يبدو ان عام 2006 هو عام الاسهم الرخيصة فقد شهد سوق الاوراق المالية هذا العام صعود اسهم شركات اتسمت باداء مالي ضعيف بشكل متسارع ولافت للنظر. بعض المحللين الذين طرحنا عليهم هذه القضية رأوا ان السبب في ذلك هو انخفاض اسعار هذه الاسهم وهو ماشجع المضاربين علي جر صغار المستثمرين الي هذه الاسهم وتوجيههم عن طريق الشائعات لتحقيق مكاسب علي حسابهم فيما رأي البعض الاخر ان سبب صعود بعض هذه الاسهم هو افصاحها عن معلومات تتعلق بإعادة هيكلة تبشر بزيادة ارباحها في المستقبل وبين هذا وذاك يظل هناك تساؤل عن دور هيئة سوق المال في وقف المضاربات المضرة بالسوق لتحقيق العدالة. في دراسة لشركة الاهلي لادارة صناديق الاستثمار رصدت تطورات اسعار اسهم تابعة لشركات وصفتها بأن اداءها المالي ضعيف وتحولت لاسهم مضاربات وذلك في الفترة من 17 سبتمبر حتي الان حيث حققت هذه الاسهم طفرات سعرية لافتة للنظر حيث ارتفع سعر سهم شركة الزيوت المستخلصة من 1,2 جنيه بعد التجزئة الي 14,70 جنيه وارتفع سهم الحديد والصلب من 12 الي 46 جنيها وارتفع سهم الجيزة للمقاولات من 7 الي 34 جنيها وسهم راكتا من 7 الي 26,78 جنيه وسهم العربية للشحن والتفريغ من 4 الي 44,7 جنيه والنصر للمحمولات من 6,5 الي 19,03 جنيه والنيل للكبريت من 5 جنيهات الي 21,65 جنيه والصناعات الهندسية من 5 جنيهات الي 28,82 جنيه والاسكندرية للغزل من 42 جنيها الي 169,98 و سماد مصر من 6,98 جنيه الي 20,18 جنيه والقناة للتوكيلات من 4,13 جنيه الي 13,33 جنيه. شائعات ويؤكد د.عصام خليفة العضو المنتدب بشركة الاهلي لادارة صناديق الاستثمار ان نتائج اعمال هذه الشركات لم تكن جيدة فأغلبها اما كانت تحقق تراجعا في الارباح او تحقق خسائر ولكن هناك عوامل عدة ساهمت في صعودها منها الشائعات التي ظهرت خلال هذا العام والتي تراخت بعض الشركات في نفيها حتي اوقفت هيئة سوق المال التعامل عليها اضافة الي عمليات تجزئة الاسهم والتي لعبت دورا كبيرا في اجتذاب المضاربين حيث اتجهوا لشراء هذه الاسهم والعمل علي اعادتها لقيمتها قبل التجزئة واجتذبوا وراءهم صغار المستثمرين لهذه الاسهم وينتقد خليفة غياب دور هيئة سوق المال لمواجهة هذه الظواهر حيث يقول ان من حق هيئة سوق المال وقف التعامل علي الاسهم التي ترتفع بمعدل 5% يوميا بعد مرور ثلاثة ايام متتالية ولكن الهيئة تركت هذه الاسهم لترتفع بنسب وصلت الي 100% وبعد ذلك اوقفت التعامل عليها. ويقول تيسير فوزي مدير عمليات بإحدي شركات السمسرة انه لمس ظهور العديد من الشائعات علي بعض الاوراق الرخيصة والتي لم تكن تتمتع شركاتها بأداء مالي جيد خلال هذا العام فشركات مثل الزيوت المستخلصة والاسكندرية للغزل فقد ظهرت شائعات عن تجزئة اسهمها قبل الميعاد الذي حددته الشركتان وهو ما اجتذب المستثمرين اليها وكذلك ظهرت شائعات عدة عن شركات مثل العربية المتحدة للشحن والتفريغ والكابلات المصرية والمصرية للدواجن خلال الربع الاخير من العام ساهمت في رفع اسعارها. كما يشير ناجي هندي مدير صندوق استثمار بنك مصر ايران الي ان عملية تقسيم سهم شركة الزيوت المستخلصة خلال العام الماضي ساهمت بدرجة كبيرة في جذب المضاربين و صغار المستثمرين اليه وهو ما احدث هذه التطورات الكبيرة في سعره علي مدار العام علي الرغم من ان خسارة السهم الواحد بلغت 23 قرشا. صعود مبرر الا انه يشير الي ان هناك حالات من الشركات التي ذكرتها دراسة الاهلي صعودها كان مبررا وهي شركات الحديد والصلب والاسكندرية للغزل وسماد مصر نظرا لاعلانها عن عمليات اعادة هيكلة اضافة الي كونها شركات صناعية تعمل في مجالات يحتاجها السوق المصري وتمتلك قدرة علي الانتاج وتحقق ارباح الا ان قلة التداول عليها خفضا من قيمة اسهمها في السوق وعندما ارتفعت اسعار الاسهم وصلت لقيمتها الحقيقية. وفي هذا الصدد تعتبر رشا انور مدير البحوث بشركة عكاظ ان بعض الشركات قد لا تحقق مستويات من الربحية تبرر ارتفاعها الا انها نشرت اخبارا جيدة خلال هذا العام تجعل لديها القدرة لزيادة ارباحها في المستقبل وهو مايعطي مبررا لانجذاب المستثمرين لها و تضرب مثالا علي ذلك بشركة الاسكندرية للغزل فقطاع المنسوجات لديه قدرة اكبر علي رفع ارباحه بعد توقيع بروتوكول الكويز اضافة الي ان الشركة اعلنت عن قيامها بانشاء مصنع جديد ودخول شركتين كبيرتين من قطاع النسيج للاستثمار فيها اضافة لاعلانها القيام ببيع حصة قطاع العام فيها. و علي الرغم من ذلك تري رشا انور ان هذه الاخبار لاتعطي مبررا لصعودها من 50 جنيها الي 60 جنيها في شهري يونية ويولية الي 160 جنيها خلال هذا الشهر فالمضاربات قد تكون لعبت دورا ايضا في صعود هذا السهم.