فقدت مصر أمس أحد ألمع عقولها وأبرز مفكريها الدكتور اسماعيل صبري عبد الله بعد رحلة طويلة من العطاء والكفاح. تخرج الدكتور اسماعيل صبري عبد الله في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1946 وحصل علي الدكتوراه من جامعة باريس عام 1951 وعمل بعد عودته من فرنسا استاذا للاقتصاد بجامعتي القاهرة والاسكندرية في الفترة من 1951 إلي عام 1956. ونظراً لمواهبه النادرة في الاقتصاد فقد تم اختياره وهو في ريعان الشباب مستشارا للشئون الاقتصادية والمالية بمكتب رئيس الوزراء في الفترة من 1954 إلي 1955 ثم مديرا للادارة الاقتصادية بالمؤسسة الاقتصادية لدي انشائها عام 1957. لكن مواهبه وكفاءاته لم تغفر له اشتغاله بالسياسة والتغريد خارج السرب ومعارضة الحكم سواء قبل أن تلفظ الملكية أنفاسها الأخيرة أو بعد قيام ثورة 23 يوليو ،1952 فتم اعتقاله في الفترة من عام 1959 حتي عام 1965 وبعد خروجه من المعتقل السياسي عين رئيساً للتحرير بدار المعارف من 1965 حتي ،1969 ثم مديرا لمعهد التخطيط القومي من 1969 حتي ،1977 ونائبا لوزير التخطيط من 1971 حتي 1972 ثم وزير دولة للتخطيط من 1974 حتي 1977 لكن الأهم من كل هذه المناصب أن الدكتور اسماعيل صبري عبد الله كان عقلية اقتصادية وسياسية عبقرية وإن ابداعاته الفكرية قد امتلكات قدرة الاشعاع والتأثير في سائر بلدان العالم الثالث، وظلت كتاباته عن التنمية مرجعاً اساسياً لدي الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والاقليمة. كما ظلت كتاباته عن قضايا السياسة الدولية والمحلية والشئون الثقافية مرجعاً ينهل منه أجيال متواصلة من المصريين والعرب.