الحرية بلا مسئولية غوغاء وفوضي وسوء أخلاق. والإبداع بلا هدف أخلاقي وترسيخ للقيم الإنسانية والحفاظ علي الثوابت الدينية جريمة في حق البشرية متكاملة الأركان. وكل عمل يقوم علي نشر الفاحشة ومشاهد الإثارة الجنسية الرخيصة والعري الفاضح تحت مسمي حرية الفكر والتعبير فهذا كذب بين وإسفاف بعقول الشعوب العربية والاتجار بغرائز الناس خاصة الشباب من الجنسين وجمع الأموال الملوثة من قوت الشعب المطحون تحت عجلات الدنيا ومتطلباتها التي لا تنتهي. وإفساد للأجيال الجديدة التي لم تعد تفرق بين الغث والسمين. ولا بين الظلمات والنور بفعل أمثال هؤلاء السفهاء الذين يلعبون في جينات الشخصية المصرية عن عمد لتزييفها. وإنتاج شخصية جديدة ذائبة في مستنقعات الغرب الإباحية كذوبان الجليد. فتصبح الشخصية المصرية هجينية بلا هوية ولا جذور ممتدة عبر العصور وفي الحضارة الإنسانية. وهنا تختل القيم وتنهار المبادئ الإنسانية. وتسقط الثوابت وتهتز الرموز الدينية والوطنية والقومية. وتصبح الفوضي والسفه والسفاهة أسلوب الحياة ولا حياة لمن لا دين له ولا كرامة له لذلك يجب علي كل مسئول من ولاة الأمر والعلماء والفقهاء وكل صاحب قلم حر ولسان صدق أن يقف لمثل هؤلاء الذين يعبثون بعقول وغرائز الشعب موقف حاسم. ويراجعونهم بالحجة والبرهان والدليل القاطع علي أن الأفعال التافهة والسفاهة الواضحة من أهم أسباب ضياع الوطن والمواطنين. وإلا تحولت حياتنا إلي غابة تحكمها عشوائية الفكر المسبح بحمد الأوروبيين والسلوك الغربي الذي لا يتناسب وطبيعة الإنسان المصري والعربي. يريد أمثال هؤلاء أن يحولوا مجتمعنا إلي نموذج من المجتمعات العلمانية الغربية. لذا تجدهم يقتتلون من أجل عرض فيلم عار من كل شيء من الأخلاق والقيم والملابس لا هدف لهم إلا جمع المال علي جثث الشباب المنهار بطبيعة الحال. فنصفه قضت عليه المخدرات والنصف الآخر قضي عليه اليأس والرغبة في الانتحار. والبقية تأتي. أصبحت الدنيا مبلغ علمهم ونصب أعينهم وأكبر همهم فقال فيهم نبينا ونبيهم "صلي الله عليه وسلم": "من كانت الدنيا همه فرق الله عليه شمله وجعل فقره بين عينيه ولن يأخذ منها إلا ما قدر الله له".. "الترمذي". جعلوا السفه والسفاهة والإسفاف بضاعتهم فبئس البضاعة. وبئس الصناعة التي تنشر سوء الأخلاق في مجتمع متدين بطبيعته مسلمين ومسيحيين. هلا قام هؤلاء بعمل فيلم أو مسلسل ما دامت أصبحت تؤثر في المشاهد تأثير السحر لترسيخ القيم الإنسانية المفقودة في مجتمعنا الآن؟ كالتسامح والعفو والصفح وحسن المعاملة وأدب الحوار. فلم يبين قيمة العمل وأن العمل روح الحياة بدل حلاوة روح وأن العمل الصالح أساس نهضة الأمم. وأن من لا يعمل خرج من دائرة الإنسانية كما قال الراغب الأصفهاني: "من تعطل وتبطل انسلخ من الإنسانية بل ومن الحيوانية وصار من جنس الموتي". وسئل جعفر الصادق عن رجل أصابته الحاجة بسبب انقطاعه للعبادة. فقال من يقوته؟ قال: إخوته. فقال: إخوته أشد عبادة عنه. هذا هو المنهج الإسلامي في بناء الأمم والحضارات بالعلم والعمل والإيمان! ليس بأفلام الجنس ونشر الفاحشة والتجارة بغرائز الشباب تبني البلاد؟ فمتي نأخذ به لنبني مصرنا الحبيبة ونخرج من أزماتنا الاقتصادية والسياسية والأمنية والأخلاقية ونصبح في مصاف الأمم المتقدمة؟! هل قام هؤلاء بإنتاج فيلم يحث علي الحفاظ علي الآثار المصرية الفرعونية والقبطية والإسلامية؟! وعمل حملة توعية قوية علي انتشال القاهرة الإسلامية قاهرة المعز من أكوام الزبالة التي تغوص فيها حتي لم يصبح لها معالم إلا أكوام الزبالة. أليس من السفاهة أن ننفق علي فلم عشرين مليوناً وعندنا شباب عاطل بالكوم؟! وأقل مثال كان من الممكن إقامة مصنع لتدوير الزبالة والمخلفات بالعشرين مليوناً. والأمر كان سهلاً وبسيطاً المواد الخام