- خُضت معارك فكرية لتغيير نظرة الاتحاد الدولي للناشرين للمثقفين العرب - الكتاب الورقي يظل هو الوسيلة الأنسب والأكثر راحة وانتشارًا على مستوى العالم - كتاب المفاوضات السرية لهيكل الأكثر مبيعا في مسيرة دار الشروق - فوجئت بترشيحي في انتخابات مجلس إدارة الأهلي وكنت أتخيل أن صالح سليم ديكتاتور
حل المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة مجموعة «الشروق»، ضيفًا على برنامج «الصورة» الذي تُقدمه الإعلامية لميس الحديدي، عبر شاشة «النهار»، متحدثًا عن مسيرته في عالم النشر، ومتناولًا واقع الثقافة في مصر، وعلاقته بأبرز المثقفين في تاريخ مصر، وارتباطه بالنادي الأهلي.
المعلم الذي تمتد مسيرته في مجال النشر ل57 سنة، قال إن رحلته بها الكثير من المحطات المهمة بينها تعامله مع شخصيات ثقافية بارزة مثل عباس العقاد ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومصطفى أمين وعلي أمين ومحمد حسنين هيكل وأنيس منصور وغيرهم.
أكد المعلم أن أي ناشر لا يمكنه أن يجابه التحديات التي تواجه القطاع منفردًا، ما قاد إلى الحاجة ليكون هناك اتحاد ناشرين في مصر، مؤكدا أنه لم يتحول إلى رقيب ذاتي، وقال إنه يمكنه أن يرفض نشر كتاب لكونه ضعيفًا أو يتضمن معلومات خاطئة أو أم الكاتب لم يؤدِ الجهد اللازم.
انضم المعلم إلى الاتحاد الدولي للناشرين عام 1998. ومتحدثًا عن ذلك، قال إنه خاض معارك فكرية لتغيير نظرة الاتحاد الدولي للناشرين للمثقفين العرب. وأضاف أنه كان أول من يحضر جمعية عمومية للاتحاد من العالم العربي وكان ذلك عام 2000، وعندما التحق بالاتحاد وجده يغلب عليه الطابع الأوروبي - الأمريكي - الغربي.
نوه المعلم بأنه حاول التأكيد على أهمية وصحة معايير اتحاد الناشرين لكنه في نهاية المقام هو اتحاد دولي، فمن الضروري مراعاة الثقافات الأخرى التي تنطبق عليها نفس معايير الاتحاد، وبالتالي يجب النظر بعيون مفتوحة، موضحًا أنه كانت هناك معارك فكرية في هذا الإطار.
أشار إلى أنه ساهم - برأي أقطاب النشر الدوليين - في تحويل الاتحاد الدولي للناشرين من اتحاد غربي أوروبي إلى اتحاد دولي وعالمي كما يجب أن يكون، حتى استوعب دولًا لم تكن قادرة على الالتحاق به بما في ذلك دول من أوروبا الشرقية ودول آسيوية.
"الحالة الثقافية في مصر تشهد حالة من المد والجزر".. كان هذا تعليق المعلمن على حال الثقافة في مصر ليشير بتعليقه إلى انتعاشها أحيانًا وتراجعها في أحيان أخرى، لكنه لفت إلى أنّه طوال الوقت توجد في إبداعات جديدة وشباب متميزون لكنهم بحاجة إلى فرصة.
شدد المعلم على أن مصر دائمًا ما تمتلك إمكانات وإمكانيات هائلة على مدار الوقت، موضحًا أن تحول الكاتب الصاعد ليصبح نجمًا كبيرًا يتطلب ظروف محيطة معينة.
دعا المعلم للاهتمام بالصناعات الثقافية والإبداعية، وقال إنّ هناك دولًا لا يوجد بها وزير للثقافة لكن دولًا كبرى توجد بها هذه الحقيبة غير أنها تكون وزارة للثقافة والصناعات الإبداعية.
شدد على أن مصر لديها تاريخ وكوادر وميزة نسبية، لكن هناك حاجة لتدشين هيئة قومية أو هيئة عليا لهذه الصناعات الإبداعية لتعمل على حمايتها وتطويرها وازدهارها.
أكد ضرورة أن يتحلى المجتمع بالتنوع الثقافي، وقال إنَّ الفن والثقافة والإبداع تمثل حرية وتنوعًا، وأشار أن المجتمع لا يكون حيًّا إلا إذا كان به تنوع.
