بلغت قيمة التبرعات التي وصلت الي الحكومة لضحايا عبارة السلام 98 اكثر من 55 مليون جنيه وقام مجلس ادارة صندوق الاغاثة بتوزيع 33 مليون جنيه فقط منها.. ولا احد يعرف اين ذهب الباقي وهو 22 مليون جنيه هل هي ضريبة المبيعات علي ارواح الشهداء والمفقودين ام انها رسوم نقل جثث الموتي في الميكروباصات ام انها مقابل تشييع الجنازات التي لم تتم ام ان هذا المبلغ اضيف الي مكافأت كأس افريقيا علي اساس ان غرق العبارة ومباريات الكأس جاءت في وقت واحد لقد صرفت الحكومة مبلغ 36 الف جنيه لكل متوفي و 18 الف جنيه لكل ناج.. ولا احد يعرف لماذا لم تصرف الحكومة 50 او 60 الف جنيه لكل متوفي لأنها لن تدفع شيئا من خزائنها فالمبالغ كلها تبرعات للضحايا الغلابة... ولكن كيف تكمل حكومتنا الرشيدة عملا خيريا وكيف تصل اليها هذه الملايين دون ان تأخذ منها شيئا لشراء سيارات او اقامة مهرجانات او تغطية سفريات خارجية.. في مأساة الزلزال منذ سنوات وفي بداية التسعينيات وصلت الي مصر معونات عينية ضخمة كانت فيها انواع فاخرة من البطاطين والغريب ان هذه البطاطين تسللت الي بيوت المسئولين بينما تم توزيع بطاطين رخيصة علي ضحايا الزلزال كما تسربت ايضا انواع فاخرة من الاطعمة واستبدلتها الحكومة بالفول والعدس الذي وزعته علي المنكوبين في الزلزال وفي مصر مشروعات خيرية كثيرة جمعت الملايين من التبرعات ورغم هذا لم تتم لان التبرعات ذهبت الي اماكن غير معروفة وفي 6 اكتوبر مستشفي السرطان للاطفال نقرأ اعلانات عنه منذ 15 عاما ولم يتم حتي الان رغم عشرات الملايين من التبرعات التي وصلته... ولهذا لم يكن غريبا ان تأخذ الحكومة حصتها ونصيبها غير المشروع من تبرعات عبارة الموت والغريب ان نفس الحكومة وزعت تبرعات كأس افريقيا علي اللاعبين واغدقت عليهم ولم تترك احدا حتي انها قدمت للمشجعين دعما في شكل شارات واعلام.. الذين ماتوا في العباره لم يأخذوا حقهم كاملا والذين صاحوا في الملاعب كافأتهم الحكومة الرشيدة وبعد ذلك يتساءل البعض لماذا ساءت الاحوال واسودت الوجوه وفسدت النفوس وماتت الضمائر ونزل علينا غضب من الله.. حين يأخذ المظلوم حقه في هذا البلد سيكون هناك مجتمع اخر وانسان افضل.