حادث مؤسف راحت ضحيته أم مصرية في إحدي المدن الألمانية ناتج عن تعصب شخصي من أحد الأفراد الألمان.. تعصب يصل إلي حد الخلل العقلي والهوس. في قاعة محكمة طعن الشاب الألماني الأم المصرية أمام الحضور وقتلها وأصيب زوجها أثناء محاولات الدفاع عنها. الحكومة المصرية اهتمت بالموضوع كذلك الحكومة الألمانية وأحاطا الموضوع بقدر كبير من الرعاية حتي يشعر جميع المواطنين سواء في ألمانيا أو في مصر بأن هذا النوع من السلوك مرفوض رسميا، كذلك ينبغي أن يكون مرفوضا شعبيا. الشحن السلبي للناس عن طريق بعض وسائل الاتصال الحديثة يضع الأقليات في بعض الدول في مأزق وخاصة حين يتحول الملبس أو بعض السلوك ذي الطابع الديني إلي مادة تتبادلها الألسن وتتكون وجهات نظر منحرفة بشأنها مثل وصم كل من ترتدي زيا فيه غطاء للرأس علي الطريقة الإسلامية بأنها إرهابية. ليس صحيحا أن للزي أو السلوك الشخصي المحافظ علاقة بالإرهاب أو بالأفكار المتطرفة ولكن جري نوع من الربط المتعمد من بعض الجماعات ودعاتهم بين هذا النمط وبين السلوك الإرهابي الذي تمارسه بعض الجماعات وأصبح علما عليها. الحياة الاجتماعية ينبغي أن يحاول أطرافها في المجتمعات المختلطة التوافق وتجنب فرض الآراء والمعتقدات علي الآخرين أو وصفهم بالجهل أو الكفر لأنهم مختلفون في العقيدة. نلاحظ أنه في كثير منا لدول الأوروبية تظهر بين الحين والآخر دعوات عنصرية معادية للمهاجرين أو الأجانب وتوجه ناحية المسلمين من هؤلاء أكثر من غيرهم، يعني تعصب عنصري وديني في آن واحد. ليس من المناسب أو المقبول أن نلقي الكرة في ملعب الآخر ونقول إنه متعصب وعنصري ضد الأجانب والمسلمين بالتحديد، بل المفروض أن يحاول كل طرف من ناحيته تجنب الاستفزاز واستدعاء المشاكل في التعامل مع الآخر. إن المبالغة في بعض أنماط السلوك الذي تنفرد به طائفة معينة من سكان مجتمع ما يشجع علي نمو سلوك عدائي ضدها. كما أن محاولات نقل بعض العادات والتقاليد في الدول الأصلية للمهاجرين إلي بلاد مختلفة تجعل من المهاجرين مادة جيدة للتندر ثم العداء ثم الاشتباك. النظرة العنصرية لغير الأوروبيين بالأصل وليس بالتجنس قائمة ولن تختفي رغم محاولات أوروبية لوأد الأفكار العنصرية وعدم السماح لها بالسيطرة السياسية علي مقاليد الأمور في أي دولة أوروبية وإلا سيتحول الأمر إلي مأساة. ولن تنجح تلك المحاولات إلا بتعاون الجاليات وعدم الافراط في استفزاز العنصرية الكامنة لدي بعض الأوروبيين.