كان تصريح السكرتير العام لحلف الأطلسي «أندرياس راسموسين «، ومن قبله وزير الدفاع الأمريكي «تشاك هاجل « بمثابة تحد واضح لموسكو ومن ثم للقيادة الأوكرانية، في عدم استخدام القوات المسلحة الأوكرانية لمواجهة أعمال شغب واضطرابات البرتقاليين واليمين المدعوم من واشنطنوبروكسيل .بل أبرز رد لتلك التحذيرات جاء علي لسان وزير الخارجية الروسي «لافروف «، واصفا اياها بفقدان الاتزان وتمثل حالة هيستيرية مرضية !!. وبالفعل هو كذلك لما أصاب واشنطن وحلفاءها مؤخرا بفشل سيناريوهاتهم في دمشق والقاهرة !!. كانت «كييف « ولازالت علي خط جبهة النار بين كل من موسكو وحلف الناتو، الساعي بالتوسع باتجاه الشرق من أجل السيطرة علي كامل أوربا ولتطويق روسيا وتحجيمها من الريادة العالمية كقطب أساسي .. فمنذ عام 1991 سارعت واشنطن والغرب في الاستيلاء علي دول أوربا الشرقية بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو، وانضمت أوربا الشرقية لحلف الناتو، ودمر الحلف الأمريكي الغربي ما أنجزه النظام الاشتراكي في القواعد الاقتصادية والانتاجية .بل تحولت المقدرات الاقتصادية بدول الشرق لأيدي عصابات العوالم السرية والمافيا المنظمة، في تصفية سياسية موازية لكل القوي الاجتماعية والسياسية المعارضة لتلك التحولات تحت شعاراتها البراقة في الحرية والديمقراطية في الانضمام للاتحاد الأوربي، والنتيجة ما ألت اليه الأوضاع منذ 22 سنة !!في اطار استكمال السيناريو الأمريكي الغربي، أطلقت بروكسيل عاصمة الاتحاد الأوربي، ما عرف «بالشراكة مع الشرق « للتوسع بجهة دول الاتحاد السوفيتي السابقة وفي القلب منها أوكرانيا .! لماذا أوكرانيا ؟! العلاقة الروسية الأوكرانية متميزة تاريخيا، فهي تعود لمدار ألف سنة، علي منحي تأسيس امارة كييف – روس منذ تأسيس روسيا تاريخيا بما يزيد على 1200 سنة، وأصبحت جزءا وقتها من الأراضي الروسية، دخلت أوكرانيا الجمهورية المستقلة عام دوامة الصراعات السياسية والقومية وعمليات النهب الاقتصادي المنظم بتحريض من حلف واشنطن – بروكسيل، في محاولة حثيثة للاستيلاء علي مقوماتها الاقتصادية الصناعية والزراعية، مع ضمها لفلك الناتو في المحصلة ..ومن هنا أساس الصراع والهوس الأمريكي الأوربي وصانعيهم البرتقاليون علي المستوي المحلي الأوكراني مع حزب الأقاليم الذي يتزعمه الرئيس الحالي فيكتور يانكوفيتيش – والذي يمثل نسبة ربع سكان أوكرانيا البالغ 49 مليون نسمة ويتمع بتأييد سكان المناطق الشرقية والمواطنين المنحدرين من أصول روسية ..لكن ثمة أخطاء وانتهازية سياسية ليانكوفيتيش في اللعب علي حبال التناقضات االأمريكيةالغربية مع روسيا، في محاولة منه لارضاء الجزء الغربي الأوكراني لانتخابات الرئاسة عام 2015، وهو ما انعكس في غياب خطة تنموية اقتصادية شاملة ولتفاقم الأوضاع .. الرد الروسي .. مثل خطاب الرئيس «بوتين « الأسبوع الماضي ردا مباشرا علي السيناريوهات الأمريكيةالغربية، حيث وصف «منظومة الدرع الصاروخي الأمريكي، بأنها عنصر من منظومة هجومية تستهدف روسيا، مشيرا الي أنها تمثل حلقة مهمة ضمن سلسلة القدرات الهجومية الاستيراتيجية لواشنطن والناتو وتستهدف بالمقام الأول روسيا، ومضيفا لوجود مخططات لبناء منظومة عالمية من شبكات رادارات وصواريخ وأقمار صناعية عسكرية وأنظمة ليزر قتالية تحيط بالأراضي الروسية شمالا، جنوبا، غربا وشرقا بل وفضاء (بولندا، التشيك، ورومانيا، كما وافقت تركيا علي نشر رادار بعيد المدي بجنوب شرق البلاد، ورادر بشمال اليابان، مع رادار أخر في النرويج بالأراضي المتاخمة للحدود الشمالية الغربية الروسية ) كل ذلك حسب تعبير بوتين، لا يستهدف لا ايران ولا كوريا الشمالية كما يدعي أنصار حماية العالم الديمقراطي !بل يستهدف روسيا وقدراتها النووية .