صرخة مهمة أطلقتها الإعلامية الكبيرة أميمة تمام زوجة الدبلوماسي القدير الراحل أسامة الباز رحمه الله.. علي صفحتها علي الفيس بوك.. وأنقلها بنصها دون تدخل ولن اعرض للتعليقات الكثيرة علي الموضوع.. لأن بعضها يضعك تحت طائلة قانون العقوبات خاصة في هذه الايام السوداء.. ومعظمها سب وقذف وعبارات من قبيل الخيانة لمصر وللدين والغباء والبهايم.. والإصرار علي اشعال الحرائق في البلد في كل مكان بدعوي محاربة الارهاب.. هيضيعوا البلد بغبائهم.. تقول الرسالة.. ¢ابنتي في مدرسة إسلامية دولية من كتر تضييق الوزارة عليهم في تدريس القران والدين بيدرسوه ليهم في السر!! واضح ان وزارة التربية والتعليم فهمت مكافحة الارهاب غلط!! وان أولياء الامور يدرسوه لأولادهم في البيوت أفضل!!! غريبة جدا¢! من المفارقات وانا اقرأ الرسالة كنا نسير في احد الشوارع الخلفية بحي الزمالك الشهير هربا من خنقة مرورية وجلطة حادة اصابت الشوارع الرئيسية في ظهيرة يوم صيفي كاذب.. واسترعي انتباهي اكثر من لافتة علي مداخل بعض العمارات.. مكتوب فيها مطلوب محفظ للقران الكريم.. الاعلانات والتي كانت تنحصر في مطلوب آنسة.. مطلوب بائع أو ما شابه بعد ان اختفت ورقة شقة للايجار.. أعادتني للتوقف امام الرسالة الفيسبوكية وتوجيه المدارس إلي التدريس السري للقرآن الكريم.. وقلت في نفسي معقولة.. يحدث هذا في مصر جهارا نهارا.. عيانا بيانا.. مصر ام القرآن والتي تحتفل هذه الايام بأهل القرآن ليس من بين بنيها فقط بل بشباب من جميع دول العالم.. ويتنافس الفرسان الصغار في حفظ القرآن ترتيلا وتجويدا وتفسيرا ايضا.. وقد خصصت مصر الازهر جوائز لهذه المنافسات رغم ما تمر به من ظروف صعبة للغاية اقتصاديا وخلافه اكثر من مليون جنيه وسيكرم رئيس وزراء مصر الفائزين في احتفال كبير في رحاب الازهر بعد غد الخميس.. في رسائل بالغة الاهمية لابد ان يفهمها كل مسئول في بر مصر قبلي وبحري.. خاصة في هذا التوقيت الحرج ولحظات الحرب علي التكفير والتطرف واستغلال الدين والتلاعب به من قبل كثير من التيارات علي الساحة.. الرسالة الفيس بوكية والتي يعضدها ويدعم صدقها اعلانات الشوارع في الحي الراقي تطرح العديد من الاسئلة المهمة والحساسة في مقدمتها هل هناك خلل في النظرة والتعامل مع القران؟! والاجابة بالتاكيد نعم.. وعلي ما يبدو فان الكثير من الجهات اصبح لديها حساسية مرتفعة ولا اقول ارتكاريا من علوم الدين وتعليم الدين.. يمتنعون عن تحفيظهم القران فيما لا يملون من الاستغراق في الاغاني والانشطة الفنية ورصد الاف الجنيهات للتمثيل والمسرح و الرحلات والالعاب وغيرها وبالمناسبة لا اعتراض لي علي ذلك بل اشجعه لكن شريطة ان يكون هناك توازن في الاهتمامات وتنوعها وعدم اهمال الديني أو التعامل معه كانه رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه.. مع ان القاعدة السائدة الان.. التودد إلي الشيطان وكل ما قرب اليه من قول وعمل.. لاننا في زمن الشيطنة وملاعبة ومحاورة الشياطين.. واستمرأنا الامر حتي ظهر بيننا عبدة الشيطان.. ونقيم لهم الحفلات وتدق لهم الزارات عيني عينك.. ومن باب مداخل ومصائد الشيطان هذه ظهرت بعض الاقتراحات للهروب من اتهامات حرب القرآن الكريم ومحاولة منع تدريسه.. يقولون يقوم الاباء بتدريسه لاولادههم في البيوت.. نخف من حدة الاستشهادات بالايات القرآنية في المناهج.. نمنع قراءة أو اذاعة نصوص قرآنية في طابور الصباح لان هناك من يتأذي من سماع كتاب الله.. لانهم غير مؤمنين به.. أو لا يعترفون به..