[email protected] أصبح الوعي المعلوماتي عند المجتمعات هو المحرك الاقتصادي الجديد حيث إنه يؤثر في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وفي توفير العديد من الفوائد الأخري ويتيح برنامج تأهيل الموارد البشرية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمشاركين الفرصة لصقل واثبات مهاراتهم وزيادة إنتاجيتهم. وفي هذا الإطار الحديث عن تعظيم الاستفادة من ثروتنا البشرية وتحويل المشكلة السكانية والبطالة من قنبلة موقوتة داخل كل أسرة إلي قيمة حقيقية يمكن استغلالها في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية نتصور أنه من المفيد تنظيم برنامج تدريبي - قومي يسعي إلي تأهيل الأفراد في مجال تقديم خدمات مراكز الاتصالات " Call Center " وذلك من خلال مفهوم العمل الالكتروني بالمنزل. حيث يمكن الاعتماد علي مبادرة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإتاحة ونشر خدمات الانترنت فائق السرعة " البرود باند " وكذلك مبادرة " حاسبات مصر 2010 " بحيث نوفر نفس الأدوات التي يحتاج إليها موظفو مراكز الاتصالات للعمل من المنزل دون أن يضطر إلي الذهاب لمقر الشركة ومن خلال برامج متخصصة لتأهيل الموارد البشرية وعن طريق برامج مراقبة الجودة عبر شبكة الانترانت الخاصة بالمؤسسة يمكن أن يتأكد مديري الجودة من مستوي كفاءة الخدمة التي يقدمها موظفوها عبر منازلهم بحيث تكون علي نفس مستوي الخدمة التي يقدمها باقي الموظفين من خلال مقر الشركة وهو ما يسمح للشركات الكول سنتر بالتوسع بصورة كبيرة دون الاضطرار إلي ضخ استثمارات مالية ضخمة جديدة لإقامة مقر جديد للشركة وتجهيزه بما يحتاج إليه من معدات. لا يمكن ونحن علي أعتاب القرن الحادي والعشرين والحديث عن التطور الرقمي في كل ما حولنا أن تظل نظرتنا إلي الموظف وتقييمه علي أساس الذهاب إلي المكتب يوميا دون أن يكون المعيار هو الإنتاجية للموظف وليس حضوره بنفسه إلي مقر مؤسسته- مع الأخذ في الاعتبار أن هناك بعض الوظائف التي تستوجب وجود العاملين بها يوميا لضمان استمرار آليات العمل. نعتقد أن الاعتماد علي ثورة المعلومات والاتصالات لتشجيع العمل من المنزل هو أمر بات ضروريا في ظل ما نعانيه من تكدس كبير سواء في وسائل المواصلات والشوارع أو في الشركات والمؤسسات لعدد كبير من الموظفين الذين يضطرون يوميا للذهاب لمقار عملهم هذا علاوة علي أنه يفتح الباب أمام إمكانية تخفيض تكلفة الموارد البشرية - نظرا لعملها من المنزل وعدم تحملها تكاليف الانتقال - ومن ثمة زيادة القدرة التنافسية للمؤسسة ناهيك أن العمل الالكتروني من المنزل يسمح للمؤسسات بالاستفادة بالكوادر البشرية ذات الخبرات النادرة التي تحتاجها المؤسسة لبعض الوقت.