القرآن الكريم معجزة نبينا الكريم الخالدة تكفل الله بحفظه في الصدور والسطور.. وهذا الحفظ دائم ومستمر علي مر العصور وفي مختلف الأقطار.. وقد تختلف طريقة تحفيظ القرآن من بلد إلي بلد.. إلا أن الهدف واحد والغاية واحدة وهي حفظ كتاب الله تعالي. "عقيدتي" التقت مجموعة من أهل القرآن من السودان الشقيق ومن دولة الكويت ومن جمهورية أفريقيا الوسطي.. جاءوا إلي مصر ليقرأوا القرآن بالقراءات علي أيدي علماء الأزهر.. فماذا قالوا عن تجربتهم ورحلتهم مع القرآن الكريم. في البداية يقول الشيخ أحمد حماد.. إمام وخطيب بوزارة الأوقاف الكويتية في دولة الكويت توجد العديد من المراكز المتخصصة في هذا الشأن في محافظات الكويت الست والتي تخضع للإشراف المباشر لإدارة شئون القرآن الكريم.. ومن هذه المراكز حلقات قرآن تابعة لبعض الجمعيات الخيرية كجمعية إحياء التراث الخيرية وغيرها. دراسة مجانية والدراسة في هذه المراكز مجانية لكل الدارسين والدارسات وتهتم بالقرآن الكريم وتجويده وبالقراءات وبعض العلوم الشرعية الأخري ويستفيد من تلك المراكز كثير من الناس علي اختلاف أعمارهم. فمن المعلوم أن الكويت بها العديد من الجنسيات وأنه من المفرح جدا أن تدخل إلي حلقة من تلك الحلقات الخاصة بالأولاد الصغار من المقيمين بالكويت من دول أفغانستان وباكستان وبنجلاديش وغيرها من الدول وتجدهم يحفظون حفظا متينا وكثيرا.. ففي الجلسة الواحدة يسمعون نصف جزء أو يزيد مع التجويد وهذا يزيدنا إيمانا بإعجاز القرآن وحفظه له حتي في صدور العجم. وهذه المراكز تقوم بعمل مسابقات مستمرة ورحلات عمرة وغير ذلك من الجوائز التحفيزية والتشجيعية. حلقات قرآنية وننتقل إلي دولة السودان الشقيق حيث تختلف فيها طريقة الحفظ.. يقول فيصل علي.. ولي أمر الطالب محمد فيصل - الذي يحفظ القرآن بالقراءات التحفيظ في السودان يعتمد علي "الخلوة" وهي تشبه نظام الكتاب القديم في مصر وهي تقوم في الأساس علي نظام المعلم الواحد. فالشيخ يمكن أن يشرف علي عدد من الطلاب قد يصلون إلي المائة بمعاونة المتقدمين من الطلبة في القراءة له في التدريس. حيث يتم توزيع الطلبة الجدد علي الطلبة المتقدمين في الدراسة ليقوموا بالتدريس لإخوانهم.. كما يشرف الشيخ علي هؤلاء المتقدمين في الدراسة مع مراقبة قراءة إخوانهم وهذه الطريقة قد أثبتت نجاحها وأعطت ثمارا طيبة في معرفة المسلمين لحفظ القرآن طوال القرون السابقة. وتبدأ القراءة في الخلوة بتدريس الحروف نطقا وخطا والوسائل المستعملة هي اللوح والمداد الأسود.. وكانت الخلاوي في الماضي قاصرة علي تحفيظ القرآن فقط ولكنها توسعت بعد ذلك لتشمل علوم الفقه والحديث والتفسير والسنة فصار بناؤها ينقسم إلي جزأين: الأول لسكن الطلاب ومعاشهم والثاني لتلاوة وحفظ القرآن وتلقي علوم الفقه المختلفة. يضيف: الأطفال يعيشون في هذه الخلاوي من سن الخامسة ولمدة 8 سنوات حيث يقيمون بها إقامة كاملة ولا يزورون الأهل إلا في الضرورة والأعياد فقط. خلوة الشيخ ومن أفريقيا الوسطي يحدثنا الشيخ علي أحمد عبدالله.. المبعوث من وزارة الأوقاف إلي هناك حيث يقول: في جمهورية أفريقيا الوسط يوجد اهتمام كبير بالمحافظة علي تعليم وتحفيظ القرآن الكريم وذلك عن طريق ما يسمي "بخلوة الشيخ" حيث يذهب الطالب إلي الخلوة وهو مكان فسيح به مكان للصلاة ويكون ملاصقا لنزل الشيخ. ويأتي الطلاب في الصباح ويسمعون ما حفظوه وبعد ذلك يكتبون علي اللوح ويصحح لهم الشيخ آيات أخري. وتنتشر هناك رواية "ورش عن نافع" في القراءة حيث يقرأ بها معظم الدارسين ويوجد بعض المشايخ يعلمون الناس القراءات العشرة ومن بينهم شيخ القراء "الشيخ السوير".. وقد تعلم القرآن والقراءات علي يد علماء مصر منهم الشيخ رزق خليل حبه.. شيخ عموم المقارئ السابق. كما يوجد أيضا بجانب الخلوة المدارس الإسلامية التي يدرس بها الموفدون من الأزهر والأوقاف وفي كل عام ترسل مصر عن طريق السفارة لاختيار أحد الطلاب ليمثل هذه الدولة في مسابقة ليلة القدر.