الحادا أو عنادا فكريا أو سياسيا أو اي تلكيكة والسلام.. هؤلاء وغيرهم يجهلون عدة حقائق مهمة عن القرآن الكريم ومعجزته الربانية وفوائد تعليمه للأطفال في الصغر وللشباب والكبار علي السواء وللساسة والعمال والمدرسين وكل الفئات.. وهذا يعكس قصورا كبيرا سواء في مجال الدعوة الاسلامية وايضا في التربية الصحيحة.. وقد أشار الكثير من الدراسات للباحثين في هذا الجانب ان القرآن الكريم هو خير ما يثبِّت في نفس الطفل عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر. وخير ما يفسح أمام عقل الطفل آفاق العلوم والمعارف الإنسانية. وخير ما يسكب في قلب الطفل برد الطمأنينة والرضا. فإذا ارتبط قلب الطفل بالقرآن وفتح عينيه علي آياته فإنه لن يعرف مبدأً يعتقده سوي مبادئ القرآن. ولن يعرف تشريعاً يستقي منه سوي تشريع القرآن. ولن يعرف بلسماً لروحه وشفاءً لنَفسِهِ سوي التخشُّع بآيات القرآن.. وعندئذي يصل الوالدان إلي غايتهما المرجوة في تكوين الطفل روحياً. وإعداده إيمانيا وخُلُقياً. كما أن القرآن الكريم هو الرسالة الإلهية الخالدة. ومستودع الفِكر والوعي. ومنهج الاستقامة. والهداية. ومقياس النقاء والأصالة فإذا أحبه الطفل كان ذلك ضمانا ً- بإذن الله لهدايته. واستقامته. وسِعة أفقه. ونقاء سريرته. وغزارة علمه. ويقولون ايضا ان حب الطفل للقرآن يعينه علي حفظه. ولعل هذا يحفظ الطفل. ليس فقط من شرور الدنيا والآخرة. وإنما أيضاً من بذاءات اللسان.. فمن ينطق بكلام الله ويحفظه يأنف. ويستنكف عن أن ينطق بالشتائم والغيبة والكذب وسائر آفات اللسان. وقد كشفت دراسة إحصائية تحليلية أن حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ينمي مدارك الأطفال واستيعابهم بدرجة أكبر من غيرهم. بالإضافة إلي تمتعهم بقدر كبير من الاتزان النفسي والاجتماعي. وقدرة كبيرة علي تنظيم الوقت والاستفادة منه.. وبينت الدراسة أن حفظ القرآن له دور كبير في زيادة التحصيل العلمي والتفوق. حيث إن أكثر من "70%" من الطلاب الذين بدأوا الحفظ في سن مبكرة متفوقون في دراستهم. ويحصلون علي المراكز الأولي في المدارس والجامعات وأن ما يزيد علي "60%" من الحفظة يسلكون طريق التعليم الجامعي. بما في ذلك الكليات التطبيقية مثل الطب والهندسة والصيدلة والعلوم ويتفوقون فيها. ويقرر أخصائيو الطب النفسي: بأن قراءة القرآن الكريم وحفظه يساعد كثيراً علي تنشيط فَصَّي المخ لدي الأبناء. وأنه ينمي الذكاء ويقوي الذاكرة. وقد أعجبني في هذا الصدد ملمحا آخر ذكره العلامة محمود محمد شاكر رحمه الله في تقديمه للكتاب الممتع ¢الظاهرة القرآنية ¢ للمفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي.. الطريف ان هذا الكتاب الرائع اصدرته هيئة قصور الثقافة في طبعة محترمة منذ عدة سنوات.. والكتاب ألفه مالك بن نبي باللغة الفرنسية وترجمه العلامة الدكتور عبدالصبور شاهين رحمه الله.. يري الشيخ شاكر ان تلاوة القرآن كانت هي المفتاح وكانت هي الدليل علي صدق نبوة النبي.. فلم يكن من برهانه ولا مما امر