في الوقت الذي تلهب فيه الزيادة الهائلة في أسعار الأغذية فقراء العالم تجني فيه مجموعة كبيرة من الشركات المتعلقة بإنتاج الطعام والمتمركزة في الغرب أرباحا هائلة. إذ تتزايد بشكل كبير أرباح الشركات التي تتعامل في الحبوب وتبيع الاسمدة وتنتج معدات المزارع وتمد المزارعين بالحبوب للزراعة. كما أن بعض شركات تعبئة الاغذية تحقق أرباحا كبيرة حيث تجني الشركات مزايا الزيادة الكبيرة في الطلب العالمي علي الاغذية والحبوب في وقت تقل فيه الامدادات إلي حد كبير. فقد أعلنت مثلا ارتشر دانيليز ميدلاند أن أرباحها زادت خلال الثلث الرابع من العام بنسبة 42% مع زيادة تصل إلي سبع اضعاف في عائدها الصافي في وحدة تخزين ونقل وتجارة الحبوب مثل القمح والذرة وفول الصويا وقال رئيسها التنفيذي باتريشيا دورتز ان اسواق السلع تقدم فرصا غير مسبوقة وحققت كارجيل أرباحا زادت علي 86% عن الربع الماضي. وزادت أرباح بونج ليمتد عشرين ضعفا وهي تبيع المخصبات إلي جانب تصنيع الحبوب وتخزينها. وأدت زيادة تكاليف مكونات الطعام إلي الاضرار بالشركات الأمريكية لتعبئة الاغذية بما فيها كرافت فودز لكن في أوروبا أدت الزيادة إلي زيادة كبيرة في أرباح اثنتين من أكبر شركات تصنيع الاغذية وهما نستله ومجموعة دانون اللتان نقلتا زيادة الاسعار إلي المستهلكين إ أعلنت نستله انها ستزيد أسعار المستهلك وقالت وول ستريت جورنال ان الزيادة الهائلة في أسعار الاغذية أدت إلي اضطرابات في افريقيا واجزاء من اسيا وقد شكلت الأممالمتحدة قوة عمل لمحاربة ازمة الغذاء العالمي وضعت الزيادة المطردة في أسعار الغذاء كتهديد غير مسبوق للاستقرار العالمي وأبلغ سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون رؤساء الوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة في برن بسويسرا أن العالم يواجه شبح مجاعة وسوء تغذية واضطرابات اجتماعية واسعة المدي وعلي نطاق غير مسبوقة مالم يتم تقديم مساعدات غذائية للأكثر فقرا. لكن هناك حاجة أيضا لإجراءات اطول مدي لمساعدة المزارعين في الدول الفقيرة لزيادة الانتاج في مواجهة النقص الذي قد يحدث مستقبلا. وقال مسئول بالأممالمتحدة علينا أن نبذل كل جهد لتدعيم هؤلاء المزارعين حتي لا نري في السنة المقبلة نقصا حادا في الاغذية. ويعمل سكرتير عام الأممالمتحدة علي أن تضم قوة العمل رؤساء البنك الدولي وغيره من الوكالات الدولية لوضع خطة عمل وضمان تطبيقها علي أن يرأس قوة العمل جون هولمز المسئول الكبير في الأممالمتحدة للشئون الانسانية ودعت وكالات الاممالمتحدة ومنها برنامج الغذاء العالمي الدول المانحة لأن يكمل فورا برنامج المساعدات الطارئة ليصل إلي 755 مليون دولار وقالت جوزيت شيران رئيسة البرنامج انه ليس لديه حاليا سوي 18 مليون دولار نقدا. ودعا زعماء الأممالمتحدة الدول المصدرة الأغذية إلي حظر التصدير مما أدي إلي نقص الامدادات وارتفاع الاسعار بما يضر بالفقراء في جميع انحاء العالم. ودعم اجتماع برن دعوة منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة لانشاء صندوق ب 1.7 مليار دولار لإمداد الدول الفقيرة المستوردة للأغذية بالحبوب والاسمدة وغيرها لتشجيع الانتاج. ودعا سكرتير عام الاممالمتحدة زعماء العالم إلي الاشتراك في مؤتمر عالي المستوي حول الامن الغذائي من المقرر أن يعقد في يونية القادم في روما. في نفس الوقت قالت المفوضية الأوروبية ان ثلثي الزيادة فقط في أسعار الاغذية في أوروبا هي التي تعود إلي زيادة تكاليف المواد الغذائية وينفي تجار التجزئة انهم ينتهزون الفرص ويحققون المكاسب ويقول ريتشارد رود من الاتحاد البريطاني للبيع بالتجزئة ان أسعار كل شيء يدخل في رغيف الخبز قد زادت مثل الطاقة والنقل والاجور وليس القمح فقط.