علي الرغم من الطفرة التي حققتها العديد من اسهم المضاربات "الاسهم الصغيرة" والتحركات السعرية العالية التي شهدتها تلك الاسهم جذبت معها انتباه العديد من المستثمرين خاصة مع اتجاه العديد من تلك الشركات لزيادة رأسمالها الا ان خبراء سوق المال اكدوا ان الاسهم الكبيرة مازالت تحتفظ بقيادتها للسوق وباحجام تداولها الكبيرة. اشار بعضهم لدخول سيولة جديدة لسوق بفكر جديد اتجهت للاستثمار في الاسهم الصغيرة. لفتوا ان للقيادة شروط اهمها ان يقوم الاداء النسبي للسهم اداء المؤشر او احتلاله لوزن نسبي كبير بالمؤشر مؤكدين ان السهم حتي يتحول لقيادي يحتاج الي فترة زمنية كبيرة. اوضح مصطفي بدرة محلل وخبير سوق المال ان ما اعتاد تسميته بالاسهم الكبيرة هي الاسهم التي تتميز بحجم رواج كبير وذات ثقل بالمؤشرات بالاضافة الي انها مقيدة بالبورصة منذ سنين طويلة مشيرا الي ان تلك الاسهم تتعمد حركاتها علي المؤسسات حيث تمتلك نسبة كبيرة بها ولكن مع التطور الدائم من هيئة الاستثمار والهيئة العامة لسوق المال والبورصة اتجهت العديد من الشركات التي اعتاد تسميتها بالصغيرة الي زيادة رأسمالها الي ان اصبحت تمتلك عدد اسهم كبيرا ادي الي انتقالها من الصفوف الخلفية للصفوف الامامية حيث تحركت من حجم التداول الضعيف الي القوي مثل الصعيد والمنتجات والكابلات والنيل لحليج الاقطان والعربية لحليج الاقطان وبدأت تلك الشركات في تحقيق ارباح وشهدت طفرة في حجم تداولها. اضاف انه في ظل ذلك التقدم والتطور الذي شهدته تلك الشركات مع استقرار استحواذ المؤسسات علي الشركات الكبيرة. اتجه المستثمرون الافراد لتلك الاسهم واصبحت ذات جاذبية خاصة للمستثمرين فحققت طفرات في سعرها. ذكر انه بالنظر لحجم التداول اليومي سنجد ان 60% من حجم التداول السوقي تستحوذ عليه الاسهم الصغيرة اما 40% المتبقية فللشركات الكبيرة. رفض بدرة تصنيف الشركات واسهمها بالكبيرة والصغيرة موضحا ان هناك شركات تحقق نموا وارباحا وتمتلك عدد اسهم كبيرا تلقي اهتماما كبيرا من جانب المستثمرين واخري لها. ذكر انه مع تحسن اداء بعض الاسهم القيادية ستتحول انظار المستثمرين مرة اخري اليها مؤكدا استحواذ المؤسسات والاجانب والمستثمرين اصحاب النقل علي حصة كبيرة من تلك الاسهم وبالتالي تحول بعض المستثمرين الافراد لتلك الاسهم لن يكون له تأثير كبير. اطلق احمد شحاتة رئيس قسم التحليل الفني بنودان لتداول الاوراق المالية مسمي الاسهم القيادية علي الاسهم ذات الوزن النسبي الكبير بالمؤشر او الاسهم التي تتمتع بأداء نسبي يفوق اداء المؤشر. وصف ما يطلقه البعض عن سحب الاسهم الصغيرة البساط من الاسهم القيادية في السوق بنظرة قصيرة الاجل وضعيف مؤكدا انه لايمكن ان يسحب سهم البساط من الاسهم القيادية فقط لانه شهد احجام تداول كبيرة ليومين او حتي شهرين موضحا ان السهم كي يصبح قياديا فهو بحاجة لفترة زمنية طويلة وحركات سعرية عديدة مضيفا انه بطبيعة الحال كل فترة زمنية في المتوسط 3 او 4 سنوات تدخل اسهم جديدة للمنطقة القيادية حيث