اثارت قضية استيلاء نبيل البوشي علي نحو مليار جنيه من اموال عدد من رجال الاعمال والمستثمرين بدعوي استثمارها في البورصة مخاوف المئات من المتعاملين بالبورصة من أن يقعوا في شراك النصب والاحتيال. القضية حتي الآن ووفقا للمعلومات المتاحة توظيف اموال مثل آلاف القضايا التي تم الكشف عنها مؤخرا وتؤكد مصادر بشركة اوبتيما للاوراق المالية ان نبيل البوشي حصل علي الاموال من المستثمرين بعيدا عن الشركة كما تؤكد الهيئة العامة لسوق المال ايضا ان رقابتها علي شركات السمسرة قوية وبالتالي المشكلة ليست رقابية وانما قضية توظيف اموال . وعلي الرغم من ذلك لم يخف مستثمرون مخاوفهم حيث قال احد المستثمرين وضعت كل ما أملك في أحد مكاتب السمسرة وحققت أرباحا جيدة للآن ولكني أريد سحب أموالي فأنا لا أريد أن أفقدها. اما رائد سليم فقال انه لن يطمئن حتي تعود إليه نقوده وهذا ما حاول فعله مع صاحب إحدي شركات السمسرة الذي استثمر فيها ولكن الأخير رفض وذلك لان معظم المتعاملين معه طلبوا أموالهم ويقول رائد: من الصعب بعدما حدث أن أكون واثقاً أن أموالي في أمان. مخاوف ليست في محلها بينما يقول عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة الحرية للاوراق المالية إن المخاوف من أن تتزايد أعداد الشركات المخالفة غير وارد وقال إن تلك الشركات لا تمثل إلا نفسها وإن معظم الشركات قانونية وستصوب أوضاعها في ظل اي نظام جديد. اشار الي ان ماحدث من بعض حالات النصب يدخل تحت بند الاحتيال الذي يجرمه القانون وان هيئة سوق المال والقوانين المنظمة لسوق المال وباقي الشركات بريئة من مثل هذه التصرفات ولاعلاقة لها بها. من ناحية اخري اكد عصام مصطفي العضو المنتدب لشركه نماء لتداول الاوراق المالية ان صندوق حماية المستثمرين في مصر تجربة فريدة انتقلت الي دول اخري في المنطقة مشيرا الي انها وسيلة آمنة لتعويض المستثمرين عن حقوقهم في حالة ضياعها حيث يعتبر سقف الحماية لخدمة المستثمر المصري وتأمينه بشكل كامل. انعدام الثقة ومن جانبه أكد أيمن واكد عضو الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين ورئيس التداول في شركة بلتون لإدارة الأصول أن الأزمة التي تعاني منها البورصة في الوقت الحالي أوجدت تربه خصبة لمثل هذه الحالات والتي تنشأ نتيجة إلي انعدام الثقة في أوساط المتداولين بالإضافة إلي خوف المستثمرين والتقليد فيما بينهم في اتخاذ القرارات. وأشار إلي ان الشركات بدأت تواجه ظاهرة فقدان العملاء بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بمحافظهم وترك بعضهم مجال الاستثمار في البورصة، كما ان الشركات بدأت تدخل في منافسات حادة لاستقطاب العملاء أو حتي الحفاظ علي عملائها مما دفع بعض الشركات للإعلان عن تخفيضات علنية للعمولات أو منح تسهيلات ائتمانية للعملاء. وأضاف أن مستثمري البورصة يعانون من "مرض القلق" وأوضح أن الأزمة الحالية ليست أزمة تحليل فني أو شركات سمسرة، بل إنها أزمة ثقة خاصة مع هبوط البورصات العالمية والعربية ودورها في هز ثقة المستثمر خاصة الصغير ، موضحا أن التحليل الفني بريء مما يحدث الآن . تلاعب موجود لم ينكر علاء عبد الحليم العضو المنتدب لشركة المتحدة تلاعب بعض شركات السمسرة بصغار المستثمرين سواء عن طريق استخدام المعلومات الداخلية أو التلاعب في تحريك أسعار الأسهم صعودا وهبوطا بالتعاون مع الشركات صاحبة الأسهم وبعض شركات السمسرة لتحقيق أرباح استثنائية وغير مشروعة. لكنه طالب بضرورة تشكيل جهاز لفض المنازعات بين المتعاملين في البورصة للأوراق المالية بعد تعدد الشكاوي.