تعد كتاتيب ومكاتب ومعهد تحفيظ القرآن الكريم بالجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية . وجماعة أنصار السنة المحمدية هي الأوسع انتشارا في مختلف المحافظات المصرية وحققت نجاحا مذهلا ومع هذا لم يشترطوا أن يكون المحفظ أزهريا لأنهم يطبقون عمليا قول رسول الله ضلي الله عليه وسلم ¢بلغوا عني ولو آية¢ وفضلا أن أنهم يهتمون ب ¢المقولة لا القائل¢ فكم من غير الأزهريين يحفظون القرآن بالقراءات عن ظهر قلب . وكم من الأزهريين من لا يحفظ القرآن كاملا فما بالنا بأحكام التجويد والتلاوة حتي يحفظه لغيره ولهذا تحولت الي منارات للقرآن الكريم من هنا تأتي أهمية عرض التجربة ليستفيد منها الآخرون. في البداية. يؤكد الدكتور محمدالمختار المهدي الرئيس العام للجمعية وعضو هيئة كبار العلماء بالازهر . تنطلق رؤيتنا في الاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم انه هو المنهج الذي ارتضاه الله لعباده وأمرهم بتلاوته والعمل به والدعوة إليه لأن فيه ما ينفع الناس في الدنيا والآخرة لهذا فإن المحفظ لدينا صاحب رسالة وليس مجرد صاحب وظيفة روتينية يتكسب منها فقط. واشار الدكتور المهدي . إلي أن الإسلام حثَّ علي حفظ شيء من القرآن ولو كان يسيرًا. وأن يجتهد في الزيادة عليه. وشبّه النبي صلي الله عليه وسلم قلب الرجل الذي لا يحفظ شيئًا من القرآن بالبيت الخرب أي الخالي من العمران. المهدم الأركان. فقال صلي الله عليه وسلم: ¢إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب¢. اهتمام شديد يوضح الشيخ مصطفي إسماعيل . الأمين العام للجمعية الشرعية أن الجمعية عملت منذ نشأتها قبل ما يزيد علي مائة عام علي العناية بكتاب الله تلاوة وفهمًا وحفظًا وتدبرًا. فأنشأت كتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم بالمجان وهذه الكتاتيب تنتشر علي مستوي محافظات الجمهورية. وقد بلغ عددها 1885 كتابًا تضم 116 ألفًا و207 طلاب. وعن تنافس المحافظات في حفظ وتحفيظ كتاب الله من خلال فروع الجمعية الشرعية قال الشيخ مصطفي اسماعيل : محافظة الفيوم تأتي في المرتبة الأولي من حيث عدد المكاتب وإتقان الحفظ. وبها 225 مكتبًا. ثم محافظة سوهاج وبها 127 مكتبًا. أما المرتبة الثالثة فتأتي فيها محافظتا المنيا وقنا بواقع 118 مكتبًا بكل منهما ويتم الإشراف علي هذه المنظومة بنجاح من خلال الهيكل الإداري للمشروع الذي يقوم علي مشرف عام المحافظة الذي يضع الخطط مع مشرف عام المشروع النوعي في المحافظة لتطبيق هذا المشروع ودعمه حتي يكون هو المشروع القومي في المحافظة. ومن خلال الخطط تضع الفروع رؤية ورسالة المشروع في النهوض بالأمة من كبوتها وإعداد جيل من أبناء المسلمين يكونون قادة المستقبل. أوضح الشيخ حسن أبو صُليب- رائد المشروعات بالجمعية الشرعية أن المنظومة الصحيحة تبدأ بالاختيار الصحيح للقيادة ولهذا فإنه يراعي في اختيار مشرف القرآن الكريم بالمحافظة أن يكون حافظًا لكتاب الله. لين الطبع وهادئاً في مناقشاته مع إخوانه وتتلخص مهامه فيما يلي: - قيادة المشروع بالمحافظة بحكمة واقتدار- توصيل منهج الجمعية الشرعية في النهوض بالمشروع وتطبيقه كما ينبغي. - القيام بتنفيذ تكليفات الجمعية الرئيسية في المشروع بكل دقة.