تسلم شركات القيادة لشركات اخري بصورة تدريجية. مشيرا لاستلام اوراسكوم للانشاء واوراسكوم تليكوم للقيادة من اسهم المطاحن والانتاج الاعلامي وموبينيل. اوضح ان انتقال القيادة يحتاج لفترة زمنية طويلة مشيرا الي ان القيادة تتم عندما يرتفع الاداء النسبي للسهم ليفوق اداء المؤشر وقبل ان يصبح للسهم وزن نسبي كبير بالمؤشر. لفت لوجود اسهم لا تجد اقبالا من الجمهور ولكن نشهد دخول اموال ذكية تقوم بالتجميع الهادئ دون ان يظهر ارتفاع في حجم تداول الي ان يتم تجميع الكمية المطلوبة ثم تظهر احجام التداول المرتفعة كما حدث في اسهم المنتجعات السياحية ومبينا الاستثمار السياحي والعقاري والصعيد والعربية للشحن والتفريغ، فتلك الاسهم عانت من ضعف احجام التداول لكن شهد ارتفاعات في اسعار اسهمها بعد فترة تجميع طويلة. اشار لسهم المجموعة المالية هيرميس وعز لحديد التسليح واوراسكوم للفنادق التي عانت من ضعف حجم تداول في الماضي ولكنها الآن اصبحت اسهما قيادية. قال ان النمو المتصاعد للشركات ينعكس بدوره علي الاسعار التي تستمر في صعودها لتسلم القيادة وبالتالي اذا شهدت شركة انخفاضا في معدل النمو المتصاعد تقدم بذلك فرصة لشركة اخري لتبدأ في استلام القيادة منها. لفت لوجود بعض الاسهم ذات اداء نسبي اعلي من Case 30. ويؤكد محمود شعبان رئيس شركة الجذور لتداول الاوراق المالية انه في ظل عدم استجابة الاسهم الكبري او القوية ذات التحليل الاساسي للدورات السعرية التي ترضي غرور المضاربين فقد لجأوا الي الاسهم الصغيرة او غير المعروفة وهي الاسهم محددة الحدود السعرية ارتفاعا او انخفاضا بنسبة في المائة لقدرتهم علي التحكم فيها وذلك بغض النظر عن وجود تحليلات اساسية جيدة بشأن هذه الشركات مشيرا الي ان عددا كبيرا من هذه الاسهم قد وصلت الي مضاعفة ربحية فاقت معدلاتها الحقيقية بشكل كبير الامر الذي قد ينذر بحدوث كارثة وشيكة من خلال انفجار اسعار هذه الاسهم في وجه المستثمرين والسوق بصفة عامة كما ان عدم وجود ثقافة استثمارية واضحة لدي اغلب المتعاملين بالسوق بل ان الوافدين الجدد الي البورصة اصبحوا ينظرون اليها علي انها البورصة مجال لتحقيق الربح السريع متناسين ان البورصة قائمة في الاساس علي الاستثمار طويل الاجل وهي نظرية خاطئة في حاجة الي تصحيح مشيرا الي انه اصبح دورا مهما لابد ان تقوم به الهيئة العامة بسوق المال بالتعاون مع الجمعية المصرية للاوراق المالية من خلال اعداد الدورات والندوات التي من شأنها رفع الكفاءة والخبرة لدي المتعاملين بالسوق. اضاف ان اندفاع المستثمرين وراء الشائعات التي يروجها المضاربون انما هو شيء غير مقبول لانهم سيكونون اول من يجني الخسائر الفادحة ومن ثم اللجوء للهيئة او البورصة والقاء اللوم عليهما باعتبارهما السبب من وجهة نظرهم الا ان الامر علي العكس من ذلك فالمستثمر هو الوحيد الذي عليه ان يتحمل نتائج قراراته. طالب بمزيد من الفهم والتركيز قبل الدخول في اي اسهم والابتعاد عن الاسهم التي ترتفع بلا اسباب لانها ستنهار بلا اسباب.