به ان يلزم قومه الحجة بالجدال حتي بؤمنوا به انما هو اله واحد وانه نبي الله بل طالبهم بأن يؤمنوا بما دعاهم اليهم ويقروا بصدق نبوته بدليل واحد هو هذا الذي يتلوه عليهم من قرآن يقرؤه ولا معني لمثل هذه المطالبة بالاقرارلمجرد التلاوة الا ان هذا المقروء عليهم كان أوضح اية ودليلا علي انه ليس من كلامه.. ويشير إلي ان من اعجاز القران وخاصة في بيئة كلها فصيحة ان المرء يدرك فورا ومباشرة سمو كلام الله تعالي فوق البشر.. الجهات الرسمية بدأت مبكرا واستسلمت وكشفت عن ساقيها في هذا المجال منذ بداية تنفيذ خطة تجفيف المنابع.. فيما اعلن في وقتها من حرب علي الاصولية وخاصة الاسلامية وللحقيقة الاسلامية فقط.. واول الخيط تحفيظ القرآن وتخفيف حصصه وجرعاته في المدارس كل المدارس.. والغاء أو تخفيف النصوص المختارة التي كان يتم تدريسها في حصص اللغة العربية والادب و البلاغة.. وتم استبدالها بنصوص حداثية لا هي من الشعر ولاهي من النثر.. بل والادهي من ذلك نصوص عامية.. لان الفصحي تصيب الاولاد بالمغص العضوي وبالتلبك الفكري والعجز البياني.. والغربة الوطنية والتوهان الاجتماعي.. وكلما استعرت الحرب علي الارهاب تواري الاهتمام باي مادة دينية وخاصة القران الكريم وارتفعت وتيرةالاهتمام ببرامج الشخلعة والهيافة واي حاجة وخلاص.. يتناسون ان القرآن كتاب التربية والفن والادب والعلوم وكل العلوم والفنون التي تخطر ولا تخطر علي بال بشر.. يجهل هؤلاء الخائفون من القرآن حقيقة اخري وهي ان القرآن لابد من تلقيه علي يد معلم.. نسميه سيدنا.. ويتناسون ان المشكلة ستنتقل إلي سيدنا والذي سيصبح متهما وانه من انصار التيار الفلاني والعلاني.. اي انهم يخلقون مشاكل اخري وبدلا من التعامل الجدي وبشكل علمي مع تحفيظ القرآن يدفعون الناس إلي الطرق الالتفافية كالتي يتبعها الاحتلال الاسرائيلي مع الفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية المحتلة لياكل ارضهم ويستأصل شأفة دينهم.. ** يقول الله تعالي: "لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّي جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ" "التوبة : 48". ** يقول العلامة ابن الجوزي رحمه الله : أما تدبير العلم فينبغي أن يُحمل الصبي من حين يبلغ خمس سنين علي التشاغل بالقرآن والفقه وسماع الحديث. وليحصل من المحفوظات أكثر من المسموعات. لأن زمان الحفظ إلي خمس عشرة سنة. فإذا بلغ تشتتت همته. وأول ما ينبغي أن يكلف حفظ القرآن متقناً. فإنه يثبت ويختلط باللحم والدم. ** عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: إن لله أهلين من الناس فقيل: من أهل الله منهم؟ قال: "أهل القرآن هم أهل الله وخاصته"¢رواه الإمام أحمد وابن ماجه وصححه الألباني¢ ** يقول أبو أمامة: إن الله لا يعذب بالنار قلباً وعي القرآن. ** اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا. ونور صدورنا. وجلاء أحزاننا. اللهم اجعله شفيعاً لنا. وشاهداً لنا لا شاهداً علينا. اللهم ألبسنا به الحلل. وأسكنا به الظلل. واجعلنا به يوم القيامة من الفائزين. وعند النعماء من الشاكرين. وعند البلاء من الصابرين. اللهم حبِّب أبناءنا في تلاوته وحفظه والتمسك به. واجعله نوراً علي درب حياتهم. برحمتك يا أرحم الراحمين..