اِنتَوَت الدولة المصرية في عهد القيادة السياسية، صاحبة الرؤى السديدة، أن تحوز كافة مقومات الردع المحققة لفلسفة السلام الدائم، والعادل في المنطقة بأسرها؛ لذا فقد أضحى الاعتماد على استيراد متطلبات التسليح العسكري من الدول صاحبة الريادة أمرًا لا يأخذ الأولوية في استراتيجيتها المستقبلية؛ نظرًا لتحقيق المصلحة العليا للبلاد، والكامنة في سيادة الدولة، وتجنبها تقديم التنازلات المقوضة للإرادة، وصناعة، واتخاذ القرار الوطني، ناهيك عن إملاءات صريحة، أو مقنعة وضغوط تشكل حجر عثرة في نهضة، وتقدم الأوطان؛ ومن ثم اتخذ المسار القويم بشأن إحداث طفرة صناعية بالمجال العسكري المصري. ما رصدناه في افتتاح معرض إيديكس للصناعات العسكرية المصرية يؤكد لنا صورة الاهتمام بما أفرزته الهيئة العربية للتصنيع، التي تعد قاطرة الصناعة المتفردة في المجال العسكري في مصر؛ حيث حضور كثيف من ممثلي العديد من الدول؛ فكان هنالك بعض من وزراء الدفاع، ورؤساء الأركان، ورؤساء الوفود؛ إضافة للوفود المشاركة، والشركات العارضة، وأرى أن العقيدة المصرية أبرزت نوايا السلم، والسلام، والذي يصعب أن تراه بعيدًا عن رؤية السيد الرئيس، الحريصة دومًا على تعزيز الأمن القومي عبر صناعات عسكرية محلية تضمن القوة، والاستقلال، وتدحر كافة المحاولات الساعية نحو تحقيق مآرب خبيثة على تراب هذا الوطن العظيم. قوة الردع لا تقوم في الغالب على المشافهة، أو الأحاديث المرسلة؛ لكن هناك ترجمات لها تظهر للقاصي، والداني أن الدولة القوية تحافظ على مكانتها، وريادتها في مجالاتها المختلفة؛ ومن ثم جاءت النسخة الرابعة من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية "إيديكس 2025"؛ لتؤكد الجاهزية لمواجهة التحديات بمختلف تنوعاتها، وتدحر متلون الشائعات المغرضة، والمشككة في مقدرة مصر على أن تصل إلى مراحل الاكتفاء العسكري؛ ومن ثم اتضح للجميع أن رحلة التصنيع قد باتت في مراحل متقدمة، وهذا ما اتضح عبر منصة إيديكس، التي فتحت الباب أمام الدول، والشركات المنتجة لنظم التسليح، ومنظومات الدفاع من مختلف أرجاء العالم؛ ليقدموا أحدث ما توصلت إليه التقنيات المتطورة، وهو ما أشار إليه وزير الدفاع المصري في كلمة الافتتاح. نتفق جميعًا على أن التقدم في مراحل التصنيع العسكري، في ضوء المتغيرات المتلاحقة، يعيد صياغة معادلات القوى، ويفرض توازنًا استراتيجيًا يحد بالضرورة من صور الضغوط الخارجية، وهنا نتذكر كلمة الرئيس الموجهة إلى العالم قاطبة، ولأصحاب العقول المحبة للسلام؛ حيث حذر من توظيف القوة، وتداعياتها في تناول القضايا، وحل المشكلات بين الدول؛ فالصراع لا ينتهي، والذاكرة لا يمحى منها صور الظلم، والاعتداء، والكراهية تورث من جيل لآخر، وسفك الدماء دون وجه حق منطق الغابة، ولا ترتضيه الطبيعية الإنسانية السوية، وهنا ندرك أهمية امتلاك آليات الردع، التي بالطبع نوظفها بحكمة، ورشد دون مواربة. النسخة الرابعة من المعرض الدولي للصناعات الدفاعية "إيديكس 2025" ترسل برسالة شديدة البيان؛ إذ تتحدث عن قوة الردع بعد احتفاء، واحتفال بمظهر حضاري أكد على المكانة التاريخية، والجغرافية عبر غور الثقافات المتعددة، وهذا يشير إلى الإعمار، والنهضة، والتقدم غايات كبرى، لا يمكن الانفكاك عنها، وأن الحفاظ على المقدرات أضحى رهن قوة ردع، تمتلكها الأوطان الحرة، كما أن الانفتاح على العالم المتقدم في كافة المجالات، قد صار لا مناص عنه؛ لتتكامل رؤى حماية الأمن القومي بكافة أبعاده. نثّمن جهود القيادة السياسية الداعمة، والمتواصلة لمؤسسات الوطن الحبيب، ونشيد بجهود المخلصين، الذين تحملوا مسؤولية نهضة، وريادة هذا البلد الأمين، ونفخر بشعب أبيٍّ يصطف دومًا خلف قيادته، ومؤسساته، ونتطلع دومًا لأن تتبوأ مصر المكانة الإقليمية، والدولية المستحقة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.