- إعداد القيادات والمساعدين من المشرفين علي جميع الأصعدة- المشاركة في تطوير المشروع بضوابط التطوير التي تعدها الجمعية الشرعية- رفع المبادرة في العمل بالمشروع واستحضار روح الدعوة والفهم الصحيح والاستيعاب الدقيق لمنهج الجمعية الشرعية الرئيسية. - حضور اجتماع الجمعية الرئيسية واجتماع المحافظة واجتماعات القطاعات لمتابعة المشروع- الزيارات المستمرة لمكاتب التحفيظ- عقد اجتماع شهري للمشروع يحضره معلمو القرآن الكريم والمشرفون المحتسبون في الفروع. عن مواصفات مشرف القرآن الكريم بالقطاع فقال الشيخ ابو صليب : يؤخذ في مواصفاته ومهامِّه ما يخص مشرف المشروع بالمحافظة ويزاد عليها: - زيارة مكاتب التحفيظ وكتابة التقارير اللازمة عن الزيارات- حصر كامل للقطاع ليتعرف من خلاله علي مواطن القوة والضعف- حصر الأيتام وطلاب العلم داخل المكاتب والعمل علي زيادة أعدادهم- توجيه المكاتب إلي ضوابط العمل بالجمعية الشرعية- اختبار المحفظين الجدد. ويفضل أن يكونوا من خريجي الأزهر ومعاهد القراءات- تقديم تقارير الزيارات لمشرف المشروع بالمحافظة. وعن لجان المتابعة في انجاح التجربة قال الشيخ ابو صليب : كل محافظة تقوم بعمل لجنة متابعة لها في جميع المشروعات ومن خلال زيارات الفروع يتم متابعة ومراجعة مشروع القرآن الكريم. ولكنها ليست متابعة تفصيلية وإنما علي عموم المشروع. حيث إن المراجعة التفصيلية. تكون من نصيب لجنة القرآن الكريم بالمحافظة والتي يُعدها مشرف عام المشروع بالمحافظة وتختار اللجنة من أكفأ قامات القرآن الكريم في المحافظة ومهام عمل اللجنة علي النحو التالي: - اختبار المحفظين الجدد وإجازتهم وذلك شهريًا في اجتماع المحافظة. - عمل جميع الاختبارات في جميع المسابقات داخل المحافظة- رفع التقارير اللازمة عن المشروع. - وضع تصورات لتطوير المشروع خاصة فيما يتعلق بالمعلم والطلاب وتعرض علي مشرف القرآن بالمحافظة. - يتم عمل لجان أخري علي غرار هذه اللجان علي مستوي القطاعات وتأخذ نفس المهام علي مستوي القطاعات. ركائز النجاح عن ركائز الرئيسية لنجاح المشروع يوضح الشيخ أشرف مصطفي- مشرف عام القرآن الكريم علي مستوي الجمهورية- أن مشروع القرآن الكريم يقوم علي ست ركائز: الركيزة الأولي: المكان فهو من الوسائل والطرق التي تساعد علي الإبداع في حلقات تحفيظ القرآن الكريم توفير المكان المناسب ولا يوجد مكان أفضل من المسجد أو مكان ملحق بالمسجد حتي يلتزم الطلاب بالآداب العامة في المعاملات والأخلاق. ويتعلموا المحافظة علي الصلوات في المساجد. أما الركيزة الثانية وهي: المعلم. فيوضح الشيخ أشرف أن المعلم هو المحرك الأساسي لهذا المشروع. والمهمة الأولي عليه تأسيس الطالب الذي يأخذ عنه القرآن» ولذا يجب الاهتمام به من النواحي الآتية: - من الناحية العلمية وذلك عن طريق