اندلعت ثورة عارمة في الحضانات والكتاتيب عقب قرار وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة بقصر تحفيظ القرآن علي خريجي الأزهر. طالب أصحابها بضرورة إعادة النظر في القرار الذي سيلقي بأضراره وسلبياته علي مسيرة عمل تلك الحضانات والكتاتيب والتي يعمل بها آلاف من حفظة القرآن غير الأزهريين.. دعوا إلي التدرج في إحلال الأزهريين مكان غيرهم خاصة وأنهم غير متوفرين بل في أحيان كثيرة غير أكفاء ولا مؤهلين للقيام بهذه الرسالة. فضلا عن كون حفظ القرآن وتحفيظه ليس مقصورا علي فئة من الناس دون غيرهم. اندلعت ثورة عارمة في الحضانات والكتاتيب عقب قرار وزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة بقصر تحفيظ القرآن علي خريجي الأزهر. طالب أصحابها بضرورة إعادة النظر في القرار الذي سيلقي بأضراره وسلبياته علي مسيرة عمل تلك الحضانات والكتاتيب والتي يعمل بها آلاف من حفظة القرآن غير الأزهريين.. دعوا إلي التدرج في إحلال الأزهريين مكان غيرهم خاصة وأنهم غير متوفرين بل في أحيان كثيرة غير أكفاء ولا مؤهلين للقيام بهذه الرسالة. فضلا عن كون حفظ القرآن وتحفيظه ليس مقصورا علي فئة من الناس دون غيرهم. في البداية ينتقد محمد عثمان- صاحب ومدير حضانة تبارك ببركة الحاج- القرار واصفا إياه بالكارثي لأنه يدمر أسرا ونظاما مستقرا وراسخا لم يتضرر منه أحد. بل توارثته الأجيال عبر العصور حتي قبل إنشاء الجامع الأزهر نفسه. أضف إلي هذا فإن التوجيه القرآني والنبوي يحث علي الحفظ والتحفيظ لكل من وجد في نفسه القدرة والاستعداد لهذا امتثالا للحديث الشريف¢ خيركم من تعلم القرآن وعلّمه¢ فلم يكن تعلم القرآن ولا تعليمه للآخرين في يوم من الأيام مقصورا علي الأزهريين حتي في عز مجده وازدهاره لأن التخوف من التحريف لا محل له لأن الله تعالي قد تكفل بحفظ كتابه الكريم حيث يقول: ¢إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون¢. ويتساءل عثمان مستنكرا : لمصلحة من يتم إصدار مثل هذا القرار؟ وهل الأزهري بالفعل مؤهل للقيام بهذا الدور- مع احترامنا وتقديرنا الكبير للأزهر ورجاله- فالخريج هذه الأيام علي كل المستويات ليس مؤهلا ولا معدّاً إلا من رحم ربي. وفي المقابل نجد هناك أناسا لديهم فطرة وموهبة الحفظ والقدرة علي توصيل ذلك لغيرهم. فلماذا نحرمهم من هذا؟ ضياع الأمانة يلتقط خيط الحديث الشيخ سعد البرعي قائلا: أعمل محفظا بمعهد فطيرة الأزهري بمركز كوم امبو ولست أزهريا ولكن حاجة الأزهر لغير الأزهريين دفعت بي وبمثلي أن نسد العجز الماثل إلي الآن في معاهدنا الأزهرية» ذلك أن القرآن الكريم كتاب منزل علي المسلمين كافة لا علي الأزهريين خاصة والله تعالي يقول "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم" سورة الجمعة الآية 4. يضيف: إن أهل القرآن الكريم ينسبون الي الأزهر شرفا ولو لم يكونوا أزهريين. والهاجرون للقرآن الكريم ليسوا من الأزهر وإن كانت شهاداتهم أزهرية فإن كان الأزهر الشريف أبا روحيا لجميع المسلمين في مصر فكيف يتبرأ من بعض أبنائه وينفي نسبهم إليه بل ولا يعملون في ميدانه أو في مجال قال فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"؟ خاصة وأن الأزهر هو كعبة الإسلام في مصر وهو الحامل لراية الوسطية الدينية في الفكر والاعتقاد فكيف يجعل تدريس القرآن الكريم قاصرا علي أبنائه ويترك شريحة عريضة في المجتمع من المفترض أن الأزهر هو الحاضن لها والراعي لفكرها؟ لذا علي الأزهر أن يبحث هو عن أهل القرآن وينسبهم إليه شرفا وتكريما لكتاب الله لأن رفعة الأزهر إنما هي بالقرآن الكريم أولا وأخيرا» فإن غفل الأزهر عنهم وأهملهم واعتبرهم غرباء لا أبناء. وخصماء لا نصراء فقد عرض نفسه لأزمتين كبيرتين: الأولي : تضييع الأمانة لأنه من المعلوم من الواقع بالضرورة أن عدد الأزاهرة لا يكفي لتدريس القرآن الكريم في دولة عظيمة في المساحات والنسمات كمصر وذلك يستلزم إسناد الأمر لغير أهله من الأزاهرة وقد قال رسول الله في البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا سأل النبي صلي الله عليه وسلم عن الساعة فقال: إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال:¢ إذا أسند الأمر إلي غير أهله فانتظر الساعة¢. ووقتها يكون الأزهر المخول