أسهمها في أسواق المال، وكذا أسهم التعدين، لأن خام الحديد هو العنصر الأساسي في صناعة الفولاذ الذي يمثل نحو 95% من الاستهلاك العالمي للمعادن، وهذا يعني أنه ستكون هناك زيادة في أسعار كل شيء تقريبا. وقامت بعض الشركات العالمية في الوقت الحالي برفع الأسعار، من أجل تحميل الزيادة في التكاليف علي المستهلكين، خاصة بعد المشكلات التي وقعت بين كبريات الشركات العالمية في صناعة الحديد منها شركة بي اتش بي بيلتون، وشركات الفولاذ الآسيوية الصينية والأمريكية، ووصلت المفاوضات بينهما إلي طريق مسدود بشأن المحادثات التي كانت مقررة لتحديد الأسعار السنوية، الأمر الذي دفع شركات صناعة الفولاذ الآسيوية إلي رفع أسعارها هي الأخري، والتي كانت تدفع نحو 60 دولاراً للطن بموجب العقود السنوية عن الفترة في 2009 ،2010 إلا أنها تتوقع أن تدفع في الفترة بين ابريل الحالي، وحتي يونية المقبل ليتراوح بين 110 إلي 120 دولاراً للطن. وصعد مؤشر فاينانشيال تايمز العام لأسهم التعدين بمعدل 6.4% الأسبوع المنقضي، بسبب الأنباء المتعلقة بأسعار الحديد الخام، فضلا عن تدفق الأنباء الايجابية الخاصة بالتصنيع العالمي يوم الخميس الماضي، مما دعمت وجهة نظر الكثير من المستثمرين، بأن التعافي في تلك الأسهم سيكون سريعا، إلا أن هناك تساؤلات بشأن أن يصبح ذلك القطاع مقيما بأعلي من قيمته الحقيقية، حيث تضاعفت أسعار أسهم التعدين ثلاث مرات منذ هبوطها إلي أدني مستوياتها في ديسمبر من العام قبل الماضي. وتجاوز سهم شركة ريو تنتو حاجز ال 40 جنيها استرليني الخميس الماضي، بعد أن لامس القاع عند 66.8 جنيه استرليني في الخامس من ديسمبر ،2008 ولازال سعره الحالي أقل من سعر الذروة الذي سجل نحو 58 جنيها استرليني في مايو من نفس العام، وبالنسبة لسهم بي اتش بي بيلتون سعره الحالي 23 جنيها استرلينيا، وهو أعلي من ذروته التي وصلت إلي نحو 96.21 جنيه استرلينيا في صيف العام قبل المنقضي، أما سهم اكستراتا تراجع إلي أقل من ثلاث جنيهات في أوائل مارس من العام الماضي، ويبلغ سعره في الوقت الراهن نحو 13 جنيها استرلينيا. وتمكنت شركات التعدين من فرض الاسعار السالفة الذكر، بسبب النمو في الطلب من جانب الصين، ومنذ 10 سنوات، شكلت الصين نحو 16% من سوق خام الحديد المنقول في البحر بحمولة تبلغ نحو 450 طنا، ولكنه تضاعف حجم السوق خلال العام الماضي ،2009 وقفزت حصة الصين لتسجل نحو 70% تقريبا، حيث استمر الاقتصاد الصيني في نموه القوي بسبب الانفاق علي البنية التحتية التي تستهلك كثيرا من المعادن، وبالتالي السلع. وتوضح الصحيفة أن كل المؤشرات تشير إلي أن شركات التعدين تتجه نحو تحقيق أرباح وبقوة، ووفقا لتقديرات شركة بي اتش بي بيلتون العالمية والتي تعمل في مجال التعدين، قالت إن كل دولار زيادة في أسعار الحديد الخام يزيد أرباحها الصافية 80 مليون دولار، وأن كل دولار زيادة في أسعار فحم الكوك يزيد أرباحها الصافية 25 مليون دولار، ولكنه من الصعب وضع تقديرات أرباح مستقبلية، لأن أسعار الحديد لم يعد بالإماكن التفاوض عليها علي أساس سنوي، مثلما كان عليه الحال خلال السنوات الماضية، ويتم تحديدها الآن علي أساس ربعي، استنادا إلي مستويات الأسعار الفورية في الأسواق. وكما ذكرنا أن سعر الطن سيتراوح بين 110 120 دولارا في الربع الواقع بين ابريل وحتي يونيو، مقابل 60 دولار للطن وفقا لما حددته عقود عام 2009 ،2010 ومن ثم إذا بقي سعر الفترة من ابريل الحالي إل4ي يونيو القادم علي حاله لمدة سنة كاملة، فإن أرباح شركة بي اتش بي بيلتون ستقفز بشكل اضح لتصل إلي نحو 8.4 مليار دولار.