اختبار المعلم من لجنة القرآن الكريم بالجمعية الشرعية الرئيسية. - إعداد المعلم بعد اجتيازه من خلال دورات تدريبية يحاضر فيها أساتذة تربويون متخصصون في مجالات علوم القرآن. وفي التنمية البشرية حتي يستطيع المعلم أن يتواصل مع طلابه جيدًا. - منح المعلم المكافأة التي تليق به. - متابعة كفاءة المعلمين وتقييم مهاراتهم. - إخلاص النية لله عز وجل والصدق فيها فهذا الشرط هو العمود الفقري لنجاح أي مشروع. - علو الهمة والإحساس بالمسئولية واستشعار هم الأمة في أن نهضة الأمة لا تكون إلا بالقرآن الكريم. - القدوة الحسنة. فالمعلم لابد حتمًا أن يكون قدوة حسنة وصالحة لطلابه من حيث الانضباط وحسن الخلق والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم. ويبين الشيخ أشرف. أن الغاية من مشروع تحفيظ القرآن الكريم ليست إعداد جهاز يقرأ القرآن كأنه "راديو" ولكن الثمرة الحقيقية المرجوة هي إخراج جيل قرآني يكون قدوة بالمنهج الإسلامي وذلك يتطلب جدارة المعلم وإتقانه لحفظ القرآن الكريم وأحكام التلاوة دراية ورواية لأن فاقد الشيء لا يعطيه . كما يتطلب توافر عنصر الخبرة فالمعلم الذي يريد أن يجني من وراء تحفيظ القرآن الثمرة لابد أن يكون صاحب خبرة بفنون التحفيظ فليس كل قارئ للقرآن يصلح أن يكون معلمًا له كما ينبغي علي المعلم أن يتبادل الزيارات مع أهل الخبرة والدراسة وأن يسعي جاهدًا لتعلم كل ما هو جديد في هذا المجال. أما الركيزة الثالثة فهي: المشرف المحتسب. ويكون أحد أعضاء مجلس إدارة الفرع أو المكتب وله دور حيوي حيث إنه المسئول الأول عن تنظيم مكتب تحفيظ القرآن الكريم لذا يجب أن يتوافر فيه بعض الشروط: - أن يكون حافظًا قدرًا كافيًا من القرآن الكريم "نصف القرآن علي الأقل". - أن يكون عالمًا بسنة النبي صلي الله عليه وسلم عاملاً بها مظهرًا ومخبرًا. - الكفاءة والفاعلية في النهوض بمكتب تحفيظ القرآن الكريم. - الاتصال الجيد مع أولياء الأمور وربطهم بالمشروع. - الاتصال الجيد مع أهل الفضل وذلك لتوفير الدعم المادي اللازم للمشروع. وعن مهام المشرف المحتسب يوضح الشيخ أشرف مصطفي أنها تتلخص فيما يلي: - متابعة أداء المعلم في مكتب التحفيظ من حيث الانتظام بالمواعيد المقررة وكيفية تربية الطلاب. والتواصل معهم. ومتابعة مدي التزام المعلم الأخلاقي والاجتماعي مع الطلاب. - عمل الاجتماعات اللازمة لأولياء الأمور وربطهم بالمشروع. - حضور اجتماع القرآن بالقطاع والمحافظة. - عمل دفاتر الحضور والانصراف لانتظام الطلاب داخل المكاتب. ثم تأتي ثمرة المشروع وهم: الطلاب. الذين يمثلون الركيزة الرابعة. وهم مادة البناء في المشروع إن اكتملت نجح المشروع وازدهر وآتي ثماره. وعليه يجب الاهتمام بهم اهتمامًا خاصًا. وقد حددت الجمعية الشرعية أعداد الطلاب داخل المكاتب 25 طالبًا لا غير حتي يتسني للمعلم التواصل والمتابعة الجيدة لهم داخل الحلقات. ويوضح الشيخ أشرف أن مكاتب تحفيظ القرآن الكريم تقوم أولاً علي أبنائها المقيدين بمشروعَيْ ¢الطفل اليتيم¢ و¢طالب