متوفرة بمصر وبكثرة واليد العاملة مرطرطة كساد فاحش والنتيجة معلومة وعظيمة رفع الاقتصاد من تحت الأنقاض ونظافة القاهرة من المخلفات واحتواء الشباب. ما أعظمها من نتيجة لو تحقق الحلم! وخرجنا من عصر سفهاء الأحلام! والسفاهات كثيرة ومتكررة في بلادنا. ومن السفاهة والإسفاف أننا في بلد الأزهر الشريف ومنذ أيام قليلة قامت وزارة الأوقاف في رحاب الأزهر بتنظيم المسابقة العالمية لفرسان القرآن الكريم وكانت مشرفة للغاية وقام رئيس وزراء مصر وشيخ الأزهر ووزير الأوقاف بتوزيع الجوائز علي الفائزين في حفل كبير يليق بجلال القرآن وأهله. وإن تعجب فعجب أن التعليمات التي وصلت من وزارة التربية والتعليم تقول: "يجب التخفيف من الاستشهاد بآيات القرآ في المناهج والشرح في مادة اللغة العربية وعند وضع أسئلة الامتحان. ومنع قراءة أو إذاعة نصوص قرآنية في طابور الصباح لأن هناك من يتأذي من سماع كتاب الله. لأنهم غير مؤمنين به. ولا يعترفون به... إلخ". أليس هذا سفاهة نمتنع عن تدريس القرآن والاستشهاد به في حين لا نمل ولا نكل من الاستغراق في تشغيل الأغاني في طابور الصباح يومياً. وكذلك رصد آلاف الجنيهات للأنشطة الفنية مسرح تمثيل غناء رسم موسيقي... إلخ علماً بأننا لا نعترض علي ذلك الأنشطة كلا لكن لابد من العدل والمساواة والتوازن بين الأنشطة والدين. وعدم إهماله بالكلية والتعامل معه كأنه رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه. وظن هؤلاء أن الحرب علي الإرهاب تبدأ بخطة تجفيف المنابع وأولها: بمنع تدريس القرآن وعلومه. وتخفيف حصصه وجرعاته في المدارس كل المدارس ما عدا الأزهر. وتخفيف النصوص المختارة التي يتم تدريسها في حصص اللغة العربية والأدب والبلاغة. واستبدالها بنصوص حديثة لا هي من الشعر ولا هي من النثر. وبها كلمات عامية كثيرة. أن الفصحي تصيب الأولاد بالتلبك الفكري والشلل البياني. وكلما اشتد الحرب علي الإرهاب تواري الاهتمام بالدين وخاصة القرآن الكريم. وزاد الاهتمام ببرامج الخلاعة والجنس والسفاهة. وأصبح القرآن عندهم أرتكاريا عند سماعه والعياذ بالله وأصبحت القاعدة السائدة الآن التودد إلي الشيطان وكل ما قرب إليه من قول وعمل. لأننا أصبحنا في زمن الشيطنة وملاعبه. واستمرأنا السفاهة والإسفاف حتي ظهر بيننا الملاحدة وعبدة الشيطان والسبابون والطاعنون في الصحابة والتابعين. ونسمح لهم بإقامة طقوسهم وحفلاتهم وتدق لهم الطبول علي الملأ. وهل هذا عناد فكري أو عناد سياسي أم سفه وسفاهة؟! هل يجهل هؤلاء فوائد تعليم الأطفال للقرآن في الصغر. وللشباب والكبار والساسة والقادة والعمال والفلاحين والمدرسين والسائقين وكل الفئات؟ فالقرآن خير ما يثبت في نفس الطفل العقيدة الصحيحة. وخير ما يفسح أمام الطفل آفاق العلوم والمعارف الإنسانية. لقد كشفت إحدي الدراسات الإحصائية التحليلية أن حفظ القرآن في سن مبكراً ينمي مدارك الأطفال واستيعابهم بدرجة أكبر من غيرهم. إلي جانب تمتعهم بقدر كبير من الاتزان النفسي والمجتمعي. وبينت الدراسة أن حوالي 70% من الطلاب الذين يحفظون القرآ في سن مبكر متفوقون في دراستهم. ويحصلون علي المركز الأول في المدارس والجامعات. وكذلك قراءة القرآن وحفظه يساعد علي تنشيط فصي المخ لدي الأبناء وأنه ينمي الذكاء ويقوي الذاكرة واسألوا علماء التنمية البشرية عن الزكاوات إن كنتم بها تجهلون ويكفي فخراً وعزاً أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته. وأن الله تعالي لا يعذب بالنار قلباً وعي القرآن. وأحب سنة رسول الله ومن رواها وأحب وآل البيت والصحابة وزكاهم. فاللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا ودواء أبداننا وجلاء همنا وأحزاننا. اللهم حبب فيه أبناءنا وشبابنا. وأنقذ مصر وأهلها من السفاهة وسفهاء الأحلام.