التخفيضات الجمركية التي أعلنتها الحكومة مؤخرا خاصة علي العديد من الأجهزة الكهربائية ومستلزمات انتاجها جاءت ثمارها سريعا فقامت شركات اجهزة كهربائية معمرة بالمبادرة بخفض الأسعار علي الاجهزة الموجودة حاليا بالاسواق رغم ان التخفيضات ستشمل الاجهزة المنتجة حديثا أو المستوردة بعد ذلك كما ان منطق الامور يؤكد ان ثمار هذه التخفيضات لن يكون إلا بعد حوالي 3 شهور. التجار سارعوا بعمل التخفيضات لا بسبب خفض الجمارك فقط ولكن بسبب أيضا حالة الركود الذي يشهدها سوق الاجهزة الكهربائية حاليا والناتج عن استنزاف موارد الاسرة في الأعياد والدروس الخصوصية حاليا وبالتالي عدم اقبالهم علي شراء أية اجهزة في الوقت الحالي وكذلك يخشي التجار من اغراق الأسواق في المرحلة المقبلة بالاجهزة الكهربائية المستوردة والتي ستكون بأسعار منخفضة وبالتالي سارعوا هم بالتخفيض رغبة في جذب المستهلك بل بعضهم قام باعطاء هدايا علي الاجهزة المبيعة وكلها وسائل لكسر الركود. المنتجون من جانبهم قاموا بتخفيض سعر الاجهزة المنتجة في مصانعهم واعطوها للتجار بأسعار مناسبة خوفا من الغزو الاجنبي ومن اجل تدعيم قدرتهم علي المنافسة. يقول محمود العربي رئيس احدي الشركات المنتجة للأجهزة الكهربائية ورئيس غرفة تجارة القاهرة الأسبق ان انخفاض اسعار الأجهزة الكهربائية يأتي أولا من المنافسة التي تشهدها الأسواق حاليا والتي أدت إلي ما يشبه الحرب في تخفيض الأسعار وسيكون التاجر الفائز هو الذي يسبق في عمليات التخفيض علي الأجهزة المبيعة. وكشف العربي عن ان سر الصنعة في اجراء التخفيضات يأتي حينما يستشعر التاجر والمنتج في وقت واحد بأن هناك ضرورة لخفض الأسعار والسوق يتطلب ذلك وبالتالي يتم حصر جميع الأجهزة بالمعارض والمحلات عن طريق المنتج والذي يفاجيء السوق بالتخفيض في صباح اليوم التالي لحصر البضاعة وقال العربي ان التجار والباعة والموزعين ينفذون تعليمات المنتج لأنه يقوم بتعويضهم بعد ذلك عن فارق الأسعار في شحنات آلية اضافة إلي انه يتحمل دفع ضريبة المبيعات وأيضا دفع ضريبة الأرباح التجارية عن التجار والموزعين حتي لا يشعروا بتحملهم بأي أعباء عند تقديم اقرارهم الضريبي في نهاية العام. ويضيف محمود العربي ان الأسعار ستكون كما هي حتي بعد اجراء التخفيضات الجمركية علي السلع والواردات ولان التجار والمنتجين لن يخفضوا الأسعار مرة أخري بل وستحسب لهم المبادرة في التخفيضات في الوقت الحالي. الاحجام عن الشراء ومن جانبه يقول علي موسي رئيس غرفة تجارة القاهرة ان السبب الرئيسي في انخفاض الأجهزة الكهربائية يرجع إلي أن المستهلك أحجم عن شراء الأجهزة الكهربائية خلال الفترة الماضية خاصة بعد الأعياد والمواسم وايضا بعد الاعلان عن التخفيضات الجمركية لأن المستهلك تشبع من عمليات الشراء ولاسيما بعد الأوكازيون وبالإضافة إلي سحب جزء كبير من دخل الأسرة في الدروس الخصوصية في الوقت الحالي. واضاف موسي أن التجار اضطروا إلي أن يسارعوا إلي تخفيض الأسعار بمجرد الاعلان عن قرار تخفيض الجمارك وانهم تحملوا بعض الخسائر البسيطة حتي لا يقعوا في خسائر ضخمة بعد اقرار التخفيضات وتطبيقها علي الشحنات التي ستأتي من الخارج والخاصة بمستلزمات انتاج الأجهزة. ويقول أحد تجار شارع عبد العزيز ويعمل كوكيل وموزع الأجهزة توشيبا وكريازي وتليمصر أن جميع محلات عبد العزيز والموسكي قاموا بإجراء تخفيض لجميع الأجهزة بعد قيام