تحدث المعلم عن واقع الكتاب الورقي في ظل التقدم التكنولوجي، وقال إنه يظل الوسيلة الأنسب والأكثر راحة وانتشارًا على مستوى العالم. ونوه بأنَّ نسبة الكتاب الإلكتروني بمصر تبلغ 1.5% من إجمالي الإنتاج، مشيرًا إلى أن مصر عليها اقتحام القطاع الرقمي بشكل أكبر من ذلك بكثير.
ولفت إلى أنّ دار الشروق تعمل على مواكبة التطور الرقمي، كما تحرص على زيادة التوجه نحو الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن النشر في مصر وكذلك في العالم العربي بحاجة إلى ثورة وتجديد وإلا لن يتمكن من الاستمرار.
وأوضح المعلم أن كتاب المفاوضات السرية للكاتب الراحل محمد حسنين هيكل الأكثر مبيعا في مسيرة الدار، وأشار إلى أن هذا الكتاب عبارة عن ثلاثة أجزاء، وكان يباع بين 60 و80 جنيهًا وكان مبلغًا كبيرًا وقت نشر الكتاب، موضحًا أن الكتاب مُنِع نشره في عدد من الدول العربية.
ولفت إلى أن المنع لم يكن سبب فحوى الكتاب لكن لأن هيكل كان ممنوعًا من النشر في هذه الدول بغض النظر عما يكتبه، موضحًا أن معظم مبيعات هذا الكتاب كانت في مصر. ولفت إلى أن الكتاب حقق أكبر عدد توزيع وأكبر عائد لمؤلف عن كتاب إلى الآن، بقيمة وصلت إلى 1.5 مليون جنيه حقوق تأليف وذلك في أوائل التسعينات.
لفت المعلم إلى أن هيكل كان يتسم بذكاء خارق وإتقان وتذوق للغة العربية، بجانب عمله الجاد ومتابعة هائلة لإصدارات الكتب والأحداث، موضحًا أنه يصعب أن يكون هناك مثيل لهيكل بهذه القدرة.
كما شدد المعلم، على أنَّ دار الشروق تبحث عن القيمة، وهي لا تريد أيضًا أن تُمنَى بخسائر، موضحًا أن خبرة الناشر هي التي تمكنه من تحقيق التوازن بين هذين الأمرين.
وتحدث المعلم عن علاقة الكاتب بالناشر، قائلًا إن الاختلاف بينهما أمر وارد الحدوث، موضحًا أنه اختلف مع بعض الكتاب بالفعل وكان ذلك بشأن مستوى الكتاب من حيث العمق والجدية وليس مع الأفكار التي يتم طرحها.
ونوه بأن دار الشروق منفتحة على نشر أفكار مختلفة طالما أن الكاتب لديه قدر من العلم والموضوعية والاجتهاد، موضحًا أن الدار أصبح بها تقليد وهو أن الكتاب يمثلون جزءًا من أسرة الشروق ما يحقق التكامل التام.
كان المعلم يمارس لعبة السباحة في أحد الأندية الصغيرة، وكان فريق كرة الماء بهذا النادي هو بطل مصر، لكن هذا النادي واجه ظروفًا صعبة فانتقل جميع لاعبي الفريق إلى الأهلي.
برز اسم المعلم مع الأهلي وتدرج في عدة مناصب به وظل في مجلس إدارته 12 عامًا، لكن علاقته مع الراحل صالح سليم كانت لها طابع خاص.
يروي المعلم كواليس مشاركته في انتخابات الأهلي قائلًا إن كانت هناك مشكلة في النادي الأحمر فرشحوا البعض لخوض انتخابات مجلس الإدارة، موضحًا أنه استغرب أن اسمه أُدرج ضمن الترشيحات لخوضها بينما كان في معركة في ذلك الوقت من أجل تأسيس الاتحاد المصري للناشرين.
كما لفت إلى أنه كان يظن أن صالح سليم شخصية ديكاتورية، بناء على الصورة التي تشكلت عنه من خلال فيلم الشموع السوداء، ويستذكر قائلًا: «ذهبت إلى الراحل نجيب المستكاوي وقال لي صالح سليم ليس له علاقة بالديكتاتورية.. هو لديه قوة شخصية لكنه قمة في الديمقراطية ويحترم المجلس ويحترم الاختصاصات».
وتابع: «نجيب المستكاوي قال لي إن الأهلي قلعة من أهم قلاع الرياضة والوطنية في مصر وإذا كان في أزمة ونادى على أحد أبنائه وإذا لم يستجب سيكون هذا الابن ليس فقط خائنًا للأهلي لكن أيضًا خائنًا لمصر».