وسط أزمة الغذاء العالمية الكامنة تحاول سلاسل المتاجر الاوروبية والامريكية الجادة ان تفوز بالحسنيين وهما زيادة الارباح والإيرادات إلي جانب ارضاء المستهلكين وتقول مجلة فورتش انه مع ارتفاع اسعار البنزين والحبوب ومنتجات الألبان علي نمو غير مسبوق منذ سنوات طويلة فقد يتبادر إلي الذهن ان المتاجر التي تبيع الكورن فليكس وفطائر الكاكاو ستكون هي الخاسر الاول ولكن سلسلة متاجر وول- ماوت الامريكية قامت اخيرا وعلي نحو مفاجئ بخفض اسعار مئات من السلع الغذائية بنسبة وصلت إلي 30% من اسعارها السابقة. والسؤال هو كيف تمكنت وول- مارت من القيام بهذه الخطوة الجريئة؟ والرد ببساطة هو ان إدارة المتاجر قامت بالضغط علي امكاناتها من أجل خفض التكاليف إلي ادني حد ممكن. وتقول باميلا كوهن مدير عام التوريدات للسلع القابلة للتلف انه ببساطة لا يقبلون من موردي البقالة أية زيادات جديدة في الاسعار ويلجأون إلي موردين أخرين من اصحاب الاسعار الثابتة. والحقيقة ان وول- مارت ليست سلسلة المتاجر الوحيدة التي تفعل ذلك وهو ما أدي إلي زديادة المبيعات لدي الجميع. فمبيعات وول -مارت من الطعام والسلع الاستهلاكية تناهز 100 مليار دولار. وقد اتبع قادة وول - مارت سلسلة من الخطوات لتحقيق هدفهم في خففض التكاليف وبالتالي خفض الاسعار وليس مجرد تثبيتها فقط. واولي هذه الخطوات هو تخفيض حجم غلاف العبوة فعلبة الحبوب لم تكن تمتلئ عادة إلا بمقدار ثلثي حجمها وهذات اسراف في تكاليف التغليف لان صناع الطعام يحبون العلب كبيرة الحجم لان وجودها علي الارفف في المتاجر يكون بمثابة اعلان غير مدفوع الثمن. وقد سعت متاجر وول - مارت إلي تغيير هذه العادة ووعدت الموردين بأن حجم تواجد سلعهم علي الارفف لن ينكمش الحجم رغم تصغير العلبة ونتيجة لذلك اعاد الموردون النظر في عملية التغليف لكي توفر نحو 20% من تكلفتها. وفي شركة واحدة للهامبورجر هي جنرال ميلز تم توفير 890 ألف جنيه استرليني من ثمن ورق التغليف وخفض عدد الشاحنات التي توصل البضاعة بمقدار 500 شاحنة وهو ما أدي إلي خفض التكاليف. والخطوة الثانية التي لجأت إليها متاجر وول - مارت هي استبعاد جزء من حلقات الوسطاء وعلي سبيل المثال فإن وول - مارت تشتري صنف البن الذي تبيعه من مورد. وهو بدوره يشتريه من تعاونية للزراع تتعامل هي ايضا مع محمصة لتجهيز البن وهذا كما تقول تارا رادوه الناطقة باسم وول - مارت معناه تعدد الوسطاء المستفيدين علي حساب سعر البيع وفي ابريل الماضي بدأت وول- مارت تشتري مباشرة من تعاونية لزراع البن في البرازيل مستبعدة بذلك ثلاث أو اربع حلقات من الوسطاء. أما الخطوة الثالثة كما تقول مجلة "فورتش" فهي الاعتماد علي مصادر محلية في التوريد توفر في تكاليف الشحن. وعلي سبيل المثال فقد لجأت إدارة وول - مارت إلي شراء الذرة الصفراء المزروعة في ولاية ويسكونسن لتبيعها في 56 من المتاجر القريبة من الولاية. وتقول السيدة كوهن انهم يسعون إلي خفض عدد الكيلومترات التي تقطعها سيارات الموردين لتوصيل السلع إلي المتاجر. وعلي سبيل المثال فإن مارك تيرنر صاحب شركة بوشويك بوتيتو الذي يقوم بتوريد البطاطس إلي وول- مارت يقول إن تكلفة شحن سيارة لتوريد البطاطس إلي متاجر وول - مارت المحلية من مزرعته في ولاية مين لا تزيد علي ألف دولار أما نقلها من ايداهرو فتصل إلي عدة آلاف من الدولارات ولذلك صارت وول - مارت بنسبة 13% في العام الأخير. والحقيقة ان صغار الموردين فقط هم الذي يشعرون بالتضرر من اجراءات وول - مارت بخفض التكاليف. أما كبار الموردين فيمكنهم تحمل جزء من الزيادة في الاسعار وتحميل الباقي للمتاجر والمستهلكين ولولا هذه الإجراءات لاصبح الحال أسوأ بالنسبة للمستهلكين ولشركات المتاجر علي حد سواء.