خلال اتجاه العديد من المستثمرين الأجانب إليها خلال الفترة الماضية.