أعلن جورج بوش اليوم الأربعاء استقالة وزير دفاعه دونالد رمسفيلد وترشيح المدير الأسبق للمخابرات المركزية روبرت جيتس بدلا منه. وفي خطاب ألقاه الرئيس الأميركي في واشنطن، قال إنه اتفق ورمسفيلد على أن "الوقت حان لقيادة جديدة في البنتاغون"، مشيرا إلى أنه "يشعر بخيبة أمل إزاء نتائج انتخابات الكونغرس". يأتي ذلك بعد أن تعرض الحزب الجمهوري الذي يقوده بوش لهزيمة في انتخابات الكونغرس، إثر سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب وعلى عدد كبير من مناصب حكام الولايات. ويحتاج ترشيح جيتس لموافقة الكونغرس الجديد. وكانت وسائل إعلام أميركية نقلت عن مصادر في الحزب الجمهوري أن رمسفيلد سيستقيل بسبب تعرضه لانتقادات من الديمقراطيين، ومن قادة عسكريين خصوصا بسبب الحرب في العراق. وقد وجه بوش فى خطابه انتقادات غير مسبوقى لرامسفيلد حيث قال "إن السياسة الأمريكية في العراق غير ناجحة بشكل كافٍ وتفتقر إلى السرعة الكافية".وقد جدّد بوش ثقته في نائبه ديك تشيني الذي واجه بدوره انتقادات عنيفة بشأن أدائه. واشنطن وكالات الأنباء
واستهل بوش المؤتمر بالتشديد على أنه سيتعاون مع زعيمة الديمقراطيين نانسي بولوزي-الذين فازوا بمجلس النواب- بعد الانتخابات النصفية التي عرفتها البلاد، داعيا إلى تجاوز الخلافات. وردا على سؤال يتعلق بالكيفية التي سيقبل بها التعاون مع بولوزي التي وصفته بالكاذب والخطير، جدّد بوش على أنّه ينبغي التعاون لأنّ الشعب يريد ذلك، مشيرا إلى أنّ بولوزي أعربت له في اتصال هاتفي رغبتها في التعاون معه "وهذا ما أريده."
واعتبر أنّ التحديات مازالت موجودة أمام الجميع، قائلا إنّه سيجتمع مع الحزبين ومجلس الأمن القومي الأمريكي لمناقشة جميع الملفات، رغم خيبة الأمل جراء نتيجة الانتخابات. وقال إنّ رامسفيلد رجل وطني قدّم خدمة كبيرة للولايات المتحدة ، وفى محاولة لطمأنة حكومة الاحتلال العراقية، دعي العراقيين والجنود الأمريكيين إلى عدم الخوف والمضي قدما من أجل تحقيق الأهداف المرسومة، لكنه اعترف بأنّ نتيجة الانتخابات النصفية تعكس عدم إحراز تقدم في العراق. ويأتي الإعلان عن قبول استقالة رامسفيلد بعد أسبوع فقط من تأكيد بوش تمسكّه به ، ففي بيان ألقاه بوش على هامش الحملة الانتخابية للجمهوريين، أكد نيته إبقاء رامسفيلد وكذلك نائبه ديك تشيني في منصبهما حتى نهاية ولايته الرئاسية، وأنه لن يكون مدفوعا بانتخابات الكونغرس النصفية. وأدى البيان إلى تخصيص افتتاحية مطبوعة مستقلة تخدم أربعة فروع إعلامية تابعة للجيش الأمريكي، لدعوة بوش إلى استبدال وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بمسؤول آخر. وقال روبرت هوديرن، مدير تحرير في دار نشر "ارمي تايمز" Army Times - التي تصدر عدد من الدوريات هي: Army Times و Navy Times و Air Force Times و Marine Corps Times- إن المقال التحريري يركز على تراجع دعم واحترام القيادة العسكرية لرامسفيلد، اللذان بدآ ينتشران بين الرأي العام الأمريكي، بالإضافة إلى "سوء التخطيط الذي نعتقد أنه (رامسفيلد) اتخذها، إنه الوقت المناسب لاستبداله." وكانت فضيحة سجن "أبو غريب" في العراق في ربيع 2004 