شركة توشيبا العربي بعمل علي تخفيضات علي الأجهزة الكهربائية التي تنتجها مما أدي إلي حدوث ركود في البيع فسارعت بعض الشركات المنتجة للأجهزة الكهربائية والمحلية وكذلك موزعو "المستورد" بإجراء تخفيضات أو اضافة هدايا علي منتجاتهم عبارة عن أجهزة كاسيت وتليفونات ومراوح عند بيع الأجهزة الكهربائية سواء كان تليفزيونا أو ثلاجة أو تكييفاً والهدية تحدد طبقا لقيمة الأجهزة المبيعة. ومن جانبه يقول عمر عبد الله موظف ان المستهلك ينتظر مثل هذه المفاجآت ويحب التخفيضات التي دائما تتم علي الأجهزة الكهربائية ولاسيما ان تلك الأجهزة تنخفض باستمرار علي عكس المنتجات الغذائية ومواد البناء، مشيرا إلي أن هذه التخفيضات حقيقية وليست وهمية وبالتالي فإن الشراء حاليا فرصة كبيرة وانه سيضطر للاستدانة من أجل الحصول علي احتياجاته حاليا لأنه لا يضمن ماذا سيحدث غداً. ويضيف عبد الله ان السوق أصبح مليئا بمختلف الأجهزة من كل مكان من جنوب شرق اسيا خاصة الصين ماليزيا بل ومن الأردن والامارات بالاضافة إلي المصانع المحلية التي تنتج أجهزة جيدة واصبحت تنافس المستورد مؤكدا ان كثرة المعروض من الأجهزة المستوردة والمحلية في صالح المستهلك لان الكل يسعي إلي تقديم الافضل بسعر أقل. ومن جانبه يقول الخبير الاقتصادي د.حمدي عبد العظيم عميد أكاديمية السادات للعلوم الادارية السابق ان انخفاض الأسعار بشكل ملحوظ الآن بالأسواق ليس في الأجهزة الكهربائية ومستلزمات المنزل فقط وانما الانخفاض يأتي بشكل عام في كثير من السلع المعمرة المستوردة والتي شملتها الانخفاضات الجمركية وبالتالي كل هذه الأسعار ستنخفض باستثناء أسعار السيارات. ويضيف عبد العظيم ان التاجر والمنتج لا يهمهما في هذه المرحلة زيادة الربح إلي 20 أو 30% بقدر ما يهمهما تصريف البضائع الراكدة خاصة انها لم تبع منذ فترة وكانت تخللها مواسم أعياد ثم اوكازيون لمدة شهر ثم سيأتي الأخطر من ذلك وهو موسم انخفاض الأسعار بعد انخفاض الجمارك عليها من المنبع. ويشير د.عبد العظيم إلي أن المستهلك بدأ يشعر بالوعي وبدأ يقارن بين السلع الجيدة بالأسواق والسلع الرديئة نتيجة للتجارب التي مر بها والتي سمع عنها فبدأ يدقق في عملية الشراء وبدأ يقارن في أسعار السلع وأي الأسعار التي تناسبه ومتي يقوم بشراء هذه السلعة واضافة إلي ذلك النظر إلي الخدمة التي تقدم للاجهزة الكهربائية خاصة بعد عملية الشراء "خدمة ما بعد البيع". واضاف ان التاجر يدقق عند الشراء ويفضل المحلات الرسمية والتي تطبق قوانين حماية المستهلك ولوائحه سواء بالحصول علي فاتورة الشراء وأيضا علي فترة الضمان وكذلك علي وسائل صيانة الجهاز بعد الشراء لان كلها عوامل تجعل المستهلك يفكر ألف مرة قبل الذهاب لشراء أي جهاز من الأجهزة الكهربائية المعمرة وبالتالي يفضل الأجود ذا الضمان وبه خدمة ما بعد البيع. ويوضح د.عبد العظيم ان الخصومات التي تشهدها الكثير من الماركات العالمية والمحلية للأجهزة جاءت بسبب زيادة المعروض من الأجهزة وانخفاض في الطلب عليها بسبب استنزاف أموال الأسر المصرية في الوقت الحالي وهذا ما يجعل المنتج المحلي يلجأ إلي تخفيض الأسعار أو منح هدايا علي الأجهزة وغيرها من الأشياء التي تجذب المستهلك حرصاً من التاجر والمنتج علي تصريف الراكد من البضائع وخوفا من غزو الأسواق الخارجية والتي تغرق الأسواق بأجهزة معمرة عالية الجودة أحيانا ومنخفضة أو السفر أحيانا أخري.