رحل عن عالمنا، إلى جوار الخالق الرحيم، فجر الأربعاء 15 رمضان 1431ه - 25 أغسطس 2010م، المفكر التربوي الإسلامي الكبير الأستاذ الدكتور محمد وجيه الصاوي، أستاذ التربية الإسلامية، ورئيس قسم أصول التربية الإسلامية ووكيل كلية التربية جامعة الأزهر سابقا.. والدكتور محمد وجيه الصاوي ولد عام 1948م في قرية سمادون مركز أشمون بمحافظة المنوفية -شمال القاهرة بدلتا مصر- وسمادون تعتبر أكبر قرى مركز أشمون من ناحية العدد والمساحة، وتمتاز بموقعها الفريد، ويتميز أهلها بالكرم، والطيبة، ونسبة التعليم بها عالية جداً.. وقد قدمت هذه القرية نخبة من أبنائها ليقودوا مسيرة العلم والفكر والسياسية والفكر الإسلامي، منهم: الدكتور عبد المنعم باشا بدر عسل عميد كلية الحقوق جامعة القاهرة، والدكتور عبد الحليم حسن نصر عميد كلية العلوم جامعة الإسكندرية والذي يعد رائد علم الطحالب البحرية في العالم، والدكتور عاطف البنا أستاذ لقانون الدستوري، والدكتور عبد الواحد الفار عميد كلية الحقوق جامعة أسيوط، واللواء أمين باشا منصور الأودن قائد الجيش المصري عام 1953 والذي كان الرتبة الثانية قي الجيش بعد اللواء محمد نجيب قبل قيام الثورة، والسيد اللواء تحسين شنن قائد الجيش الثالث سابقا ومحافظ السويس السابق، والسفير عبد المنعم غنيم سفير مصر لدى العراق عام 1980، والسيد الدكتور علاء الصاوي أستاذ القانون الجنائي بجامعة المنوفية، كما أخرجت القرية العالم الجليل الشيخ عبد الحليم الدسوقي، وأيضا الأستاذ الدكتور محمد وجيه الصاوي، الذي تخرج في جامعة عين شمس 1970، وعين معيداً في يناير 1973م، ثم حصل علي الماجستير عام 1976م، وكان موضوع رسالته: "انصراف التلاميذ عن التعليم الابتدائي بقرية سمادون" بعدها سافر بعدها في بعثة حكومية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1978م، وحصل علي الماجستير مرة أخري عام 1980م، ثم على الدكتوراه عام 1983م. والدكتور وجيه الصاوي الذي لقبه الكثيرون ب "حاصد الجوائز الكبرى" هو أول باحث تربوي يحصل على جائزة مبارك للدراسات الإسلامية عام 2006م وفي غير تخصصه "التربية وأصولها". وفي عام 2007م حصل على الجائزة الدولية لرابطة الجامعات الإسلامية -التي تضم 140 جامعة على مستوى العالم- في موضوع: "دور الجامعات في النهوض بالأمة الإسلامية" وحصل على براءة الجائزة في احتفال مهيب عقدته الرابطة في جامعة القاهرة، وسلمه الجائزة معالي الدكتور عبد الله التركي رئيس الرابطة، ومعالي الدكتور صوفي أبو طالب رحمه الله، وسعادة الدكتور جعفر عبد السلام الأمين العام للرابطة... وغيرها من الجوائز الكبرى التي حصل عليها في الكثير من الدول العربية والإسلامية.. ويبدو أن الدكتور الصاوي رحمه الله، كان قد سبق عصره بسنوات، حيث عكف منذ سنوات طويلة لإخراج قاعدة بيانات تربوية توفر للباحثين المعلومات التربوية بطريقة ميسرة وفي وقت قصير.. وبلغ من صفاء نفسه وسريرته ورقة قلبه على أبنائه الباحثين –الذين كان يجلس معهم لتوجيههم أوقاتا طويلة لوجه الله- أن اشترى بقيمة جائزة مبارك، شقة في زهراء مدينة نصر، وخصصها لتكون نواة لمكتبة تربوية متخصصة للباحثين من شتى أنحاء العالم، تضم قواعد البيانات التربوية، وملخصات الرسائل العلمية، التي عكف على إنجازها، فضلا عن أجهزة الكمبيوتر المتصلة بمراكز البحوث العالمية، وبالإضافة إلى احتواء المكتبة على آلاف الكتب التربوية، فإنها في الوقت ذاته تضم نوادر الكتب التربوية على مستوى العالم.. والدكتور وجيه الصاوي -رحمه الله- أثرى المكتبة التربوية الإسلامية بعشرات الكتب والأبحاث والكتب المترجمة في أصول التربية، وله بصمات واضحة في تجلية وإبراز النظرية التربوية في الإسلام، وأصول وفلسفة التربية الإسلامية وتفردها وتميزها وتكاملها، للعالم كله.. ووفاة الدكتور وجيه الصاوي في هذه الأيام المباركة لهي بشارة إلهيه له -رحمه الله-، فما اختاره الله في شهر رمضان إلا مكافأة ربانية لإخلاصه، ووفائه لربه ولدينه، ولوطنه، وأهله.. نعم لقد كان مصابنا أليما في وفاته -رحمه الله- وعزاؤنا أن تلاميذه ومحبيه سيظلون ينهلون من علمه وفكره وتراثه الفياض.. رحم الله الفقيد الغالي وأسكنه فراديس الجنان، وألهم أهله وأولاده وذويه وتلاميذه ومحبيه الصبر والسلون. روجع: أحمد 25 – 8-2010 - نهائي