بحفظ الأمانة قد ضيعها. الثانية في مجال العمل : مثل هذا القرار يعني غلق ألوف المعاهد الأزهرية في القري والنجوع بكافة المحافظات والاكتفاء بفتحها في المدن والمراكز للعجز الماثل في الازاهرة من أهل القرآن. وهذا علي صعيد المعاهد الأزهرية أما من جانب الجمعيات الأهلية المرخصة بتحفيظ القرآن الكريم فهذا القرار يعني أيضا غلق الكثير منها وكأن الأزهر يعادي من يعينه علي حمل رسالته لا لشيء إلا للخوف من بعض الأفكار والتيارات وقل لي من عصم الأزاهرة من هذه الأفكار والتيارات فمنهم السلفي ومنهم الصوفي ومنهم الإخواني واليوم أصبح منهم الشيعي فالشهادة الأزهرية ليست وحدها عاصمة لنا من الأفكار والتيارات فالأمر الذي خيف منه هو حاصل في الأزاهرة لأن المدار دائما علي التوفيق والهداية وهما من الله لا من الازهر. يستدرك البرعي قائلا: أرجع بكم الي تأثير القرار علي الجمعيات الأهلية المرخصة بتحفيظ القرآن الكريم. فهذا القرار يعني أيضا غلق الكثير من هذه الجمعيات لأن أغلب الراعين لها من غير الأزاهرة فمثلا تلك الجمعية التي أعمل فيها خادما - جمعية ميراث النبي صلي الله عليه وسلم لتحفيظ القرآن الكريم بقرية الرغامة البلد- بها سبعة عشر فصلا للتحفيظ كل المحفظين غير أزهريين سوي محفظ واحد فقط ومثل هذا القرار يعني غلق ستة عشر فصلا في قرية ليس فيها معهد أزهري واحد مع أن عدد نسماتها يربو علي اثني عشر ألف نسمة فضلا عن النجوع والجزر التابعة لها » فإغلاق ستة عشر فصلا لتحفيظ القرآن الكريم في قرية تخلو من المعاهد الأزهرية يعني دعوة الناس لهجر القرآن الكريم والله تعالي يقول "وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا" الفرقان الآية 30. وأخيرا علي الأزهر الشريف أن يرعي أهل القرآن الكريم كافة ما توفرت فيهم شروط الإحكام والأحكام كانوا أو لم يكونوا أزهريين لأجل النهوض برسالته العظيمة في مصر وخارجها. إعادة نظر يطالب حسن النوبي- استشاري التنمية والتدريب بقنا. ومسئول إحدي الحضانات- بإعادة النظر في هذا القرار لعدة أسباب علي رأسها أن لجمعيات الأهلية والحضانات التابعة لها والتي تعمل بجد ولها تاريخ طويل في هذا الإطار سيتضرر عملها وربما يتوقف لأن خريج الأزهر غير متوفر بالشكل الكافي فضلا عن أن الحافظين للقرآن منهم قلة في حين يوجد آخرون وليسوا أزهريين يحفظون القرآن الكريم بأحكامه وهم لديهم الوقت والخبرة للعمل في مجال التحفيظ خاصة للأطفال في الحضانات لأنهم يحتاجون خبرات ومعاملة خاصة. ويحذر من ان اكثر المتضررين من هذا القرار هم الأطفال الذين نريد الحرص والمحافظة عليهم وليس غيرهم. وبالتالي فإننا نضرهم من حيث نظن نفعهم. تتفق معه صفاء خريشي أحمد- مسئولة جمعية الأمل بالجمالية- مطالبة بالتمهل والتدرج في تنفيذ القرار وليس التطبيق الفوري الذي يضر بالمنظومة التعليمية في الحضانات وطريقة تحفيظ القرآن حيث انه لا توجد حضانة إلا ويكون تحفيظ القرآن فيها أساسيا. حفظة أكفاء يدعو عزت جامع أحمد حسين- جمعية تنمية المجتمع المحلي بقوص-المسئولين توفير البديل قبل تطبيق القرار لأن الكتاب التابع لجمعيتهم لا يوجد به أزهريون في مجال تحفيظ القرآن وبالتالي سيكون تأثيره سلبيا علي العمل الذي سيتوقف نتيجة هذا القرار. مشيرا الي أن من يقوم بالتحفيظ حاليا هم حفظة أكفاء ومتمكّنون من الحفظ بل والتجويد والتلاوة السليمة فلماذا الإضرار بهم في الوقت الذي نسعي لتوفير فرص العمل للشباب خاصة إذا كان مؤهلاً ولديه الخبرة اللازمة؟ أضف الي هذا فإن حفظ القرآن وتحفيظه ليس قاصرا علي الأزهريين فحسب وبالتالي فليس من حق أحد منع غير الأزهريين من المساهمة في نشر كتاب الله الذي قال عنه رسول الله: ¢بلّغوا عني ولو آية¢. جيل المستقبل وتري عزة علي- رئيسة جمعية المستقبل النسائية بمركز أرمنت بالأقصر-: تتبعنا حضانة جيل المستقبل وليس من الضروري أن يكون القائمون علي تحفيظ القرآن من خريجي الأزهر حيث ان تدريس منهج القرآن في الحضانة يقتصر علي قصار السور. وهناك الكثيرون الذين حفظوا القرآن علي يد علماء أجلاء في الكتاب. فهل القرار يعني أنه لا يجوز لمعلم وحافظ القرآن في الكتاب ان يقوم بتحفيظه للآخرين؟! مع مراعاة أن معظم المعلمين والمحفظين بتلك الحضانات هن الفتيات فهل يتوقفن عن عملهن؟!