فجرّت أزمة ثقة إزاء قيادة دونالد رامسفيلد للعمليات العسكرية الأمريكية في العراق. كما أظهر آخر استطلاع للرأي أجرته CNN تدني شعبية رامسفيلد الذي يتهمه الشارع الأمريكي بالفشل في إرسال قوات كافية إلى العراق وعدم التخطيط لإدارة الاحتلال وعمليات إعادة البناء. وواجه الرئيس الأمريكي ووزير دفاعه انتقادات متنامية بشأن كيفية إدارتهما لحرب العراق التي تشهد تصاعد الخسائر البشرية الأمريكية بجانب تراجع الدعم الشعبي. وتأجج الجدل الدائر مع الكشف عن تقرير استخباراتي سري خلص إلى أن حرب العراق ساعدت فى اتساع النفوذ السياسى للجهاديين واتساع الرقعة الجغرافية التى يتواجدون فيها ، أو يسيطرون عليها. وكان بوش الأحد الماضى قد أكد ثقته المطلقة في وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ،وسط موجة انتقادات جديدة بشأن كيفية إدارة قائد البنتاغون لحرب العراق ، وهو ما دفع الكثير من المراقبين إلى توقع انهيار مقاومة بوش أمام الضغوط الكبيرة لتسريح تشينى.
وقال مستشار البيت الأبيض دان بارليت يوم السبت الماضى في حديث لCNN "للرئيس ثقة مطلقة في قدرات رامسفيلد ويعتقد أنه الرجل المناسب للوظيفة.. تماماً كما يفعل الآن."
ورامسفيلد أيضا كان على ثقة من بقائه فى موقعى فقد قال خلال تواجده في سلوفانيا أنه باق في منصبه وبدعم من الرئيس الذي أكد له مجدداً مؤازرته المتواصلة ، وقلل من شأن ما ورد في كتاب وودورد من انتقادات ، وجاء رد رامسفيلد على أسئلة الصحفيين فى هذه الزيارة حاسماً حول سؤال بشأن إذا ما نظر مؤخراً في تقديم أستقاله قائلاً "لا." وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في الكونغرس الأمريكي، هاري ريد، "التقارير الصحيفة تقول إن أجهزة استخباراتنا إن استمرار الخطوات الخاطئة للرئيس الأمريكي جورج بوش في العراق، ورفضه العنيد لإحداث تغيير في المسار، جعل أمريكا أقل أمنا عن ذي قبل." وكشف التقرير أن الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة لغزو العراق شكلت حافزاً للجهاديين كما أدت إلى تنامي مشاعر العداء المتأصلة للتورط الأمريكي في العالم الإسلامي وتزايد أنصار الحركة الجهادية الدولية.
خسائر الجيش الأمريكي البشرية في تصاعد ثابت
وفيما سلم الرئيس الأمريكي جورج بوش الجمعة بصعوبة الأوضاع في العراق، استبعد البيت الأبيض تغيير الإستراتيجيات في الوقت الذي تتصاعد فيه الخسائر البشرية الأمريكية هناك.
ونقل أن الرئيس الأمريكي رفض التعقيب إذا ما كان يعتقد أن تغيير إستراتيجية العراق ضرورة الآن.وأضاف قائلاً "هدفنا ثابت لم يتغيّر.. هدفنا دولة قادرة على الدفاع عن نفسها.. دولة ستخدم كحليف في هذه الحرب.. تكتيكنا يتكيف حسب الأوضاع." وكان الجيش الأمريكي قد أقر الخميس بأن عملية أمن بغداد الرامية لكبح العنف المتصاعد الذي يعصف بالعاصمة، لم تحقق أهدافها، كما أشار إلى أن القادة العسكريين يعيدون النظر في إستراتيجياتهم هناك.. وارتفع معدل الهجمات هناك بواقع 22 في المائة خلال الأسابيع الثلاث الأولى من شهر رمضان. وعزا الجنرال ويليام كالدويل تصاعد العنف إلى شهر رمضان والانتخابات النصفية للكونغرس في الولاياتالمتحدة .