عادت من جديد أسهم المضاربات لتفرض سطوتها علي بقية الاسهم المتداولة في السوق المصري ولفتت من جديد الانظار وسط تحركات سريعة وعالية لبعض منها أعادت الذكريات لفترات الرواج قبل عام ونصف العام من الآن حين اشتدت وتيرة المضاربة علي بعضها وشهد الكثير منها طفرات سعرية كبيرة. وعلي الرغم من الأداء المتذبذب لمؤشر البورصة المصرية خلال الجلسات الماضية فإن ظاهرة الأسهم الصغيرة عادت الي السطح بقوة وشهدت اسهم المضاربات نشاطا ملحوظا لترتفع اسعارها لمستويات كبيرة بقيادة أسهم "الغربية الإسلامية" و"ليفت سلاب" و"أسيوط الإسلامية" وغيرها من الاسهم الأخري التي ارتفعت علي الرغم من عدم وجود أحداث جوهرية تؤثر في أسعارها. أرجع خبراء أسواق المال الغياب الواضح للأسهم القيادية لأسباب كثيرة علي رأسها اقبال المستثمرين بشكل كبير علي شراء الأسهم الصغيرة والمتوسطة التي لا تتأثر صعودا وهبوطا بحركة المؤشر . علي رزق المدير الاقليمي بشركة بايونيرز القابضة يري أن الأسهم القيادية هي التي تستحوذ علي نسبة كبيرة من التعاملات كما أنها تبث الثقة في السوق. وأرجع انخفاض الطلب علي هذه الأسهم في الوقت الحالي إلي أن أغلب الأسهم القيادية شهدت طفرات سعرية خلال الشهرين الماضيين وكان من الطبيعي ان تحدث عمليات جني ارباح علي هذه الاسهم مما دفع الكثيرين الي الاقبال علي الاسهم الصغيرة التي يسهل التلاعب عليها بصورة تضعف من الأسهم القيادية. أشار رزق إلي أن الاسهم القيادية تعاود نشاطها داخل السوق المصري، عندما تبدأ معطيات الاقتصاد ككل في التحسن، وعندما توصي البيوت المالية العالمية بالشراء بقوة في السوق المصري وعودة الأجانب مرة أخري، مشيرا الي أن اهمية وجود اكتتابات في الوقت الحالي فهي قد تساعد علي عودة النشاط مرة أخري ومحاولة جذب أموال الأجانب بالاضافة لضرورة التسويق الجيد للبورصة. ويقول رزق ان الأسهم الصغيرة انخفضت بنسب اكبر من الأسهم الكبري وبالتالي فإنه من الطبيعي ان تشهد هذه الاسهم عملية ارتداد وصعود لتعويض جانب من خسائرها، فضلا عن أن أغلب الاسهم الصغيرة يتحكم فيها المستثمرون الأفراد الذين يغلب علي سلوكهم الاستثماري الطابع الاندفاعي. عوامل محفزة واشار هاني حلمي رئيس مجلس إدارة شركة الشروق لتداول الأوراق المالية الي أن الأسهم القيادية معظم مستثمريها أجانب ومؤسسات لكونهم يهتمون بالشركات ذات الملاءة المالية الجيدة مؤكدا ان حركة الاسواق العالمية تؤثر في هذه الاسهم التي يوجد بعضها في سوق لندن ولا شك ان عودة الأجانب والعرب وتوافر سيولة لدي المؤسسات يساعد في عودة النشاط مرة أخري للأسهم القيادية بالإضافة لانتهاء الخلافات القائمة بين أوراسكوم تليكوم وفرانس تليكوم. اشار الي أن الأسهم الصغيرة تتميز بقلة عدد أسهمها حرة التداول مما يساعد في امكانية السيطرة عليها بسهولة أكبر كما أنها تحيط بها الشائعات لذلك وجدنا خلال الفترة الماضية صعود بعض الاسهم بنسبة 100% بينما هذا لا يمكن حدوثه مع الأسهم القيادية. وقال إن الاسهم القيادية عددها ليس كبيرا في السوق ومن ثم فترقب حركة سهمين مثل تليكوم وموبينيل سيكون له تأثير واضح مما يجعل المستثمرين في حالة ترقب لما سيحدث وحالة من القلق لدي المستثمرين وعدم الدخول في أسهم بها مشكلات. وحذر حلمي المستثمرين من الأسهم الصغيرة التي تتزايد أسعارها بصورة ملحوظة وتمثل فقاعة يمكن أن تنفجر في أي لحظة..وقال إن ارتفاع الأسهم بهذه الصورة جاء نتيجة سيطرة المضاربين علي التعاملات في السوق، وتركيزهم علي بعض الأسهم الصغيرة التي يمكن السيطرة عليها. صانع السوق ويقول هاني زارع خبير أسواق المال إن ارتفاع الأسهم الصغيرة دليل واضح علي وجود مضاربات عنيفة بالسوق وذلك لأن الجيمات يسهل تطبيقها في كلتا الحالتين الآتيتين: أما في حالة الصعود القوي للسوق الذي يصاحبه وجود سيولة جيدة وهو ما يدعم ارتفاعات الأسهم وأما في حالة الهبوط القوي للسوق الذي عادة ما تصاحبه حالة من اليأس تسيطر علي صغار المستثمرين وبالتالي نجد ان أغلبهم يبحثون عن مثل هذه الجيمات في محاولات من جانبهم لتحقيق ربح سريع. وأكد ان "الميكر" في السوق المصري يقوم بدوره بشكل جيد حيث يقوم بتوفيق أوضاعه علي أحد الأسهم ومن ثم يحاول لفت الأنظار الي صعود السهم حتي ينخدع المستثمرون وبالتالي يقومون بالشراء ليقوم هو بالبيع بعد أن يكون قد حقق مكاسب طائلة.ويقول ان ارتفاع الأسهم وتضخم اسعارها جاء نتيجة سيطرة المضاربين علي التعاملات في السوق وتركيزهم علي بعض الأسهم الصغيرة التي يمكن السيطرة عليها حيث تتجه المضاربات الي الشركات ذات عدد الاسهم المحدود والرخيصة نسبيا حيث يمكن لمجموعات من المضاربين السيطرة علي الورقة آخذين في اعتبارهم وجود نسبة من الأسهم مع أعضاء مجلس الادارة ومن ثم القدرة علي الصعود بأسهم الشركة بصرف النظر عن الأداء أو نتائج الأعمال. واضاف أن ظاهرة القفزات السعرية السريعة لم تعد مقصورة علي عدد محدود من الاسهم كما كان سابقا حيث كانت الأضواء غالبا ما تنحصر في سهم أو عدد محدود من الأوراق المالية. ويقول: علي الرغم من المخاطر الكبيرة في اسهم المضاربات الصغيرة فإنها تحظي باهتمام المضاربين وصغار المتعاملين الذين يبحثون عن الربح السريع بعيدا عن أسهم الاستثمار والكوبون.