الولايات المتحدة في موقف لا تحسد عليه مع الخسائر المادية والبشرية للقوات الأمريكية في العراق رغم العمليات التي تقوم بها ضد المدن العراقية واَخرها عملية الضربة السريعة التي شنتها ضد مدينة "حديثة" أما رامسفيلد وزير الدفاع والذي لعب دور المايسترو في غزو أرض الرشيد واحتلالها فقد مضي يعلق فشله واندحاراته علي المشجب السوري، ففي كل مرة يجد نفسه مضطرا إلي الحديث أمام الأمريكيين كأن يحاول أن يلقي بالمسئولية علي سوريا في هزيمة أمريكا في العراق! المأزق الأمريكي هذا ما فعله رامسفيلد في الخامس من الشهر الحالي أثناء كلمته أمام مجلس الشئون الدولية، فعلي حين اعترف بأن الجيش الأمريكي يواجه مأزقا خطيرا في العراق بعد سقوط نحو ثلاثين جنديا من مشاة البحرية الأمريكية خلال الاسبوع الماضي وحده فلقد راح يتهم سوريا من جديد ويوجه الانتقادات لقيادتها بدعوي أنها تفتقر إلي الحكمة في تصرفاتها ويتهمها بمساعدة الجماعات المسلحة في العراق ويحملها مسئولية استضافة وتوفير المأوي لفلول النظام البعثي السابق بعد فرارهم من العراق مؤكدا أن سوريا مازالت مدرجة علي قائمة الدول الراعية للارهاب منذ سنوات وأنها علي تعاون وثيق مع ايران وتقوم بتمويل حزب الله ليهاجم إسرائيل مؤكدا أن بلاده ستستمر في ممارسة ضغوطها علي دمشق حتي تنصاع للإرادة الدولية. ادعاء عراقي ولقد رأينا كيف أن ساسة العراق في حكومة إبراهيم الجعفري قد مالوا إلي أن يحذوا حذو رامسفيلد ورايس وتشيني وبوش ويرددون نفس الانتقادات ولهذا رأينا المدعو بيان صولاغ وزير الحكومة غير الشرعية في العراق ينتهز أية مناسبة لالقاء التبعة علي سوريا فيما يحدث في العراق تماما مثل سيده في البيت الأبيض ولهذا انتهز فرصة الاجتماع الوزاري لدول الجوار العراقي الذي عقد بتركيا الشهر الماضي وراح يكيل الاتهامات جزافا لسوريا مدعيا أنها لم تتخذ إجراءات جادة لمنع التسلل عبر الحدود بل واتهمها بايواء الارهابيين وبأنه علي يقين من هذا مائة في المائة وأن لديه صورهم وعناوين إقامتهم! هذيان صولانغ ولاشك أن تصريحاته غريبة وغير موزونة وكلامه أجوف ومردود عليه لأنه إذا كانت لديه صور المسلحين وعناوينهم فلماذا لم يسلمها للوفد الدبلوماسي الأمي السوري الذي زار العراق الشهر الماضي ومكث بها نحو أسبوع كامل؟! الرجل يهذي لا محالة غاب عنه وسط حالة التيه الذي يعيشه أن سوريا أعلنت علي الملأ الإجراءات التي اتخذتها لسد هذه الذريعة حيث نشرت أكثر من 750 جندياً علي الحدود وأقامت أكثر من 750 مخفرا للمراقبة وتعهدت ببذل كل ما في وسعها من أجل علاقات جيدة مع العراق غاب عن صولاغ أن سوريا دعت في شهر مايو الماضي دبلوماسيين وصحفيين لزيارة الحدود وتفقد الوضع علي الطبيعة ورؤية ما اتخذته من إجراءات لمنع التسلل. الحدود والعمليات التفجيرية غاب عن وزير داخلية العراق الذي يتلقي التعليمات من السيد الأمريكي أن الحدود التي يصل طولها إلي 650 كيلو مترا من الصعب ضبطها وأن الحدود لا يمكن أن تفسر وحدها جغرافية العمليات التفجيرية الحادثة في العراق ومع ذلك فلقد دعت سوريا الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي لتفقد الموقف علي الطبيعة لبيان كذب وادعاءات هذا الرجل الإمعة! اتهام قديم جديد نسي صولاغ الذي عاش فترة طويلة في سوريا كمعارض لنظام صدام أن سوريا هي التي احتضنته وأنه كان محسوبا عليها لقد جاءت تصريحاته كنتوء شيطاني مناقض لما تحقق علي أرض الواقع والاتهام قديم جديد دفع إليه بأمر من البيت الابيض فحكومة الجعفري لا تملك زمام أمرها، كما أن هناك مصلحة لأمريكا في ابقاء الضغط مسلطا علي سوريا. تصريحات غير مسئولة تصريحات وزير داخلية العراق صولاغ تستدعي تصريحه الفج الذي قاله متزامنا مع اختطاف السفير المصري ايهاب الشريف عندما قال لقد خرج بدون أمن ومن ثم يتحمل مسئولية كل ما يجري له!! كلامه غير مسئول ولا يعبر عن رجل دولة فهو يتصرف وكأنه زعيم عصابة ونسي أنه بسببه وبسبب الحكومة العراقية غير الشرعية التي ينتمي إليها حدث ويحدث كل ما يجري الاَن في العراق من كوارث.