العلم¢. ولا حرج أن يلتحق بالمكاتب أبناء المسلمين بعد الفترة المخصصة للأيتام وطلاب العلم. ويضيف: لقد كان التركيز الشديد علي أبنائنا الأيتام في مكاتب تحفيظ القرآن الكريم لأنهم أمانة في أعناقنا فوجب علينا تربيتهم والاهتمام بهم» لأن المحك الأساسي في مشروع ¢الطفل اليتيم¢ هو التربية والإعداد.. ويُعد تعلُّم القرآن الكريم هو أوثق عري الإصلاح في دين الله عز وجل. دور الأسرة وعن دور الأسرة باعتبارها الركيزة الخامسة يشير الشيخ أشرف. إلي أن الاهتمام بهذا المحور ضروري لأنه هو المحضن الذي يقدم مادة بناء المشروع. فيتم العمل علي توعية أمهات الأيتام بضرورة الاهتمام بتربية الأطفال علي القرآن الكريم وأن تعرف الأمهات أن قدر الواحدة منهن عند الله عز وجل يكون بتربية أولادها تربية صالحة علي كتاب الله وهذا التواصل يتحقق من خلال مشروع ¢رعاية أمهات الأيتام¢ عن طريق الأخوات العاملات في هذا المشروع فتتواصل الأخت المشرفة مع الأم لمتابعة أولادها في الانضمام لمكتب تحفيظ القرآن الكريم. أما المنهج فهو الركيزة السادسة لتحقيق الهدف من مشروع القرآن الكريم هو تخريج جيل مسلم يحمل هم الدين لذا ينبغي ألا يقتصر دور المكاتب علي تحفيظ القرآن لأننا لا نريد أن نخرِّج للأمة حفاظا يقرأون القرآن في المآتم وعلي القبور ولذلك كان لابد من وضع منهج للقرآن الكريم تسير عليه المكاتب علي مستوي الجمهورية والمنهج الذي وضعته الجمعية الشرعية الرئيسية يقوم علي محاور هي: 1- تحفيظ القرآن الكريم في فترة خمس سنوات معاني القرآن الكريم. 3- حفظ بعض أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم علي مدار السنوات الخمس حديث كل سنة. 4- دراسة الأخلاق والمعاملات بصورة مبسطة حتي يخرج للأمة من يحفظون القرآن حفظًا صحيحًا . أنصار السنة عن منظومة تحفيظ القرآن في جماعة أنصار السنة المحمدية أكد جمال سعد حاتم رئيس تحرير مجلة التوحيد لسان حال الجماعة والمتحدث الرسمي باسمها انه توجد منظومة متكاملة في كل فروع الجمعية بالمحافظات وعددها اكثر من 350 فرعا ويقودها الشيخ مصطفي البصراتي أحد اشهر المهتمين بتلاوة وتجويد القرآن في مصر وله العديد من البرامج علي الفضائيات الاسلامية عن تجويد وتلاوة القرآن وقد اسهمت مكاتب تحفيظ القرآن في فروع الجماعة في تخريج الالاف سنويا ممن يجيدون الحفظ باحكامه وبعضهم بالقراءات وأشار جمال سعد حاتم إلي أن لدي الجماعة ادارة مستقلة تسمي ¢إدارة شئون القرآن¢ وتشرف مكاتب تحفيظ القرآن الكريم التي بدأت بشكل منظم منذ أعلن الدكتور جمال المراكبي الرئيس العام السابق . عن إقامة مشروع يهدف إلي أن يكون في كل أسرة حافظ لكتاب الله ومن حينها ومراكز التحفيظ تزداد يومًا بعد يوم ويصل عددها الآن إلي 203 مركز تحفيظ علي مستوي مصر . ولا يقتصر تحفيظ القرآن والعلوم الشرعية علي المصريين فقط بل يمتد الي الأفارقة حيث لدينا مركز خاص بالأفارقة من الدول الإفريقية جنوب الصحراء ويقوم المركز بتعليمهم العقيدة الصحيحة وتجويد القرآن الكريم .